إسطنبول/ محمد رجوي/ الأناضول

جدد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، السبت، دعوته إلى رفع الحظر الإسرائيلي على أنشطة الوكالة، في ظل الزخم المتصاعد بشأن التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.

وقال لازاريني في منشور على صفحته بمنصة شركة "إكس" الأمريكية إن هناك "زخما نادرا ومُرحّبا به للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وتمهيد الطريق لحل طويل الأمد لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود" في القطاع الفلسطيني المحاصر.

ويأتي ذلك عقب إعلان حركة حماس عن موافقتها على الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإعلان إسرائيل استعدادها لتنفيذ المرحلة الأولى من الخطة.

وأعتبر لازاريني هذه التطورات "بصيص أمل نادر يتيح للأمم المتحدة، بما فيها الأونروا، معالجة المجاعة ومعاناة أكثر من مليوني شخصٍ يعانون من احتياجاتٍ لا تُوصف".

ودعا إلى "رفع الحصار (عن غزة) ورفع حظر دخول موظفي الأونروا الدوليين والإمدادات الإنسانية، حتى نتمكن من دعم زملائنا الفلسطينيين في هذه اللحظة الحرجة".

وجدد دعوته إلى "المساءلة والعدالة بمحاسبة المسؤولين عن الفظائع التي ارتكبت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023".

وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول 2024، صدّق الكنيست الإسرائيلي "نهائيا وبأغلبية كبيرة" على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل إسرائيل وسحب الامتيازات والتسهيلات منها، ومنع إجراء أي اتصال رسمي بها.

وتزعم إسرائيل أن موظفين لدى الأونروا شاركوا في هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا الحياد، وتتمسك بمواصلة عملها، وترفض الحظر الإسرائيلي.

وفي تدوينته، أكد لازاريني على أولوية التعليم للأطفال الفلسطينيين في القطاع، مشيرا إلى أن "الأونروا تمتلك الخبرة والقوى العاملة لدعم العودة التدريجية لأكثر من 660 ألف فتاة وفتى، يعيشون وسط الأنقاض، إلى التعليم الرسمي".

وشدد على أن الوكالة "ستواصل تقديم الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية الأولية، وإدارة النفايات، ودعم الصحة النفسية لسكان غزة المُصابين بصدماتٍ نفسية والمُفجوعين".

وقال لازاريني، "في المدى القريب، نحتاج إلى إطلاق سراح جميع المختطفين في غزة والمعتقلين الفلسطينيين، ورفع الحصار والحظر على الأونروا، ورفع جميع القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية المنتظمة وواسعة النطاق".

كما أكد الحاجة إلى "وقف جميع أعمال القصف بأنحاء قطاع غزة، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار" في القطاع.

ومساء الجمعة، قالت حماس، في بيان، إنها سلمت ردها على خطة ترامب بشأن غزة للوسطاء، معلنة موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات.

وفي تعليقه على رد حماس، قال ترامب، في منشور على حسابه بمنصته "تروث سوشيال": "بناء على البيان الصادر عن حماس، أعتقد أنهم مستعدون لسلام دائم".

وأضاف: "على إسرائيل أن توقف قصف غزة فورا، حتى نتمكن من إخراج الرهائن بأمان وسرعة، وفي الوقت الحالي، من الخطير جدا القيام بذلك".

وصباح السبت، قال مكتب نتنياهو في بيان: "في ضوء رد حماس، تستعد إسرائيل لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب للإفراج الفوري عن جميع الرهائن".

وفي 29 سبتمبر/ أيلول المنصرم، أعلن ترامب، عن خطة تتألف من 20 بندا، من بينها: الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة خلال 72 ساعة من موافقة إسرائيل على الخطة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وتعاظمت حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 67 ألفا و74 قتيلا، و169 ألفا و430 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 459 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.