الدول العربية, التقارير, الصومال

وجه آخر للصومال.. مناظر خلابة ومستقبل سياحي واعد (تقرير)

- بدأ الصومال يستعيد عافيته ويستقطب السياح بعد سنوات من انعدام الأمن

Ahmed Satti, Gökhan Kavak, Muhammed Kılıç  | 21.09.2025 - محدث : 21.09.2025
وجه آخر للصومال.. مناظر خلابة ومستقبل سياحي واعد (تقرير)

Sudan

مقديشو/ الأناضول

- بدأ الصومال يستعيد عافيته ويستقطب السياح بعد سنوات من انعدام الأمن
- يتمتع الصومال بمؤهلات سياحية أبرزها شريطه الساحلي الطويل والسياحة البحرية والأسواق الشعبية
- المرشدة السياحية بيلا إيمان للأناضول: نصطحب سياحا كثيرين إلى منطقة الجزيرة نهاية الأسبوع
- زائر: الصومال أصبح أكثر أمانا مقارنة بزيارتي السابقة عام 2020

بعد سنوات طويلة من الحروب والنزاعات وفقدان الأمن، بدأ الصومال الرحلة لاستعادة عافيته، إذ أصبح وجهة واعدة تجذب اهتمام السكان المحليين والسياح الأجانب.

ويعود ذلك التحول التدريجي إلى جهود الحكومة في ضبط الأمن وإعادة الاستقرار إلى البلد الإفريقي الذي خاضت حكومته وما تزال، حربا ضد حركة الشباب في عدة مناطق بالبلاد.

كما يعود التحول إلى الأسواق النابضة بالحياة والتي استعادت نشاطها، فضلا عن وجود شواطئ جميلة، وصحراء مفتوحة أمام عشاق المغامرات.

ويرى خبراء في قطاع السياحة أن الصومال بفضل شريطه الساحلي الطويل وتاريخه الغني وثقافته المتنوعة، يتمتع بإمكانيات كبيرة تؤهله ليكون من أبرز وجهات السياحة في القرن الإفريقي، لا سيما في مجالات السياحة البحرية والمغامرات، إذا استمرت الظروف الأمنية في التحسن.

كما تزخر مناطق الوسط والشمال في البلاد بمناظر ساحرة تلبي تطلعات الباحثين عن المغامرة والراغبين في اكتشاف مناطق نائية، لم تنل بعد حقها من الترويج كوجهة سياحية.

منتزه "جيب وين"

وفي مدينة كسمايو جنوبي الصومال، يلتقي نهر جوبا والمحيط الهندي في مشهد أخاذ، تتجلى فيه منطقة "جوب وين" كواحة من الجمال الطبيعي وملاذ للحياة البرية، حيث تلتقي الحيوانات البرية والبحرية في تناغم فريد.

ويطلق سكان المنطقة على متنزه جوب وين لقب "جنة الله على الأرض"، فهو المكان الأمثل للهروب من ضجيج الحياة وصخب المدينة، حيث يجد الزائر نفسه محاطا بتنوع بيولوجي، تمتزج فيه أصوات الطيور بأمواج البحر الهادرة، بينما تهتز أشجار الغابات مع نسمات الطبيعة العليلة.

ويضم المتنزه بين أحضانه حديقة كسمايو الوطنية التي تمتد على مساحات شاسعة، وهي موطن لمجموعة من الحيوانات البرية النادرة، بينما تملأ الأفق أسراب الطيور المهاجرة التي تضيف سحرا على هذا المكان.

وفي العاصمة مقديشو، تعج الأسواق الشعبية منذ ساعات الصباح الأولى بالفواكه، والتوابل، والمنتجات اليدوية، وتشاهد المتسوقين المحليين والأجانب في مشهد يعكس استمرارية الحياة رغم التحديات.

غير أن سحر الصومال لا يقتصر على الأسواق، فالشواطئ الممتدة على طول المحيط الهندي باتت متنفسا لشباب البلاد الذين يجمعون بين الرياضة والاستجمام على الرمال البيضاء الناعمة.

وتبرِز مشاهد الأطفال الذين يلعبون كرة القدم على الشاطئ، صورة جديدة لبلد يستعيد عافيته.

ومن المظاهر الحديثة لجذب السياح في الصومال، راليات الصحراء (سباق السيارات على الرمال) التي تقام في منطقة الجزيرة، على بُعد 20 كيلومترا من مقديشو.

وهذه السباقات، التي تلاقي إقبالا خاصا في العطلات الرسمية، لا تجذب فقط المشاركين، بل تقدم للجمهور تجربة مليئة بالإثارة، فيما تستغل الأسر المناسبة للخروج في نزهات ممتعة.

إلى جانب ذلك، تلعب النساء دورا نشيطا في الأسواق والمشاريع الصغيرة، ما يسهم في تعزيز صمود البنية الاجتماعية ويعكس الأمل المتجدد في مستقبل أكثر استقرارا.

**وجه آخر للصومال

وفي حديث للأناضول، قالت المرشدة السياحية بيلا ماكسميد إيمان، إن شركتهم التي تنشط في الصومال تلبي احتياجات السكان المحليين والسياح الأجانب على حد سواء.

وأشارت إيمان إلى أنها تصطحب كثيرا من السياح إلى منطقة الجزيرة في عطلة نهاية الأسبوع.

وأوضحت أنها تصطحب أيضا الصوماليين المولودين خارج البلاد إلى الساحل والمناطق السياحية.

وأضافت: "يستمتعون بالهواء النقي وبالطبيعة المحيطة، وبهذه الطريقة، يكتشفون أماكن جديدة ويرون وجها آخر للصومال".

**الصومال أصبح أفضل

من جانبه، قال أحمد، وهو صومالي الأصل وُلد في اليمن ونشأ في مصر: "نأتي إلى هنا لقضاء العطلات، حيث نقضي أوقاتنا كالسياح".

وأكد أحمد، لم يذكر اسم عائلته، أن البلاد أصبحت أكثر أمانا من ذي قبل، وأن أمورا كثيرة قد تغيرت منذ زيارته السابقة عام 2020.

وفيما يتعلق بالأوضاع في العاصمة، قال أحمد إنها "أصبحت أكثر أمانا الآن، والحياة أفضل، ويمكننا الآن الخروج دون أي مشاكل".

وتابع: "نحن سعداء بهذا، وآمل أن تتحسن الأوضاع أكثر".

وعن دور الحكومة الصومالية، أكد أحمد أنها "تبذل جهودا كبيرة لضمان السلامة العامة".

جدير بالذكر أن الحكومة الصومالية تخوض منذ سنوات حربا ضد حركة "الشباب" التي تأسّست مطلع 2004، وتتبع تنظيم القاعدة، وتبنّت تفجيرات أودت بحياة مئات المدنيين وعناصر من الجيش والشرطة.

ومنذ يوليو/ تموز 2022 يشن الجيش ومسلحو عشائر وسط البلاد عمليات عسكرية ضد "الشباب"، وأعلنت السلطات استعادة السيطرة على مدن عديدة ومقتل مئات من المسلحين.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın