تركيا, أخبار تحليلية, التقارير, فلسطين

سفير فلسطين: نثمّن دور تركيا بإنهاء حرب غزة وإعادة الإعمار

السفير الفلسطيني الجديد لدى أنقرة نصري أبو جيش، في مقابلة مع الأناضول: الفلسطينيون بمختلف شرائحهم، وكافة الفصائل الفلسطينية، يقدرون عاليا الموقف التركي الداعم لفلسطين

Tuğba Altun, Ömer Aşur Çuhadar  | 07.11.2025 - محدث : 07.11.2025
سفير فلسطين: نثمّن دور تركيا بإنهاء حرب غزة وإعادة الإعمار

أنقرة/ طوبى ألطون - عمر عاشور جوخدار/ الأناضول

**السفير الفلسطيني الجديد لدى أنقرة نصري أبو جيش، في مقابلة مع الأناضول:
- الفلسطينيون بمختلف شرائحهم، وكافة الفصائل الفلسطينية، يقدرون عاليا الموقف التركي الداعم لفلسطين
- الحكومة التركية وعلى رأسها السيد الرئيس أردوغان اتخذت خطوات واضحة لدعم الشعب الفلسطيني
- تركيا لاعب إقليمي ودولي ذو ثقل، وهذا الثقل يقف خلف الشعب الفلسطيني لتحقيق الهدنة وإنهاء الاحتلال وإعادة إعمار غزة
- تركيا لعبت دورا مهما جدا ووجودها ساعد على إنهاء الحرب
- نريد قوة استقرار في غزة والضفة الغربية، ونتمنى أن تكون من الدول الإسلامية، وبالتأكيد تركيا ستشارك فيها

ثمّن السفير الفلسطيني الجديد لدى أنقرة نصري أبو جيش، دور تركيا المهم في إنهاء الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، معربا عن ارتياحه لمشاركة الجانب التركي في موضوع إعادة إعمار القطاع.

جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول، تناولت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والهجمات والانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، وتطورات الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

وقال السفير أبو جيش إن "تركيا دولة شقيقة والشعب التركي شعب شقيق وداعم للقضية الفلسطينية"، مؤكدا أن الفلسطينيين بمختلف شرائحهم "من الطفل الصغير حتى الرئيس محمود عباس، وكافة الفصائل الفلسطينية، يقدرون عاليا الموقف التركي الداعم لفلسطين".

وأضاف أن الحكومة التركية، برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، اتخذت خطوات واضحة لدعم الشعب الفلسطيني قبل الحرب وخلالها، مؤكدا أن هذا الدعم مستمر حتى ينال الفلسطينيون حقوقهم.

وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعته "حماس" بوساطة مصرية قطرية تركية وبإشراف أمريكي، والذي استند على خطة للرئيس دونالد ترامب.

وأوقف اتفاق وقف إطلاق النار حرب إبادة جماعية إسرائيلية على غزة بدأت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 خلفت 68 ألفا و875 قتيلا فلسطينيا و170 ألفا و679 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة تكلفتها بنحو 70 مليار دولار.

وأشار السفير أبو جيش إلى أنه قدم أوراق اعتماده الثلاثاء الماضي، حيث أكد له الرئيس أردوغان عزم تركيا مواصلة دعم فلسطين في مختلف الظروف والمحافل الدولية لنيل الشعب الفلسطيني حقه وحريته.

- "تركيا لعبت دورا مهما جدا"

وشدد أبو جيش على أهمية انضمام تركيا إلى اللجنة العربية الإسلامية الخاصة بغزة (التي شكلت في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وتضم 23 دولة، إلى جانب جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي)، لافتا إلى أن بلاده تشعر بالارتياح لوجود أنقرة ضمن هذه الأطر، سواء فيما يتعلق بالهدنة أو بجهود إعادة إعمار القطاع.

وأضاف أن "تركيا لعبت دورا مهما جدا، ووجودها ساعد في إنهاء الحرب، فهي لاعب إقليمي ودولي ذو ثقل، وهذا الثقل يقف خلف الشعب الفلسطيني لتحقيق الهدنة وإنهاء الاحتلال وإعادة إعمار غزة".

وقدم شكره للرئيس أردوغان، والحكومة التركية، والشعب التركي بكل أطيافه وأحزابه، قائلا: "رغم اختلاف الأحزاب في السياسة الداخلية، فإنها تتفق على دعم القضية الفلسطينية".

وأعرب عن تمنياته لتركيا بالتوفيق، وللشعب الفلسطيني بتحقيق أهدافه بدعم من تركيا والدول العربية والإسلامية، مؤكدا تقدير بلاده لمواقف أنقرة الإنسانية، خاصة ما يتعلق بإرسال المساعدات واستقبال الجرحى وعلاجهم في المستشفيات التركية.

كما شكر تركيا على إعفاء الطلبة الفلسطينيين من غزة من الرسوم الدراسية في الجامعات الحكومية والخاصة، واصفا ذلك بأنه دعم مهم لمسيرة الطلبة التعليمية.

وأكد السفير الفلسطيني أن "الدور التركي كان مميزا ومقدرا".

- مخطط توسيع المستوطنات

وفي ما يخص الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، قال السفير أبو جيش إن فلسطين لا تعول على التصريحات الأمريكية أو وعودها، بل على صمود الشعب الفلسطيني نفسه، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة شريك لإسرائيل في الإبادة والقتل خلال الحرب الأخيرة".

وأوضح أن مخطط إسرائيل لتوسيع المستوطنات وتهجير المواطنين من غزة ليس جديدا.

وتسعى مصر إلى تفعيل خطة اعتمدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/ أذار الماضي، لإعادة الإعمار في غزة دون تهجير الفلسطينيين، وتستغرق 5 سنوات بتكلفة نحو 53 مليار دولار.

وأشار السفير أبو جيش إلى وجود مشروعين منذ احتلال عام 1967، الأول لزيادة الاستيطان في الضفة الغربية، والثاني لتهجير الفلسطينيين من غزة.

وأكد السفير أن الشعب الفلسطيني هو من أفشل هذه المخططات مرارا، سواء في غزة أو بالضفة، رغم محاولات المستوطنين اليومية لتوسيع الاستيطان وقطع الأشجار، خصوصا أشجار الزيتون.

وقال: "هناك مئات الشهداء الذين ارتقوا وهم يدافعون عن أرضهم في مواجهة الاستيطان".

وأضاف أن الاستيطان غير شرعي وفق قرارات الأمم المتحدة، وهو جزء من نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال.

وتابع: "نحن نعتمد على هذه القرارات الدولية بأن الاستيطان غير شرعي ولا يمكن قبول الاستيطان وهو جزء أساسي من نضالنا ضد الاحتلال الإسرائيلي".

والخميس، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية) مؤيد شعبان، إن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا 340 اعتداء ضد قاطفي الزيتون في الضفة الغربية المحتلة، خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وتندرج هذه الاعتداءات ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية من الجيش والمستوطنين، أسفرت خلال العامين الماضيين عن مقتل ما لا يقل عن 1068 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل.

- وقف إطلاق النار في غزة

السفير أبو جيش أوضح أن إسرائيل استغلت أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كذريعة لتنفيذ مخططاتها، وأولها الإبادة الجماعية في غزة والضفة.

وأشار أبو جيش إلى أن الحكومة الإسرائيلية الحالية "أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل"، وأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ما يزال يحلم بـ"إسرائيل العظمى التي تحتل 8 دول عربية".

وأضاف: "نحن على قناعة بأن التفكير العنصري الإسرائيلي الذي يدعو إلى توسيع الاستيطان والسيطرة الكاملة على فلسطين وبعض الدول العربية المجاورة، مازال موجودا".

وبشأن وقف الإبادة في غزة، قال إن ذلك "يعد خطوة إيجابية نحو وقف قتل الشعب الفلسطيني"، لافتا إلى أن "عامي الحرب شهدا يوميا استشهاد أكثر من 100 فلسطيني في غزة وعشرات في الضفة الغربية".

وأضاف أن "وقف إطلاق النار من هذه الناحية إيجابي، وكذلك من ناحية السماح بدخول المساعدات الإنسانية، من غذاء واحتياجات أساسية، إلى قطاع غزة".

ولفت إلى أن العالم، بما فيه الولايات المتحدة، بات لا يقبل استمرار الحرب تحت ضغط الشارع الدولي والإسرائيلي ذاته.

واعتبر أن "إسرائيل كذلك عانت من هذه الحرب، وأصبحوا لا يقبلون باستمرار الحرب والإبادة ضد الشعب الفلسطيني".

- قوات دولية

سفير فلسطين أكد أن بلاده طالبت مرارا بوجود قوة دولية لحماية الشعب الفلسطيني، وأن ذلك مطلب أساسي في خطابات الرئيس محمود عباس بالأمم المتحدة.

وقال: "نريد حماية دولية من العالم ومن الأمم المتحدة ضد هذه القوة الكبيرة الغاشمة التي تقتل وتبطش يومياً في الشعب الفلسطيني".

وأوضح السفير أبو جيش أن الخلاف الآن يتمحور حول تسمية هذه القوة، مضيفا: "نعم، هم يتحدثون عن (قوة استقرار)، فيما تريد إسرائيل أن تكون مهمتها نزع سلاح حماس، لكن حتى الآن لم تحدد هذه المهمة الأساسية، وبالتأكيد، فإن الحكومة الفلسطينية تؤيد تشكيل قوة استقرار تكون مهمتها حماية الشعب الفلسطيني من القتل والإبادة الجارية داخل فلسطين".

ومضى قائلا: "نريد قوة استقرار في غزة والضفة الغربية، ونتمنى أن تكون من الدول الإسلامية، وبالتأكيد تركيا ستشارك فيها".

وشدد على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من قتل يومي وانتشار الحواجز التي تعمل على إذلاله هو "كبير جدا ويساوي الابادة الجماعية التي تحصل وحصلت في غزة".

- الوحدة والمصالحة الفلسطينية

وشدد السفير أبو جيش على أن إدارة غزة يجب أن تكون جزءا من الحكومة الفلسطينية، وأن هناك تفاهما بين السلطة وحركة حماس بهذا الشأن، أي ألا تكون الإدارة لقطاع غزة إدارة خارجية.

وأكد ضرورة تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام منذ 2006، لأن استمرار الانقسام "يضر بالقضية الفلسطينية".

وبيّن السفير أن جهود المصالحة مستمرة منذ سنوات طويلة.

وأوضح أن فلسطين في هذا الظرف الصعب بحاجة إلى وحدة وطنية بين جميع الأطراف، من أجل الصمود على الأرض ومواجهة المشاريع "التصفوية" التي تستهدف القضية الفلسطينية والمشروع الوطني.

وأعرب أيضا عن اعتقاده في أن الفترة مناسبة لحركة حماس لانضمامها إلى منظمة التحرير الفلسطينية التي هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، حسب الشروط والاتفاقيات التي نوقشت كثيرا في فترة الـ17 عام الماضية.

وفي أكتوبر الماضي، أعلنت قوى وفصائل فلسطينية في بيان مشترك نشرته حركة "حماس" أنها اتفقت خلال اجتماع عقدته في القاهرة (لم تحدد المشاركين فيه) على تسليم إدارة قطاع غزة للجنة مؤقتة من التكنوقراط من أبناء القطاع.

وحول هذه النقطة علّقت "فتح" حينها، بالقول إن "التوافق على لجنة إدارية مهنية من الكفاءات لإدارة شؤون قطاع غزة لفترة محددة، تُعد خطوة مهمة ومطلوبة، شريطة أن تكون هذه اللجنة تحت مرجعية حكومة دولة فلسطين".

وتعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا منذ عام 2007، حيث تسيطر حماس وحكومة شكلتها على قطاع غزة، في حين تدير الضفة الغربية حكومة شكلتها حركة فتح.

وعلى مدى سنوات طويلة عقدت لقاءات عدة بين الفصائل الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، دون أن تسفر عن خطوات عملية جادّة تحقق هدفها.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın