"ميكي ماوس" يبيع الذرة والسعادة بغزة
-يُجسّد الشاب الفلسطيني محمد مخيمر، شخصية "ميكي ماوس"، الشهيرة، بارتداء زيّها الخاص ويعمل على بث السعادة في نفوس الأطفال على شاطئ البحر

Gazze
غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول
-يُجسّد الشاب الفلسطيني محمد مخيمر، شخصية "ميكي ماوس"، الشهيرة، بارتداء زيّها الخاص ويعمل على بث السعادة في نفوس الأطفال على شاطئ البحر-يستغل مخيمر التفاعل مع "ميكي ماوس" لبيع الذرة وكسب لقمة العيش، في مشروع أطلق عليه اسم "عمو ميمي"
-مخيمر فشل في العثور على فرصة عمل في ظل شح فرص العمل بغزة
تطل شخصية "ميكي ماوس"، الخيالية الشهيرة، التي اخترعتها شركة "ديزني"، على شاطئ بحر مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، لكسر مرارة الحياة التي خلّفتها الحروب العسكرية المُتكررة والحصار الإسرائيلي المستمر لأكثر من 15 عاما.
كإحدى مشاهد عالم الكرتون، تستعرض شخصية "ديزني" على الشاطئ، بعض الحركات الراقصة التي تجذب الأطفال وتدفعهم للتفاعل معها بالقفز والغناء.
وأمام عربة صغيرة، تأخذ شكل الكوب، يرتب الشاب محمد مخيمر (26 عاما)، الذي يُجسّد شخصية "ميكي ماوس"، أكواز الذرة، ويستعدّ ليوم حافل، مليء بالسعادة والرزق.
وإلى جانب العربة، يحتفظ مخيمر بعناية، بزيّ شخصية "ميكي ماوس"، الذي يرتديه عند بدء العمل.
والشخصية الشهيرة "ميكي ماوس"، هو فأر أسود اللون، يتصرف كالإنسان، وعادة يلبس سروالا أحمر اللون، وسترة سوداء، وأحذية صفراء، وقفازات بيضاء.
**عمو "ميمي"
أطلق مخيمر، على مشروع بيع الذرة على شاطئ البحر، اسم "عمو ميمي"، وهو اللقب المُنتشر بين أطفال المدينة.
ويشعر مخيمر بالسعادة الكبيرة، جرّاء حالة الفرحة، التي يبثّها بين الأطفال المرتادين للشاطئ، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.
ويقول لوكالة الأناضول، إن هذه المهنة توفّر له مصدرا متفاوتا للدخل، إلا أن المردود المعنوي والسعادة التي ينشرها تكون بقيمة أكبر لديه.
ويعطي "عمو ميمي" مساحة للتفريغ النفسي للأطفال، جرّاء ضغوط الحياة التي يمرّون بها.
ويلتقط عدد من الأطفال صورا تذكارية، عبر الهواتف المحمولة، مع شخصية "ميكي ماوس".
ويساهم هذا المشروع، في دعم عائلة "عمو ميمي"، المكوّنة من 10 أفراد، وسداد ديونها المالية التي تراكمت عليها، كما قال.
وأوضح أن الإقبال على شراء الذرة، ازداد بشكل نسبي، بسبب شخصية "ميكي ماوس"، التي أوجدت تفاعلا بين الأطفال.
إلا أن مخيمر يتطلع إلى تفاعل أكبر، بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة، التي انطلقت الثلاثاء، وتمنع الكثير من العائلات من النزول إلى الشاطئ حتّى انتهاء هذه الفترة.
**خبرات وطموح
الشاب مخيمر، لجأ للتفكير بافتتاح هذا المشروع، بعدما ضاقت به سُبل الحياة، وعجز عن العثور على مهنة عمل في مجال تخصصه الجامعي أو حرفته الأساسية كـ"مُهرج".
وأنهى مخيمر دراسته الجامعية في تخصص "إدارة الأعمال"، عام 2017، ومنذ ذلك الوقت وهو يحاول العثور على وظيفة لكن دون جدوى.
كما بحث عن أعمال يومية، تدرّ عليه أجرا، إلا أن هذه المساعي لم تنجح أيضا، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.
ويملك مخيمر خبرة في مجال الفن الاستعراضي، حيث عمل سابقا كـ"مُهرج"، لإدخال الفرحة والسرور على قلوب الأطفال، خاصة المرضى القابعين في المستشفيات.
وساهمت هذه الخبرة، في تدشين فكرة هذا المشروع الصغير، الذي دمج فيه بين الاستعراض وبث الفرحة في نفوس الأطفال، والعمل وطلب الرزق.
ويطمح "عمو ميمي"، في توسيع هذا المشروع، الذي يعاني فيه من حرارة شمس الصيف الحارقة.
ويعيش سكان قطاع غزة، الذين تزيد أعدادهم عن مليوني نسمة، أوضاعا اقتصادية متردية، جرّاء استمرار الحصار المفروض على القطاع لأكثر من 15 عاما.
وجرّاء الحصار والانقسام السياسي الداخلي، ارتفعت نسبة البطالة إلى نحو 50 بالمئة، بحسب إحصائيات صادرة عن مؤسسات رسمية وحقوقية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.