الشرع: أفكار الانقسام جهل سياسي ومؤسساتنا السيادية غير قابلة للتجزئة
خلال مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في اجتماع موسع باللاذقية عبر اتصال فيديو، في ظل تحركات شعبية رافضة للتقسيم واضطرابات أمنية شهدتها مناطق الساحل مؤخرا
Syria
ليث الجنيدي/ الأناضول
أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، الخميس، تمسّك الدولة بوحدة مؤسساتها السيادية، معتبرا أن قطاعات الدفاع والخارجية والأمن والاقتصاد "غير قابلة للتجزئة" وتتطلب مركزية قوية حتى في الأنظمة الفيدرالية.
حديث الشرع جاء خلال مشاركته في اجتماع موسع بمدينة اللاذقية (شمال غرب) عبر اتصال فيديو، في ظل تحركات شعبية رافضة للتقسيم واضطرابات أمنية شهدتها مناطق الساحل مؤخرا، وفق ما أوردته قناة "الإخبارية السورية" الحكومية.
وشدد الشرع، على أن "الجغرافية السورية تعيش على بعضها، ويستحيل أن يكون للساحل سلطة قائمة بذاتها منعزلة عن البقية".
كما وصف أفكار الانفصال أو الفيدرالية التي تخدم مصالح ضيقة بأنها "تعبير عن جهل سياسي".
وتأتي تصريحات الشرع في وقت ترتفع فيه أصوات محلية في منطقة الساحل (غرب) معقل النظام البائد، تطرح أفكارا مرتبطة بالانفصال، بالتزامن مع دعوات مماثلة من تنظيم "بي واي جي/ بي كي كي" الإرهابي المعروف بـ"قسد"، في شمال شرق البلاد، وفي محافظة السويداء بالجنوب.
ورغم تعهد الشرع بالحفاظ على الحقوق الثقافية والاجتماعية والسياسية للأقليات مثل الأكراد والدروز السوريين، تستمر الجهات الانفصالية في المطالبة بـ"الفدرلة الكاملة"، بما في ذلك إدارة المؤسسات السيادية.
والثلاثاء، شهدت عدة مدن وبلدات في محافظات اللاذقية وحماة ودير الزور والقنيطرة، مظاهرات شعبية مؤيدة للدولة السورية وتؤكد على الوحدة الوطنية ورافضة لدعوات التقسيم والانفصال، وفق المصدر نفسه.
وتأتي هذه التحركات الشعبية في سياق تأكيد الوحدة الوطنية ورفض أي مساع أو دعوات تهدف إلى تقويض نسيج المجتمع السوري، أو المساس بسيادة البلاد ووحدتها.
كما تأتي غداة احتجاجات شهدتها مدينة اللاذقية، أصيب على إثرها عنصرا أمن وعدد من المدنيين بإطلاق نار من جهة حي يقطنه ضباط مرتبطون بالمؤسستين الأمنية والعسكرية التابعة للنظام المخلوع، وفق وزارة الداخلية.
وقالت الوزارة إن تلك الاحتجاجات ظهرت في بدايتها بغطاء احتجاجي ثم تحولت سريعا إلى منصات تحريض طائفي ممنهج تسعى إلى زرع بذور الانقسام وإحداث شرخ في المجتمع المحلي.
وأوضحت أن الأمن رصد "مجموعات مرتبطة بخلايا إجرامية تابعة لفلول النظام البائد، عملت على تأجيج الفوضى والتحريض، وقامت بالاعتداء على عناصر الشرطة والمهام الخاصة وشرطة المرور، كما أقدمت على تخريب وتحطيم عدد من الآليات الرسمية".
وفي تصريحات سابقة، اتهم متحدث وزارة الداخلية نور الدين البابا، جهات خارج البلاد (لم يسمها) بالترويج لبث الفوضى في مناطق الساحل، عبر احتجاجات.
وتبذل الحكومة السورية الجديدة جهودا لضبط الأمن وملاحقة فلول النظام السابق الذين يثيرون اضطرابات أمنية، خاصة في منطقة الساحل، التي كانت معقلا لكبار ضباط نظام الأسد.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تمكن الثوار السوريون من دخول العاصمة دمشق، معلنين الإطاحة بنظام بشار الأسد (2000- 2024)، الذي ورث الحكم عن أبيه حافظ (1970- 2000).
