الدول العربية, سوريا

سوريا تحيي الذكرى الـ12 لمجزرة الغوطة وتؤكد محاسبة النظام المخلوع

المجزرة وقعت بمنطقة الغوطة الشرقية لدمشق يوم 21 أغسطس 2013 في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1400 مدني بينهم مئات الأطفال والنساء

Laith Al-jnaidi  | 21.08.2025 - محدث : 21.08.2025
سوريا تحيي الذكرى الـ12 لمجزرة الغوطة وتؤكد محاسبة النظام المخلوع

Syria

ليث الجنيدي / الأناضول

ـ المجزرة وقعت بمنطقة الغوطة الشرقية لدمشق يوم 21 أغسطس 2013 في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1400 مدني بينهم مئات الأطفال والنساء
ـ سوريون في عدد من المحافظات أحيوا ذكرى من قتلوا عبر فعاليات تنوعت بين مواكب السيارات والوقفات
ـ وزارة الخارجية أكدت أن محاسبة المجرمين وتقديمهم للعدالة ستبقى أولوية 

أحيا عدد من السوريين، الخميس، الذكرى الـ12 لمجزرة الغوطة الشرقية التي نفذتها قوات النظام المخلوع، وسط تأكيد رسمي أن محاسبة المسؤولين عنها "أولوية".

ونقلت وكالة أنباء "سانا" وقناة "الإخبارية" الرسميتان مشاهد مصورة من فعاليات شعبية، شهدتها العديد من محافظات البلاد، أظهرت مشاركة المئات في كل منها.

وفي معضمية الشام بريف دمشق، أقيمت احتفالية مركزية شارك فيها العديد من الشخصيات الرسمية والشعبية، بحسب "سانا".

فيما شارك مئات آخرون بفعالية أقيمت بمدينة زملكا بالغوطة الشرقية، إحدى ضحايا الهجوم الكيماوي، حضرها أهالي الضحايا والناجين والناشطين.

وأفاد مراسل الأناضول، بأن العشرات خرجوا في مسيرة سارت من منطقة القابون إلى زملكا، مرتدين قمصانا صفراء تشير إلى الهجوم الكيميائي.

ورفع المتظاهرون صورا لمدنيين قتلوا في الهجمات الكيميائية، ولافتات كتب عليها "صرخات شهدائنا تدوي في قلوبنا".

وفي حديث للأناضول، قالت عفراء ياسين إحدى الناجيات من الهجوم: "نحن هنا اليوم في الذكرى 12 للهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية للمطالبة بمحاسبة مرتكبي جرائم القتل وخاصة النساء والأطفال".

وذكرت ياسين أنهم يطالبون بتحقيق العدالة في الجرائم التي ارتكبها النظام المخلوع.

وشارك أيضا عدد من أهالي وناشطي مدينة الأتارب بريف حلب شمالي البلاد في ذكرى المجزرة، وفق الإخبارية السورية.

رسميا، قال وزير الخارجية أسعد الشيباني، في تدوينة على حسابه بمنصة شركة "إكس" الأمريكية: "أصدق الوفاء لشهداء الكيماوي في الغوطة الشرقية، أن نواصل درب الحرية، ونبني وطنا يليق بتضحياتهم، ونُحاسب من سفك أرواحهم من النظام البائد، ليزهر السلام فوق قبورهم الطاهرة".

أما وزير الإعلام حمزة المصطفى، فأشار في تدوينة له، أنه "في ذكرى مجزرة الكيماوي، نتأمل في أحداث مأساوية تظل عالقة في الذاكرة التاريخية، حيث أُزهقت أرواح أكثر من ألف إنسان بلا ذنب، وملأت أجسادهم الأرض، بينما كانت المياه تُسكب عليهم في محاولة يائسة لتخفيف الألم".

وأضاف: "في ظل هذا المشهد المدمر، تبرز صرخة طفلة صغيرة: أنا عايشة بابا، أنا عايشة، في الوقت الذي يبقى فيه المجتمع الدولي غارقا في نقاشاته الباردة، ليبقى المجرمون بلا عقاب بعد أن عقدت صفقات مخزية".

وأثار الهجوم إدانات دولية واسعة، وبعد التهديد العسكري، توصلت دول غربية إلى صفقة مع نظام المخلوع بشار الأسد لتجنب الهجوم المباشر، نصت على تسليم سوريا كامل ترسانتها الكيميائية للتدمير تحت إشراف دولي، ما جنّب نظام الأسد ضربات عسكرية مباشرة.

ومضى المصطفى: "لقد دفن شعبنا أحبتهم وسط آلام عميقة، وفي تلك اللحظات الصعبة، ازدهرت إرادة الاعتماد على الذات مع ترديدهم: يا الله ما لنا غيرك، مما أسهم في تبنيهم للنضال من أجل الحرية سبيلا وحيدا لتخليد الذاكرة".

واستدرك: "لولا شجاعتهم ومقاومتهم، لما كانت ذكرياتهم لتبقى، وللأصوات المكلومة أن تُحتمل".

وأردف: "إن هذا التاريخ يحمل طابع الألم، ولكنه يعكس أيضا قوة الإرادة التي ترفض الاستسلام، لتظل تلك الذكريات حية في عقول وقلوب الأجيال القادمة".

من جانبها، قالت الخارجية السورية: "12 عاما على مجزرة الغوطة، أكثر من 1410 ضحايا بينهم 200 طفل وامرأة قضوا في الهجوم الكيميائي على غوطة دمشق".

وأكدت أن "الهجمات الكيميائية جريمة حرب لن تُمحى من الذاكرة، وستبقى أولوية حتى تحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين".

أما بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، فقد ذكرت على حسابها بمنصة شركة "إكس" الأمريكية: "نُحيي اليوم الذكرى الـ 12 للهجوم الكيماوي على الغوطة الذي أودى بحياة أكثر من 1400 شخص".

وتابعت: "تمثل هذه الذكرى الأولى بعد سقوط نظام الأسد تذكيرا بضرورة تحقيق العدالة والمساءلة".

وختمت: "يواصل الاتحاد الأوروبي دعمه الكامل لنشاطات منظمة حظر الأسلحة الكيماوية".

ووقعت المجزرة بمنطقة الغوطة الشرقية لدمشق، يوم 21 أغسطس/ آب 2013، في هجوم أسفر عن مقتل أكثر من 1400 مدني بينهم مئات الأطفال والنساء، ولم يمح من ذاكرة السوريين.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن نظام الأسد نفذ 217 هجومًا بأسلحة كيميائية ضد مناطق سكنية كانت تحت سيطرة المعارضة في سوريا منذ بدأ الثورة عام 2011.​​​​​​​​​​​​​​

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın