دولي, الدول العربية, التقارير, فلسطين, إسرائيل

جنين.. قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي دمّر مسجد الأنصار (تقرير ميداني)

- أحدهما وصل المستشفى أشلاء، ما رفع عدد القتلى في الضفة إلى 90 منذ 7 أكتوبر، بحسب وزارة الصحة. - الجيش الإسرائيلي و"الشاباك: القصف استهدف نفقا كانت تتواجد فيه خلية من حركتي حماس والجهاد الإسلامي

Qais Omar Darwesh Omar  | 22.10.2023 - محدث : 22.10.2023
جنين.. قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي دمّر مسجد الأنصار (تقرير ميداني)

Ramallah

جنين / قيس أبو سمرة / الأناضول

قال فلسطينيون في حارة الدمج بمخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية إنهم استيقظوا فجر الأحد على قصف صاروخي لم يشهدوه منذ 20 عاما؛ أسفر عن تدمير مسجد ومقتل فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين.

وعقب القصف، توجّه عشرات السكان إلى المكان لتفقد الدمار في مسجد "الأنصار" الذي بات آيلا للسقوط، وفقا لمراسل الأناضول الذي تفقد المكان.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، بـ"ارتقاء شهيدين اثنين في جنين، أحدهما وصل أشلاء إلى المستشفى، لم تُعرف هويتهما بعد".

الوزارة أوضحت أنه بذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى 90 فلسطينيا.

في الطابق الأرضي من المسجد، يقف شاب يدعى إبراهيم طايل، ويشير بيده إلى مكان اختراق الصواريخ للطوابق.

وقال طايل للأناضول: عند الساعة الثانية والنصف فجرا استيقظنا على قصف إسرائيلي بعدة صواريخ للمسجد، اخترقت الطبقتين الأولى والثانية، وتفجّرت في الأسفل.

وتابع: "هذا المشهد والدمار لم يشهده المخيم منذ عام 2000، الذي شهد "انتفاضة الأقصى".

ويعتقد الأهالي أن المسجد استُهدف بصاروخ من طائرة مقاتلة من طراز "F16" الأمريكية.

القصف دمّر محراب وأعمدة وواجهات المسجد، بحيث بات آي للسقوط، تناثرت الكتب الدينية والمصاحف فيه، اختلط سجّاده بالدماء والحجارة والغبار.

تقف سيدة عند نافذة منزلها الملاصق للمسجد وتشير إلى آثار الدماء والأشلاء، وقد أصاب الضرر منزلها بصورة كبيرة، حيث أصيب أفراد عائلتها بجراح.

علي الدمج، أحد جيران المسجد، قال للأناضول: "سمعنا عدة صواريخ تستهدف المسجد، خرجنا بسرعة، كانت الحجارة والغبار تعلو من المسجد، ثم دخلنا الطابق السفلي من المسجد، وجدنا جثمانيين مقطعة، عبارة عن كتل من اللحم، و3 إصابات".

وأضاف أن "المسجد بات آيلا للسقوط، القصف دمّر الأساسات والأعمدة والواجهات، وتسبب بتشققات في الأسقف".

فيما قال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، في بيان مشترك وصل الأناضول نسخة منه، إن "طائرات عسكرية قامت بتدمير مسار نفق تحت الأرض في مسجد الأنصار بمدينة جنين".

وأضاف أن خلية مشتركة لحماس والجهاد الإسلامي "تواجدت داخل النفق وكانت مسؤولة عن سلسلة من الهجمات التي تم تنفيذها في الأشهر الأخيرة".

وبحسب البيان، فإن "الخلية نفذت عملية في 14 أكتوبر/تشرين الأول قرب الجدار الفاصل، أسفرت عن انفجار عبوة جرى تفعيلها عن بعد واستهدفت قوة من الجيش وصلت إلى المكان، دون الإبلاغ عن إصابات".

ويعدّ قصف أهداف في الضفة بالطيران الحربي الإسرائيلي أمرا غير معتاد، وكانت المرة الأخيرة التي أقدمت فيها إسرائيل على ذلك في 3 يوليو/تموز 2023.

آنذاك، وللمرة الأولى منذ نحو 20 عاما، أطلقت مروحية من طراز "أباتشي" صواريخ لتأمين عملية إنقاذ قوات وآليات عسكرية وقعت في كمين بجنين.

والأحد، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بـ"ضغط دولي حقيقي" لوقف "عدوان الاحتلال" الإسرائيلي المتواصل على غزة والضفة الغربية، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

الوزارة قالت، في بيان، إنها تُحّمل إسرائيل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في الضفة الغربية والتدمير الحاصل في غزة".

وأضافت أنها "تنظر بخطورة بالغة للقصف الذي تعرّض له مخيم جنين فجر اليوم (الأحد)، واعتبرته تصعيدا خطيرا باستخدام الطائرات الحربية، بما ينتج عنه من ضحايا من المدنيين الفلسطينيين وترويعهم بمن فيهم الأطفال والنساء، ومحاولة تعميم نموذج قصف قطاع غزة على مناطق في الضفة الغربية".

وتشهد الضفة الغربية مواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، بالتزامن مع تدهور الأوضاع في غزة.

وفي غزة، دمرت غارات إسرائيلية أيضا 31 مسجدا منذ 7 أكتوبر الجاري، بحسب بيان لوزارة الأوقاف في القطاع.

ولليوم السادس عشر على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وقتلت نحو 4385 فلسطينيا، بينهم 1756 طفلا و976 سيدة، وأصابت 13561 آخرين، بحسب وزارة الصحة في غزة، إضافةً إلى عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية، كما أسرت ما يزيد عن 200 إسرائيلي، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

ويعيش في غزة نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.