الدول العربية, فلسطين, إسرائيل, قطاع غزة

إسرائيل: تنسيق مع واشنطن لحسم مصير مقاتلي حماس العالقين خلف الخط الأصفر

شوش بدروسيان المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي قالت إن نتنياهو تحدث مع المبعوث الأمريكي جاريد كوشنر "حول نزع سلاح حماس وتجريد غزة من السلاح وسبل ضمان ألا تشارك الحركة في إدارة القطاع..

Zein Khalil  | 10.11.2025 - محدث : 10.11.2025
إسرائيل: تنسيق مع واشنطن لحسم مصير مقاتلي حماس العالقين خلف الخط الأصفر

Quds

زين خليل/ الأناضول

قالت متحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، إن القرار بشأن مقاتلي حماس العالقين خلف "الخط الأصفر" في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، سيتخذ بالتعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

جاء ذلك في تصريح للصحفيين أدلت به المتحدثة باسم نتنياهو باللغة الإنجليزية شوش بدروسيان، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وقالت بدروسيان إن "نتنياهو تحدث مع (المبعوث الأمريكي) جاريد كوشنر حول نزع سلاح حماس، وتجريد قطاع غزة من السلاح، وسبل ضمان ألا تشارك حماس في إدارة القطاع".

وفيما يتعلق بنحو 200 من مقاتلي حماس عالقين في نفق برفح في منطقة السيطرة الإسرائيلية خلف ما يسمى "الخط الأصفر"، قالت المتحدثة باسم نتنياهو إن أي قرار بشأنهم "سيُتخذ بالتعاون مع إدارة ترامب".

وعلقت الصحيفة العبرية بالقول إن هذه التصريحات جاءت رغم تأكيد نتنياهو لأكثر من مرة "أن إسرائيل ستتخذ القرارات الأساسية بنفسها".

ووصل كوشنر إلى إسرائيل، صباح الاثنين، في زيارة يبحث خلالها مع نتنياهو "كيفية التعامل مع قضية المسلحين العالقين في أنفاق غزة وإمكانية بدء محادثات المرحلة الثانية من الصفقة"، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.

والخميس، قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير إنه لن يكون هناك "أي صفقة" مع هؤلاء المسلحين، وأنهم "إما يُقضى عليهم أو يُستسلمون ويُحالون للتحقيق في قاعدة سدي تيمان (معسكر اعتقال سيء الصيت جنوب إسرائيل)".

وحسب "يديعوت أحرونوت"، في الأسابيع الأخيرة "حاولت حماس دفع عملية إطلاق سراح نحو 200 مسلح يُحتجزون على ما يبدو في أنفاق منطقة رفح، وقد باءت محاولاتها ومحاولات الوسطاء المختلفين حتى الآن بالفشل".

و"الخط الأصفر" هو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويفصل هذا الخط بين المناطق التي ما زال يتواجد فيها الجيش الإسرائيلي في الجهة الشرقية منه، والمناطق التي يُسمح للفلسطينيين بالتحرك داخلها في المناطق الغربية منه.

وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انسحب الجيش الإسرائيلي جزئيا من المناطق التي كان يتمركز فيها إلى مواقع جديدة داخل قطاع غزة شرق "الخط الأصفر"، والذي يغطي وفق تقديرات الجيش أكثر من 50 بالمئة من مساحة القطاع.

* "تنظيم منظم جدا"

في السياق، نقل موقع "واللا" الإخباري العبري، مساء الاثنين، عن مصادر أمنية إسرائيلية لم يسمّها، إن "الولايات المتحدة تمارس ضغوطا على المستوى السياسي من أجل حل قضية العالقين في منطقة رفح، خاصة بعد تسليم جثمان هدار غولدين أمس".

والأحد، سلمت حماس إلى إسرائيل عبر الصليب الأحمر رفات الضابط " غولدين" الذي قُتل في الأول من أغسطس/آب 2014 خلال عملية "الجرف الصامد"، وأسر جثمانه من قبل مقاتلي "حماس" أثناء وقف لإطلاق النار استمر 72 ساعة في حينه، وفق هيئة البث.

وأضاف "واللا" أن "نحو 150 مقاتلا من حماس عالقون في نفق تحت السيطرة العملياتية للجيش الإسرائيلي، وقيادة حماس طلبت من إسرائيل عبر الوسطاء السماح لهم بمرور آمن إلى مناطق سيطرة الحركة بالقطاع".

وتضاربت التصريحات الرسمية الإسرائيلية بشأن السماح بمنح المقاتلين "مرورا آمنا".

وتابع "واللا": "تحذر مصادر في الجيش الإسرائيلي من أنه بمجرد أن تعيد حماس جميع المختطفين، فإن الضغوط ستنتقل من حماس إلى إسرائيل التي ستطلب منها الولايات المتحدة والوسطاء الآخرون الانسحاب من الأراضي الفلسطينية (54% من غزة) إلى المنطقة العازلة، والسماح ببدء إعادة إعمار القطاع".

ونقل الموقع عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها "كانت الرسالة واضحة للغاية، أثبتت حماس أنها كانت تعلم جيدًا على مر السنين مكان الملازم الراحل هدار غولدين، وأرادت أن تُظهر أن من أعاق الصفقات والفرص على مر السنين هو القيادة السياسية في إسرائيل".

وأضافت المصادر: "أرسلت حماس رسالة أخرى لكل من قلّل من شأنها، فهي تنظيم منظم جدًا، وتمتلك البنية التحتية اللازمة للاختطاف مرة أخرى وإخفاء من تريد بحيث لا يعرف أحد مكانه. في إسرائيل، كان هناك من اعتقد خلاف ذلك".

والأحد، قالت هيئة البث العبرية، إن حماس انتشلت رفات "غولدين" من نفق في منطقة تل السلطان برفح، وهو ذات النفق الذي أجرى الجيش الإسرائيلي على مدى عام عمليات بحث داخله بشكل شبه يومي، دون أن يتمكن من العثور على الرفات.

وانتشلت حماس رفات الضابط الإسرائيلي، بعدما سمحت إسرائيل لعناصرها بإجراء عمليات تفتيش في رفح برفقة طواقم الصليب الأحمر، وهي منطقة خاضعة للسيطرة الإسرائيلية خلف الخط الأصفر، وفق المصدر ذاته.​​​​​​​

ومنذ بدء سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر، سلمت الفصائل الفلسطينية، 20 أسيرا إسرائيليا أحياء ورفات 25 آخرين من أصل 28.

لكن إسرائيل ادعت أن أحد الجثامين التي تسلمتها لا يعود لأي من أسراها، وأن رفاتا آخر لم يكن جديدا بل بقايا لأسير سبق تسلم بعض رفاته.

وترهن إسرائيل بدء التفاوض لتدشين المرحلة الثانية من الاتفاق بتسلمها بقية جثث الأسرى، بينما تؤكد حماس أن الأمر يستغرق وقتا لاستخراجها نظرا للدمار الهائل بغزة.

في المقابل، يوجد 9500 مفقود فلسطيني قتلهم الجيش الإسرائيلي، ولا تزال جثامينهم تحت أنقاض حرب الإبادة الإسرائيلية، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

كما يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وأوقف اتفاق وقف إطلاق النار حرب إبادة جماعية إسرائيلية على غزة بدأت في 8 أكتوبر 2023 وخلفت نحو 69 ألف قتيل فلسطيني وأكثر من 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة تكلفتها بنحو 70 مليار دولار.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.