
Quds
زين خليل / الأناضول
أبلغ مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، السبت، عائلات الأسرى الإسرائيليين بالعمل على "صفقة شاملة تعيد جميع الأسرى" من قطاع غزة، وزعم "استعداد حماس لنزع سلاحها"، الأمر الذي نفت صحته الحركة.
جاء ذلك خلال لقاء جمع ويتكوف مع عائلات الأسرى على هامش زيارة أجراها الأول إلى ما تُسمى "ساحة المختطفين" في مدينة تل أبيب (وسط)، التي كانت تشهد مظاهرة تطالب بإعادة الأسرى من غزة، وفق القناة "12" العبرية الخاصة.
وأوضحت القناة أن روبي حين، والد الجندي الأسير بغزة إيتاي حين، قال عقب لقائه المبعوث الأمريكي: "أكد ويتكوف وجود توافق بين المصلحتين الأمريكية والإسرائيلية، يتمثل في صفقة شاملة لإعادة الجميع وإنهاء الحرب" عوضا عن الصفقات الجزئية.
وأضاف أن ويتكوف "لم يذكر أي هدف آخر، ولا أي مبادرة أخرى" بهذا الخصوص.
وتابع: "نحن العائلات سعداء جدا بسماع أن هناك خطة. ويتكوف لم يفصّل ما هي، ويمكن تفهّم السبب. هم يأملون أن تكون الخطة جيدة، وتتمكن خلال مدة قصيرة من إعادة أحبائنا إلى الوطن".
وخلال اللقاء، قال أحد أقرباء الأسرى لويتكوف: "آخر مرة التقينا كانت قبل 3 أشهر، ولم يحدث أي تقدّم، بل الأمور ساءت فقط. أبناؤنا يعانون من الجوع. لدينا سؤال بسيط: متى من المتوقع أن ينتهي هذا؟".
والجمعة، نشرت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مقطعا للأسير الإسرائيلي أفيتار ديفيد، حيث ظهر وهو يعاني من فقدان شديد في الوزن نتيجة استمرار سياسة التجويع التي تنتهجها تل أبيب في غزة.
وأظهر الفيديو الأسير جالسا على سرير في غرفة ضيقة، وقد برزت عظامه بشكل واضح نتيجة سوء التغذية.
ورد ويتكوف قائلا: "ليتني أملك أخبارا لكم. لكن الوضع معقّد. هناك العديد من الأسباب التي لا يمكنني الدخول في تفاصيلها"، وفق القناة.
وشدد على التزام الرئيس الأمريكي بقضية الأسرى، قائلا: "أؤكد لكم أن الرئيس (دونالد) ترامب يهتم بمسألة المختطفين أكثر من أي شيء آخر. ومهمته هي إعادتهم جميعا. لقد أعدنا عيدان ألكسندر، وهذا كان نصرا".
وتابع: "علينا أن نُعيد الجميع. ويبدو أن حماس لا تفي بوعودها. المفاوضات معها كانت محبطة، والآن نعتقد أن علينا أن نتّبع مبدأ ’الكل أو لا شيء‘"، وفق زعمه.
وفي 6 يوليو/ تموز الماضي، بدأت حماس وإسرائيل جولة مفاوضات غير مباشرة بالدوحة، لبحث التوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار، بوساطة قطر ومصر ودعم أمريكي، لكن تل أبيب وحليفتها واشنطن أعلنتا قبل أيام سحب فريقي بلديهما للتشاور.
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن ويتكوف قال لعائلات الأسرى إن "الحل الوحيد للإفراج عن المختطفين هو صفقة شاملة الكل أو لا شيء"، على حد تعبيره.
وزعم أن حركة حماس "مستعدة لنزع سلاحها، لكن علينا التأكد من أنهم يفعلون ذلك فعلا".
وادعى ويتكوف أن عددا من الحكومات العربية (لم يسمها) تطالب حاليا حماس بنزع سلاحها، زاعما أن ذلك يجعلهم "قريبين جدا من حل يمكن أن يُنهي الحرب".
وفي تعليق فوري على تصريحات ويتكوف، أصدرت حماس بيانا قالت فيه: "نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني وقانوني ما دام الاحتلال قائما، وقد أقرّته المواثيق والأعراف الدولية، ولا يمكن التخلي عنهما إلا باستعادة حقوقنا الوطنية كاملة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
وتابع ويتكوف لعائلات الأسرى: "إذا فقدتم الثقة بحكومة إسرائيل، وأنا أفهم أن لديكم أسبابا وجيهة لذلك، فإن دونالد ترامب في صفكم"، بحسب "هآرتس".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن ويتكوف اجتمع مع عائلات الأسرى الإسرائيليين لمدة ساعتين تقريبا.
وقال المبعوث الأمريكي: "لن يكون لدى حماس أسباب لرفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات. إنهم يتحدثون عن تجويع، لكن لا يوجد تجويع"، على حد زعمه.
وتابع: "الخطة ليست لتوسيع الحرب، بل لإنهائها. نعتقد أنه يجب تغيير نهج المفاوضات إلى ’الكل أو لا شيء‘".
ومضى ويتكوف: "الحكومة الإسرائيلية تواجه الآن قرارات صعبة، بعضها سري للغاية. لا يمكنني مشاركتكم التفاصيل، لكننا متفائلون".
كما أفادت عائلات الأسرى بأن ويتكوف أوضح أن زيارته للمنطقة "تهدف إلى تقييم الوضع الإنساني في غزة، وليس لوجود تقدم في صفقة للإفراج عن المختطفين".
وصباح السبت، تظاهر مئات الإسرائيليين في مدينة تل أبيب للمطالبة بصفقة لإعادة جميع ذويهم بقطاع غزة، بينما دعت عائلات الأسرى إلى مظاهرات حاشدة مساء اليوم.
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومنذ بدء الإبادة الجماعية في 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل بالتوازي جريمة تجويع بحق فلسطينيي غزة حيث شددت إجراءاتها في 2 مارس/ آذار الماضي، بإغلاق جميع المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما تسبب بتفشي المجاعة ووصول مؤشراتها إلى مستويات "كارثية".
وخلفت الإبادة الجماعية بغزة نحو 208 آلاف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.