تركة 2025 في لبنان.. عام التحولات الكبرى (إطار)
بدا المشهد وكأن البلاد تعيد رسم موقعها ودورها على خريطة الشرق الأوسط، عقب سقوط نظام الأسد في الجارة سوريا بعد حكم دام 53 عاماً، فتحرر لبنان من سطوة نفوذ البعث في الموازين اللبنانية.
Istanbul
بيروت / نعيم برجاوي / الأناضول
- شهد انتخاب رئيس للجمهورية وقائد للجيش وحاكم للمصرف المركزي وتشكيل حكومة- أقرت فيه الحكومة حصر السلاح بيد الدولة بما فيه عتاد "حزب الله"
- جرت فيه الانتخابات البلدية فيما تظل أجزاء من الأراضي الجنوبية تحتلها إسرائيل
- تواصل فيه مسؤولون من لبنان وسوريا بزيارات واتفاقات على معالجة قضايا بين البلدين
- أعلن فيه الجيش الانتشار جنوب نهر الليطاني وبدأ فيه لأول مرة تفاوض مدني مع إسرائيل
يُوصف العام 2025 في لبنان بأنه "عام التحولات الكبرى"، إذ شهد أحداثاً سياسية واقتصادية وأمنية غير مسبوقة، بدأت معها البلاد بكتابة فصل جديد من تاريخها، متأثره بعاصفة من المتغيرات ضربت المنطقة.
بدا المشهد وكأن البلاد تعيد رسم موقعها ودورها على خريطة الشرق الأوسط، عقب سقوط نظام الأسد في الجارة سوريا بعد حكم دام 53 عاماً، فتحرر لبنان من سطوة نفوذ البعث في الموازين اللبنانية.
العام 2025 حَلّ على لبنان عقب حرب مدمرة استمرت 66 يوماً بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، انتهت باتفاق لوقف إطلاق النار، لكنه لم يردع تل أبيب من استكمال استهدافها للجنوب اللبناني والعاصمة بيروت، مع توعدها باستئناف العدوان ما لم يسلم الحزب سلاحه.
وفيما يلي أبرز الأحداث التي ميّزت العام 2025 في لبنان:
** انتخاب عون رئيسا
في 9 يناير/ كانون الثاني، انتُخب جوزاف عون رئيسا للجمهورية، في خطوة أنهت شغورا بالرئاسة لأكثر من عامين، بعد حصوله على 99 صوتا خلال جلسة برلمانية حضرها جميع النواب الـ 128.
وجاء انتخاب عون بعدما أخفق البرلمان طيلة 13 جلسة في إعادة انتخاب الرئيس، عقب انتهاء ولاية ميشال عون في أكتوبر/تشرين الأول 2022، ودخول لبنان بشغور رئاسي هو السادس في تاريخه.
** أول زيارة إلى سوريا
في 11 يناير زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي دمشق والتقى الرئيس السوري أحمد الشرع، في أول زيارة لمسؤول لبناني بعد سقوط نظام الأسد أواخر 2024، وأول زيارة من نوعها بين البلدين منذ 15 عاما.
وقال الشرع خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ميقاتي إن "علاقة سوريا مع لبنان استراتيجية وطويلة الأمد وستبنى على أساسات سليمة".
** حكومة نواف سلام
في 13 يناير كلف عون رئيس محكمة العدل الدولية القاضي نواف سلام بتشكيل حكومة، بعدما اختارته غالبية النواب للمهمة، لا سيما خصوم "حزب الله"، وحصل على 85 صوتاً من أصل 128.
كما شملت التغييرات الجديدة تعيين رودولف هيكل قائدا للجيش اللبناني.
وجرت العادة في لبنان أن يتولى رئاسة الوزراء مسلم سُني، ورئاسة الجمهورية مسيحي ماروني، ورئاسة مجلس النواب مسلم شيعي.
** بيان وزاري جديد
في 26 فبراير/ شباط، نالت حكومة سلام ثقة البرلمان، بعدما أعلنت برنامج عملها (البيان الوزاري)، الذي تضمن "وجوب احتكار الدولة حمل السلاح وحق لبنان في الدفاع عن النفس في حال حصول أي اعتداء"، مسقطاً بذلك دور "حزب الله" بالمقاومة.
وشكّل البيان الوزاري الجديد نقطة تحول مقارنة بالحكومات السابقة التي كانت تنص على ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة"، إلا أن كلمة "مقاومة" التي غالبا ترتبط بـ"حزب الله" لم ترد في البيان للمرة الاولى منذ 30 عاماً.
** حاكم جديد للمركزي
في 27 مارس / آذار عيّن مجلس الوزراء كريم سعيد حاكماً جديدا للمصرف المركزي خلفا لرياض سلامة الذي كان موقوفاً في حينه بتهمة اختلاس أموال عامة (أفرج عنه لاحقاً) بعدما انتهت ولايته عام 2023.
وجاء تعيين سعيد، بعد 30 عاماً من تربع سلامة على منصب حاكم مصرف المركزي، وفي ظل مطالبة المجتمع الدولي للبنان بإجراء إصلاحات اقتصادية ومالية جذرية، عقب أزمة اقتصادية حادة ضربت البلاد منذ العام 2019.
** الانتخابات البلدية
في 4 مايو / أيار انطلقت الانتخابات البلدية في لبنان، في حين ما تزال أجزاء من أراضيه في الجنوب محتلة من الجيش الإسرائيلي، ونحو 37 بلدة حدودية مدمرة بالكامل.
وقال وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار في حينه إن "إجراء الانتخابات البلدية في موعدها هو رسالة العهد الجديد للمجتمع الدولي عن الجدية في إتمام هذا الاستحقاق الدستوري، ولنؤكد من خلالها على حياد السلطة في هذا المجال".
** حصر السلاح
في 5 أغسطس/آب الماضي ووسط استمرار التوتر على الحدود مع إسرائيل، أقر مجلس الوزراء اللبناني حصر السلاح في البلاد بيد الدولة بما فيه سلاح "حزب الله"، وكلف الجيش وضع خطة وتنفيذها قبل نهاية العام 2025.
في المقابل، رفض "حزب الله" تسليم سلاحه، وقال أمينه العام نعيم قاسم إن الحزب لن يسلم سلاحه قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي يحتلها جنوب البلاد وإعادة إعمار المناطق المدمرة، مشيرا إلى أن قرار الحكومة يضعف لبنان أمام إسرائيل.
وبدأ الجيش اللبناني في 21 أغسطس سحب السلاح من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، تنفيذا لقرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة.
** وفد سوري في لبنان
في 1 أكتوبر/تشرين الأول زار وفد وزاري سوري لبنان ضم مسؤولين بوزارتي الخارجية والعدل وبحثوا سبل معالجة ملف الموقوفين السوريين في لبنان، وقضايا أخرى عالقة أبرزها ضبط التهريب وترسيم الحدود.
وتوصل البلدان إلى تشكيل لجنة مشتركة لبحث وحل القضايا بين البلدين، وتبادُل المعلومات بين الأجهزة القضائية حول الفارين من العدالة والمطلوبين، بما يشمل ملفات حساسة تتصل بجرائم الاغتيال.
** زيارة بابا الفاتيكان
في 30 نوفمبر/تشرين الثاني أجرى رئيس دولة الفاتيكان البابا ليو الرابع عشر زيارة إلى لبنان استمرت 3 أيام، كان له فيها عدة محطات بينها مرفأ بيروت الذي تعرض لانفجار ضخم بالعام 2020، وكانت هذه الزيارة البابوية الرابعة في تاريخ البلاد.
البابا وجه دعوة إلى "الوحدة وعدم اليأس" أمام عشرات آلاف اللبنانيين الذين تجمعوا وسط بيروت، معتبرا أن لبنان قادر على أن يكون علامة للسلام بمنطقة الشرق الأوسط.
** مفاوضات مع إسرائيل
في 3 ديسمبر/ كانون الأول عقد أول اجتماع مباشر بين مسؤولين "مدنيين" لبنانيين وإسرائيليين منذ العام 1983، بعدما كلّف الرئيس اللبناني السفير السابق لدى واشنطن سيمون كرم، بترؤس الوفد اللبناني في اجتماعات لجنة مراقبة وقف إطلاق النار وتضم لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة بجنوب لبنان (يونيفيل).
الخطوة اللبنانية قابلتها تل أبيب بتكليف المدير الأعلى للسياسة الخارجية في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أوري رازنيك للمشاركة في اجتماعات هذه اللجنة التي كانت محصورة سابقا بمشاركة عسكريين فقط.
وجاءت مشاركة مدنيين بالمفاوضات بين الطرفين، بما تحمله من تفاوض سياسي مباشر عقب تحذيرات لرئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، من احتمال شن إسرائيل اعتداءات على البلاد، بعد أسابيع من التصعيد المتزايد.
** الانتشار جنوب الليطاني
في 20 ديسمبر أعلن سلام أن "المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح المتعلقة في جنوب نهر الليطاني باتت على بُعد أيام من الانتهاء".
وأضاف أن "الدولة جاهزة للانتقال للمرحلة الثانية، أي إلى شمال نهر الليطاني استنادا إلى الخطة التي أعدّها الجيش اللبناني بناءً على تكليف من الحكومة"، داعياً الى "ضرورة توفير كل الدعم اللازم للجيش اللبناني".
وفي 18 ديسمبر أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، عن تنظيم مؤتمر دولي لدعم الجيش اللبناني في فبراير 2026، بمشاركة فرنسا والولايات المتحدة والسعودية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
