تركيا, الدول العربية, التقارير, الصومال

بمئات المشاريع.. "تيكا" التركية تساهم في تنمية الصومال (تقرير)

تؤدي الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" دورًا مهمًا في تنمية الصومال عبر مئات المشاريع بمجالات مختلفة، وأحدثها فصل اللغة التركية الذي افتتحته في دارٍ للأيتام، ومختبر أنشأته في جامعة مقديشو، ودعمها لمركز الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

Ahmed Satti, Gökhan Kavak, Hişam Sabanlıoğlu  | 23.09.2025 - محدث : 23.09.2025
بمئات المشاريع.. "تيكا" التركية تساهم في تنمية الصومال (تقرير)

Sudan

مقديشو/ غوكهان قاوق، أحمد ساتي/ الأناضول

- إلياس عبدالقادر محمد، معلم بمعهد "يونس إمره": نُتيح للصوماليين الاستفادة من الخبرات والفرص التركية
- عبد الرزاق علمي محمود، مدير مركز "مستقبل": تيكا هي الجهة الوحيدة التي تدعمنا في التعليم والمعدات والبنية التحتية
- عبد الله عبدي محمود، فنّي مختبر جامعة مقديشو: المختبر من ثلاثة أقسام يمنح الطلاب خبرة تطبيقية وتستفيد منه شركات خارجية.

تؤدي الوكالة التركية للتعاون والتنسيق "تيكا" دورًا مهمًا في تنمية الصومال عبر مئات المشاريع بمجالات مختلفة، وأحدثها فصل اللغة التركية الذي افتتحته في دارٍ للأيتام، ومختبر أنشأته في جامعة مقديشو، ودعمها لمركز الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

ويتمتع الصومال بعلاقات جيدة مع تركيا في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والسياسية والإنسانية والأمنية منذ إعادة تأسيس العلاقات بين البلدين عام 2011.

وفي أحاديث منفصلة مع الأناضول، أشاد كل من إلياس عبد القادر محمد، يعمل معلّمًا في معهد "يونس إمره" الثقافي في العاصمة مقديشو، وعبد الرزاق علمي محمود، مدير مركز "مستقبل" لذوي الاحتياجات الخاصة، وعبد الله عبدي محمود، فنّي مختبر في جامعة مقديشو، بالدور الذي تلعبه مشاريع "تيكا" في تنمية الصومال.

وقال محمد، الذي أتمّ دراسته الثانوية والجامعية والدراسات العليا في تركيا، إنه "ينقل للصوماليين خبرات تركيا وثقافتها من خلال تعليم لغتها".

وأضاف: "من خلال هذه الفرصة التعليمية نتيح للمواطنين الصوماليين الاستفادة من الخبرات التركية والفرص التي يزخر بها هذا البلد الشقيق".

- دعم مؤسسات تركية

أوضح محمد أن أبناء الشهداء في دار الأيتام التابعة لقوات الشرطة الصومالية يتلقّون تعليمهم الابتدائي والمتوسط والثانوي في فصل دراسي يحمل اسم "الشهيد عمر خالص دمير"، أحد العسكريين الأتراك الذين تصدّوا لمحاولة الانقلاب عام 2016.

وأشار إلى أن "تيكا" قامت بترميم الفصل، الذي يحظى بدعم من مؤسسات تركية مختلفة.

وقال: "تيكا أنجزت هذا الفصل الدراسي، ويتكفّل معهد يونس إمره بنفقات التعليم هنا، كما يوجد دعم من القاعدة العسكرية التركية في الصومال (توركسوم)، لذلك تزورنا مؤسسات مختلفة بانتظام".

كما أشار إلى أن منظمات المجتمع المدني التركية تذبح الأضاحي في دار الأيتام، وأن توزيع لحوم الأضاحي لا يقتصر على الأعياد بل يتم مرة أو مرتين أسبوعيًا.

- تعليم متكافئ

وبيّن محمد أن الفصل الدراسي يمنع تخلّف الطلاب الأيتام عن أقرانهم ويسهم في حصولهم على تعليم متكافئ.

وأكد أن عودته من تركيا إلى بلده كانت "مسؤولية أخلاقية"، قائلًا: "ذهبتُ إلى تركيا واستفدتُ من المنحة الدراسية، وبالتالي أعد هذا دينًا للوطن، والعودة إلى هنا وتقديم الإسهام بإنعاش البلاد مسألة أخلاقية بالنسبة لي".

وذكر أنه ذهب إلى تركيا عام 2012 وعاد إلى الصومال عام 2024، وأنه شهد تنفيذ العديد من المشاريع المتفق عليها بين البلدين.

- الصوماليون أكثر أملًا

وقال محمد إن الناس اليوم أكثر أملًا وينظرون إلى المستقبل بسعادة أكبر، مؤكدًا أن إيمانهم بالبلاد ازداد لأن الصومال بات أكثر أمنًا.

وأضاف: "تراجعت مستويات الفقر والمعاناة لدى كثير من العائلات الصومالية، ولذلك نعتقد ونؤمن بأن مستقبلًا أكثر إشراقًا ينتظرنا وينتظر الأجيال القادمة".

ووجّه نداءً لرجال الأعمال الأتراك قائلًا: "نحثكم على الاستثمار هنا".

وتابع أن الصومال "بلد مهم للغاية بحكم موقعه في شرق إفريقيا، وغني بفرص مذهلة في مجال الزراعة والقطاع البحري، كما أن الموارد المحلية لهذا البلد ما تزال غير مُستثمرة، لذا أوصيهم بالاستثمار".

- دعم "ذوي الإعاقة"

بدوره، قال عبد الرزاق علمي محمود، مدير مركز "مستقبل" لذوي الاحتياجات الخاصة، إنهم يهدفون إلى تنمية مهارات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ممّن لديهم اضطرابات نمائية.

وشدد على أن المركز هو الجهة الوحيدة في البلاد التي تدعم الأطفال المصابين بالتوحّد ومتلازمة داون وسائر الاضطرابات النمائية والعصبية النمائية، وأنهم يتلقّون دعمًا من "تيكا".

وقال: "تيكا هي الجهة الوحيدة التي تدعمنا حاليًا في مجالات التعليم والمعدات وكامل البنية التحتية".

وأكد أن دعم المركز مهم للغاية لمساعدة هؤلاء الأطفال وتمكينهم من الاندماج في المجتمع وإدراجهم في جميع الخدمات.

- مختبر للتعليم والتجارب

فيما ذكر عبد الله عبدي محمود، فنّي المختبر في جامعة مقديشو، أن المختبر يتكوّن من 3 أقسام رئيسية، وهي الخرسانة، والأسفلت والتربة، وجودة المياه.

وأوضح أن الهدف الأساسي هو أن يتعلّم الطلاب متطلبات المختبر وأن يكتسبوا خبرة تطبيقية بدعم الفنّيين.

وأشاد باستفادة عدد كبير من الطلاب من خدمات المختبر.

وفي الوقت نفسه، بيّن أن شركاتٍ من خارج الجامعة تقصد المختبر لإجراء اختبارات في مجالات مختلفة مثل دراسة التربة والخرسانة والصلب.

وفي ختام حديثه، تقدّم بالشكر إلى "تيكا" على إنشاء المختبر، معربًا عن امتنانه للحكومة التركية على التعاون والدعم المقدَّمَين للصومال.

وفي 16 سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلن منسق مشاريع "تيكا" في الصومال ظفر أشكي، في حديثه للأناضول، أن الوكالة أسهمت في تنمية الصومال بتنفيذ أكثر من 500 مشروع منذ بدء أنشطتها في البلد العربي عام 2011.

وقال أشكي إن الوكالة تعمل على تحقيق التنمية المستدامة، لا سيما في مجالات مثل الرعاية الصحية والزراعة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.