القدس/ الأناضول

أعاد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران الذي دخل حيز التنفيذ، الثلاثاء، عقب 12 يوما من المواجهات إلى الواجهة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة المستمرة منذ 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتعتبر عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة وأحزاب معارضة إنه حان الوقت لاتفاق تبادل أسرى ولو على حساب وقف الحرب على غزة، فيما يعتبر اليمين الإسرائيلي المتطرف أن الوقت قد حان لتطبيق مخطط الاحتلال وتهجير سكان القطاع.

وتبرز تساؤلات عن مستقبل الحرب التي طال أمدها في ضوء تقارير متضاربة عن قرب التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار وأيضا مع مقتل عدد متزايد من الجنود الإسرائيليين في هجمات فلسطينية داخل غزة.

ووفقا لإعلانات الجيش الإسرائيلي ومعلومات إذاعة الجيش الإسرائيلي فقد قتل 11 عسكريا إسرائيليا وأصيب ما لا يقل عن 24 في غزة خلال فترة الحرب على إيران.

وقال المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين في مؤتمر صحفي، الأربعاء: "تعمل حاليًا أربع فرق في قطاع غزة".

وأشار إلى أنه "عصر أمس، وخلال عملية عسكرية، انفجرت عبوة ناسفة في مركبة مدرعة من نوع بوما (ناقلة جند) ما أدى إلى مقتل 7 عسكريين.

وأبرزت الحادثة تساؤلات في إسرائيل عن سبب بقاء العسكريين الإسرائيليين في غزة.

** تحالف "يهدوت هتوراه"

خلال جلسة للجنة المالية البرلمانية الأربعاء، تساءل عضو الكنيست عن تحالف "يهدوت هتوراه" الشريك في الحكومة موشيه غافني عن سبب بقاء الجنود في غزة.

وقال غافني: "نحن نعيش يوما حزينا قُتل فيه سبعة جنود في غزة، فلتكن ذكراهم طيبة، لكنني لا أفهم حتى الآن لماذا نقاتل هناك؟ لأي غرض؟ ما الذي نقوم به هناك في كل هذا القتال المستمر؟ لا أفهم الأمر".

وأضاف: "كنا بحاجة إلى رجل مثل (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب هنا، يأتي ويقول بوضوح: نعيد المخطوفين (من غزة)، نوقف كل هذا ونعود للحياة الطبيعية، لكن على ما يبدو، لم نحظَ بذلك بعد".

** استنفدت الحرب معناها

وردا على ذلك قالت عائلات الإسرائيليين الأسرى في غزة في منشور على منصة "إكس": "تدعو عائلات المخطوفين إلى دعم النائب غافني الذي يقول الحقيقة كما هي، دون تجميل أو تحريف، لقد استنفدت الحرب في غزة معناها، وتُشنّ دون هدف واضح أو خطة حقيقية".

وأضافت: "حان الوقت لإظهار الشجاعة والقول بصوت واضح: أعيدوا المخطوفين، أوقفوا القتال، هذا هو الحل الصحيح، هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق النصر الإسرائيلي".

وقال موقع "واللا" الإخباري العبري، الأربعاء: "يُبدي الجمهور إصرارا أكبر على إنهاء الحرب في غزة وتوقيع اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، حيث يؤيد ذلك 67 بالمئة" من الإسرائيليين المستطلعة آراؤهم.

وأشار إلى أن 52 بالمئة من الجمهور الإسرائيلي يؤيدون وقف إطلاق النار مع إيران، بينما يعارضه 33 بالمئة، فيما لم يبدِ 15 بالمئة رأيهم بشأن ذلك.

** انقلاب "نشوة النصر"

وأثار المعلق الإسرائيلي إيال بيركوفيتش الجدل في إذاعة "103" اف المحلية، عندما قال "لم أكن سعيدًا منذ عامين، وعندما وقع هجوم على إيران أقول في قرارة نفسي: أنا مسرور، هذا ما كان يجب فعله".

واستدرك: "لكن في أعماقي، أعلم دائمًا أن هذه النشوة سوف تنقلب علينا بسرعة، وهنا بالأمس كانت ضربة موجعة، سبعة جنود وجرحى كثيرون، كارثة كبيرة، وأسألكم - كيف لرئيس الوزراء ( بنيامين نتنياهو) ، وهو يعلم بمقتل سبعة جنود، أن يقيم حفل نصر، مؤتمرًا صحفيًا الساعة التاسعة مساءً؟".

وأضاف بيركوفيتش: "الجنود يموتون لمجرد رغبتكم في نصر شامل".

** حرب استنزاف

ومن جهته قال العقيد حيزي نحاما، القائد السابق للواء ألكسندروني، للإذاعة ذاتها: "أتوجه بالحديث إلى القيادة السياسية، وعلى رأسها نتنياهو: أنتم مسؤولون عن إنهاء هذا الأمر، أنتم مسؤولون عن ضمان عدم دخولنا في حرب استنزاف لا نهاية لها".

غير أن هذا الموقف ليس في كل ذاته وبخاصة في اليمين الإسرائيلي المتطرف.

** بن غفير

وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للإذاعة ذاتها: "هناك عدو نازي هنا، علينا أن نُمزقه إربًا إربًا كما يُقال، وأن نُمزق جسده إربًا إربًا".

وأضاف: "كفى أوهامًا، ماذا نغادر غزة ؟، ثم ستأتي حماس وترقص رقصة الحورة، أريد قتل 10.000، 15.000، 20.000 من أعضاء حماس". وفق تعبيراته.

وجدد بن غفير معارضته إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ووقف الحرب مقابل الأسرى الإسرائيليين في غزة.

وقال: لماذا الاستسلام! لا يمكننا الاستسلام، لا يمكننا التراجع وأنتم تعرفون من تواجهون. هل يمكنني الاستسلام أمام عدو نازي؟ أنتم تعرفون تمامًا ما هو الثمن الذي يدفعه لنا إطلاق سراح الجميع - يريدون منا رفع الراية البيضاء، وأنا لست مستعدًا لرفعها" وفق تعبيراته,

ونفى مصدر إسرائيلي وجود في مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة مع حماس.

ونفلت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، عن مصدر إسرائيلي مطّلع على مفاوضات التبادل، لم تسمه، نفيه التقارير التي تتحدث عن إحراز تقدم ملموس في الملف".

وأكد المصدر "وجود اتصالات، إلا أن الظروف لم تنضج بعد لإيفاد طاقم التفاوض الإسرائيلي للمحادثات".

وقالت هيئة البث الإسرائيلية "تأتي هذه التصريحات بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق اليوم، عن تحقيق "تقدّم ملحوظ" في هذا الشأن، دون تقديم تفاصيل إضافية.

والأربعاء، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي مقتضب عقده مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، مارك روته، على هامش قمة الحلف المنعقدة بمدينة لاهاي الهولندية، إنه يعتقد أن "الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية قد تُسهم بتحقيق تقدم في مسار الحرب بقطاع غزة، وأن الاتفاق بات وشيكا جدا".

وتقدر تل أبيب وجود 54 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 188 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين