شجرة وحيدة ناجية.. مستوطنون يبيدون حقل زيتون بالضفة (تقرير)
سمير شومان: المستوطنون وبحماية الجيش الإسرائيلي قطعوا مئات أشجار الزيتون
Ramallah
رام الله / قيس أبو سمرة / الأناضول
- سمير شومان: المستوطنون وبحماية الجيش الإسرائيلي قطعوا مئات أشجار الزيتون- راجي حسن: باقون في أرضنا رغم عنف وإرهاب المستوطنين
أمام شجرة وحيدة في أرضه التي كانت تعج بأشجار الزيتون، يقف الفلسطيني سمير شومان بمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، يلتقط حباتها القليلة بيد يكسوها الغبار ووجه يعلوه الأسى، بعد أن قطع المستوطنون الإسرائيليون أشجاره واقتلعوا جذورها.
وعلى امتداد الأرض في بلدة أبو فلاح، تتناثر جذوع مقطوعة وأغصان يابسة تركها المستوطنون بعد أن عاثوا فسادا في الحقول، فيما تبقى شجرة شومان الأخيرة شاهدة على صموده وتمسكه بأرضه.
وقال شومان للأناضول بينما يلتقط ثمارا قليلة من الشجرة الوحيدة الباقية، إن المستوطنين وبحماية من الجيش الإسرائيلي، قطعوا جميع أشجار الزيتون في حقله ولم يتبق سوى واحدة.
وأضاف أنه باق في أرضه وسيعيد تأهيلها من جديد، بعدما تمكن سكان البلدة أخيرا من الوصول إلى أراضيهم التي كانت مغلقة بفعل البؤر الاستيطانية المقامة في محيطها.
وتابع شومان أن "المستوطنين، قبل نحو أسبوعين، وبحماية من الجيش الإسرائيلي، هاجموا أراضي البلدة ليلا وقطعوا مئات أشجار الزيتون".
ولفت إلى أن "عائلتي كانت تملك 57 شجرة زيتون، لم يتبق منها سوى واحدة فقط، بعدما قطع المستوطنون المتطرفون جميع الأشجار الأخرى".
وأوضح أن المستوطنين يسعون لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، لكنه أكد أنه سيبقى في أرض أجداده، وسيعيد تأهيلها وزراعة أشجار الزيتون من جديد رغم ممارسات الاحتلال ومستوطنيه.
وبين أن شجرة الزيتون بالنسبة إلى الفلسطينيين رمز للسلام.
ويتزامن هذا مع تصاعد ملحوظ في اعتداءات المستوطنين بالضفة الغربية مع حلول موسم قطف الزيتون الذي يبدأ عادة في الثلث الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول كل عام.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، نفذ المستوطنون 7154 اعتداء ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بالضفة في عامي الإبادة بغزة "تسببت في استشهاد 33 مواطنا، وتهجير 33 تجمعا بدويا فلسطينيا"، كما أقاموا 114 بؤرة استيطانية.
وبالقرب من شومان، يواصل المزارع راجي حسن عمله في أرضه التي طالتها اعتداءات المستوطنين.
وقال للأناضول: "مصممون على البقاء في أرضنا والوصول إليها رغم عنف وإرهاب المستوطنين".
وأضاف: "الزيتونة مثل الابن، نزرعها ونعتني بها حتى تكبر وتثمر، لكن (المستوطنين) يريدون إيلام الفلسطيني عبر قطعها لأنهم يدركون أهميتها لنا".
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، في بيان، إن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين ارتكبوا منذ مطلع أكتوبر الجاري 158 اعتداء ضد قاطفي الزيتون في مختلف مناطق الضفة.
وأوضح أن من بين تلك الاعتداءات 17 نفذها الجيش الإسرائيلي و141 نفذها المستوطنون، وتوزعت بين اعتداءات جسدية وحملات اعتقال ومنع وصول للأراضي وإطلاق نار مباشر.
وأشار شعبان إلى أن محافظة نابلس سجلت 56 اعتداء، تلتها رام الله بـ51، والخليل بـ15، بينما لم يحدد موقع 36 اعتداء آخر.
وبيّن أن الهجمات تسببت منذ بداية الموسم في تخريب نحو 795 شجرة زيتون، واصفا الموسم الحالي بأنه "الأصعب والأخطر منذ عقود" بسبب سياسة إسرائيل في فرض "المناطق العسكرية المغلقة" على الأراضي الزراعية.
وتندرج اعتداءات المستوطنين ضمن موجة تصعيد إسرائيلية واسعة في الضفة الغربية، أسفرت خلال العامين الماضيين عن مقتل 1057 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل.
وبدأت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة استمرت عامين، أسفرت عن مقتل 68 ألفا و280 فلسطينيا، وإصابة 170 ألفا و375 آخرين، وانتهت باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الجاري.
