الحناء والمكياج... وسيلة الصوماليات لكبح البطالة (تقرير)
في محاولة لكبح جماح البطالة، تشهد ورش تعلّم حرفتي الحناء والمكياج في العاصمة الصومالية مقديشو، إقبالاً كثيفاً من الفتيات، في بلد يقدر عدد سكّانه 12 مليون نسمة.

Istanbul
مقديشو/ نورجيدي/ الأناضول
- تشهد ورش تعلّم حرفتي الحناء والمكياج في العاصمة مقديشو إقبالاً كثيفاً من الفتيات- تعكف عشرات الفتيات على تعلّم مهارات الحناء والمكياج بدقة وحذر
- البطالة المتفشية بصفوف المرأة، كانت الدافع لاستقطاب المركز عشرات الفتيات
في محاولة لكبح جماح البطالة، تشهد ورش تعلّم حرفتي الحناء والمكياج في العاصمة الصومالية مقديشو، إقبالاً كثيفاً من الفتيات، في بلد يقدر عدد سكّانه 12 مليون نسمة.
في مركز صغير للعناية بالمرأة، تعكف عشرات الفتيات على تعلّم مهارات المهنة بدقة وحذر، كونها تتطلب نوعاً معيناً من الذوق والعناية باختيار الألوان والرسم، ضمن ورشات صغيرة.
ورغم تواضع المركز، إلا أنه يعمل خلال فترتي الصباح والمساء، كمتنفس للفتيات اللواتي يكافحن جاهدات للتغلب على البطالة، وصقل إمكانياتهن.
** مواجهة البطالة
ورغم أن نقش الحناء، من أكثر الأعمال قدماً ورواجاً بين النساء، إلا أن المهنة أدخلت فيها بعض التحديثات على مر السنوات الماضية، لتأخذ طابعاً أكثر حيوية.
مديرة المركز رسمي علي مري، تقول للأناضول إن "فكرة افتتاح المركز جاءت بإيعاز من زميلاتها اللائي اكتشفن مهاراتها في هذه الحرفة، على أمل أن تكون سببا في عودة المرأة الصومالية لسوق العمل".
وتضيف مري: "البطالة المتفشية في البلاد خاصة في صفوف المرأة، كانت الدافع الأكبر في استقطاب المركز لعشرات الفتيات بعد أن اغلقت ابواب العمل أمامهن".
وتتابع أن المركز بات بالنسبة للمرأة الصومالية فرصة لمواجهة البطالة، من خلال تطوير هذه الحرف اليدوية والتي لا يزاحمها فيها الرجال.
ويقدم المركز للفتيات دورات الحناء والمكياج والطبخ، على مدار الأسبوع.
وتدرس خلال فترتي الصباح والمساء نحو 100 امرأة، وتختلف مدة هذه الدورات، بين شهرين وثلاثة أشهر.
** مردود سريع
وتتطلع المتدربات إلى تحصيل مردود سريع يؤمن حياة عوائلهن عند انتهاء الدورة، بعد فشلهن في الحصول على وظيفة في مجال تخصصاتهن الجامعية.
من جهتها، تقول كوثر يوسف، إن "لجوءها إلى هذه الحرفة هو الخوف من مصير زميلاتها اللاتي تخرجن من الجامعات ولم يعثرن على عمل".
وتضيف "يوسف" للأناضول: "كن لا يكترثن بالحرف اليدوية وكان جل اعتقادهن أن الانتهاء من الجامعة هو السبيل الوحيد للحصول على العمل لكن الواقع ليس كذلك".
وتتابع: "أود تعزيز مهاراتي إلى جانب مواصلة دراستي الجامعية، فسوق الحرف متاح أكثر في الوقت الحالي، ويمكن من خلاله توفير مصدر دخل سريع".
بدورها، تقول نعيمة عبدالرحمن محمد، إن الظروف المعيشية لأسرتها أحالت دون تمكنها من الالتحاق بالجامعة.
وتضيف "عبدالرحمن"، أنها متفرغة لتعلم حرفة الحناء، التي كانت هوايتها التي تحبها منذ الطفولة.
فيما تذكر "حفصة" أنه في الشهر الأول من دراستها حصلت على وظيفة في إحدى صالونات التجميل في العاصمة، وبدأت بإعالة أسرتها من دخلها المحدود.
وإلى جانب تعلم مهارات الحناء والمكياج، تدرس الطالبات أخلاقيات المهنة وآدابها، من خلال تعريفهن بكيفية التعامل مع الزبائن واستقبالهن والحفاظ على صحتهن.
** صالونات منزلية
وتشهد العاصمة مقديشو في الآونة الأخيرة انتشارا واسعا لصالونات التجميل لاسيما المنزلية، نظراً للإقبال الكبير من قبل النساء، حتى خلال المناسبات الصغيرة.
أيان عبدالرحمن، مالكة صالون منزلي، تقول للأناضول إن "الحالة المادية دفعتني لافتتاح صالون تجميل منزلي بدلا من صالونات التجميل الحديثة".
وتضيف: "أقوم بنقش الحناء ووضع المكياج للزبائن، رغم إمكانياتي البسيطة".
وتتابع: "الكثير من الفتيات يفضلن الصالونات المنزلية، ليس لسعرها الرخيص بل لجودتها التي لا تقل عن الصالونات الكبيرة".
ويقول الخبير الاقتصادي محمد نور، للأناضول، إن "الحرف اليدوية تساهم في زيادة وإنعاش المشاريع الفردية، مما قد يؤثر إيجابا على اقتصاد البلاد، خاصة في ظل تنامي ظاهرة البطالة بصفوف المواطنيين وخاصة الشباب".
ورغم غياب احصائيات رسمية حديثة لمعدل البطالة لخريجي الجامعات في البلاد، إلا أن عدد الخريجين سنويا في ازدياد مستمر.
وقدر عدد خريجي الجامعات لعام 2016-2017، بأكثر من 11 ألف طالب، وهو ما يفوق الفرص في سوق العمل، بحسب وزارة العمل الصومالية .