مجلس الأمن يمدد ولاية اليونيفيل بلبنان للمرة الأخيرة حتى نهاية 2026
ورئيس وزراء لبنان يرحب بالقرار الذي يعني إنهاء مهمة القوة الأممية بنهاية العام المقبل، وذلك بعد عملها لقرابة 50 عاما

Istanbul
إسطنبول / الأناضول
اعتمد مجلس الأمن الدولي، الخميس، بالإجماع قرارا يمدد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "يونيفيل" للمرة الأخيرة حتى نهاية عام 2026.
جاء ذلك خلال جلسة عقدها مجلس الأمن بناء على مطالب الولايات المتحدة وإسرائيل، وأسفرت عن تمرير القرار الذي يقضي بإنهاء مهمة اليونيفيل بنهاية 2026، وذلك بعد عملها لقرابة 50 عاما في جنوب لبنان.
ونص القرار الذي تبناه المجلس بالإجماع على "تمديد تفويض اليونيفيل لمرة أخيرة (...) حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2026، والبدء بعملية تقليص وانسحاب منسقة وآمنة اعتبارا من ذلك التاريخ ضمن مهلة عام واحد".
وجاء القرار وسط ضغوط إسرائيلية لإنهاء مهمة اليونيفيل، فمؤخرا قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بعث رسالة إلى نظيره الأمريكي ماركو روبيو طالبه فيها بإنهاء عمل القوة الأممية.
كما أن إسرائيل تتهم اليونيفيل بعدم "القدرة على منع تهريب السلاح" في المنطقة الحدودية، بينما يؤكد لبنان أن مهمتها تنحصر في المراقبة والدعم وليس التدخل المباشر.
بدوره، رحب رئيس وزراء لبنان نواف سلام بتمديد مجلس الأمن ولاية اليونيفيل، موجها الشكر إلى الدول الأعضاء على "انخراطها الإيجابي في المفاوضات"، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وأوضح سلام أن "قرار التجديد هذا هو لمدة عام وأربعة أشهر (حتى نهاية 2026)، على أن تبدأ بعده عملية انسحاب تدريجي وآمن، اعتبارا من نهاية عام 2026 وعلى مدى سنة واحدة".
وأضاف: "كما يطلب القرار من الأمين العام (للأمم المتحدة) أن ينظر في الخيارات المتاحة لمستقبل تنفيذ القرار 1701 بعد انسحاب اليونيفيل".
وفي 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وفي وقت سابق الخميس، أعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون، في بيان، أن هناك توافقا بمجلس الأمن الدولي على تمديد ولاية اليونيفيل عاما إضافيا، مبينا أن "عام 2027 سيخصص لتمكين هذه القوات من مغادرة الجنوب تدريجيا بحلول نهايته".
واعتبر عون هذا الأمر "خطوة متقدمة سوف تساعد الجيش اللبناني في استكمال انتشاره حتى الحدود المعترف بها دوليا، عندما يتحقق الانسحاب الإسرائيلي الكامل وتوقفت الأعمال العدائية، وإعادة الأسرى اللبنانيين (لدى إسرائيل)".
وتأسست اليونيفيل عام 1978 عقب الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان، ثم عززت مهامها بشكل كبير بعد حرب يوليو/ تموز 2006 والقرار الأممي 1701، حيث انتشر أكثر من 10 آلاف جندي لمراقبة وقف الأعمال القتالية ودعم الجيش اللبناني في بسط سلطته جنوب نهر الليطاني.
وعلى مدى العقود الماضية، تعرضت القوة الأممية لسلسلة اعتداءات دامية، أبرزها قصف إسرائيلي مباشر لمقرها في بلدة قانا عام 1996، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 100 مدني لجأوا إلى القاعدة.
كما قتل عدد من جنودها في هجمات متفرقة، بينها تفجيرات استهدفت دورياتها عامي 2007 و2011.
وفي السنوات الأخيرة، واجهت اليونيفيل توترات ميدانية مع بعض الأهالي في الجنوب، وصلت إلى حد الاعتداء على دورياتها ومنعها من التحرك، ما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من تقويض مهمتها.