
Netherlands
أمستردام/ سلمان آقسنقر/ الأناضول
في ديسمبر/ كانون الأول 2000، أعلنت الأمم المتحدة يوم 20 يونيو/ حزيران من كل عام يومًا للاجئ العالم** خبيرة السياسات الأوروبية شذى إسلام:
- نهج الاتحاد تجاه اللاجئين والمهاجرين يختلف بشكل كبير حسب بلدانهم الأصلية
- لطالما عارض اليمين المتطرف السود وأصحاب البشرة الداكنة تاريخيًا
- بعض الأحزاب تعتقد أن تبنّي مواقف عدائية تجاه السود وأصحاب البشرة الداكنة والمسلمين يجلب أصواتًا انتخابية
** أستاذ دراسات الهجرة بجامعة إراسموس روتردام هان إنتزينغر:
- غالبًا ما تكون الأرقام والمعلومات المتداولة حول اللاجئين غير دقيقة، ويُروَّج لفكرة أن الأعداد أكبر بكثير من الواقع
- في الحقيقة، الوضع ليس بالسوء الذي يروّج له بعض السياسيين، لكنهم يفعلون ذلك لأنهم يعتقدون أنه يمنحهم مكاسب انتخابية
يرى خبراء في شؤون الهجرة أن تصاعد العداء تجاه اللاجئين في أوروبا أصبح عاملًا رئيسيًا في تشكيل السياسات، وذلك في ظل تفاقم أزمة الهجرة عالميًا بعد مرور 25 عامًا على اعتماد يوم اللاجئ العالمي.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2000، أعلنت الأمم المتحدة يوم 20 يونيو/ حزيران من كل عام يومًا للاجئ العالمي.
ويهدف يوم اللاجئ العالمي إلى إيصال معاناة اللاجئين إلى المجتمع الدولي وتكريم الذين أُجبروا على ترك أوطانهم، إلا أن التوترات السياسية والاجتماعية الناجمة عن تزايد أعداد اللاجئين تؤدي إلى تصاعد النزعة المناهضة للمهاجرين في الدول الأوروبية.
وفي حين أدت الخلافات حول سياسات الهجرة في هولندا إلى أزمات سياسية أطاحت بالحكومة، كشفت الاحتجاجات والمواجهات التي اندلعت بعد مداهمات وعمليات احتجاز نفذتها إدارة الهجرة والجمارك ضد مهاجرين غير نظاميين في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية عن الأبعاد العالمية لأزمة الهجرة.
وبهدف تسليط الضوء على القضية، استطلعت الأناضول آراء كل من خبيرة السياسات الأوروبية شذى إسلام، وأستاذ دراسات الهجرة والاندماج في جامعة إراسموس روتردام الهولندية هان إنتزينغر.
وقيّم الخبيران مقاربة المجتمع الدولي لقضية اللاجئين، وتأثيرات سياسات الهجرة الأوروبية على المشهد السياسي، إلى جانب مستجدات الوضع في الولايات المتحدة.
- تمييز أوروبي قائم على العرق
قالت "إسلام" إن يوم اللاجئ العالمي يذكّر العالم بحقوق اللاجئين وطالبي اللجوء.
وأشارت إلى أن هذا اليوم يلفت الأنظار إلى أن هؤلاء أشخاص يتمتعون بحقوق مقدسة بموجب الاتفاقيات الدولية.
وأضافت: "الاتحاد الأوروبي حوّل مسألة الهجرة إلى أزمة، وطريقة تعاطيه مع هذه القضية تنطوي على تمييز عنصري يقوم على أساس عرقي".
وأوضحت أن "نهج الاتحاد تجاه اللاجئين والمهاجرين يختلف بشكل كبير حسب بلدانهم الأصلية. ففي حين يتم تطبيق سياسة الباب المفتوح على اللاجئين الأوكرانيين الفارين من الهجمات الروسية، يتم التعامل بسياسات صارمة وعنصرية للغاية مع أولئك القادمين من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والعالم العربي وجنوب شرق آسيا".
• معاداة المهاجرين وصعود اليمين المتطرف
وأشارت إسلام إلى أن سياسة الاتحاد الأوروبي مبنية على الردع وتتضمن عنصرًا جديدًا من "نقل إجراءات اللجوء إلى دول خارجية".
وتابعت خبيرة السياسات الأوروبية: "يُقترح الآن تقييم طلبات اللجوء في دول ثالثة بدلًا من استقبال المهاجرين القادمين من إفريقيا وآسيا على الأراضي الأوروبية، وغالبًا ما يُستشهد بنموذج رواندا في هذا السياق".
ولفتت إلى أن اليمين المتطرف لطالما اتسم بمواقف عنصرية تقليدية.
وأضافت: "لطالما عارض اليمين المتطرف السود وأصحاب البشرة الداكنة تاريخيًا، يتم الترويج لفكرة أن الأوروبيين البيض وحدهم هم الأوروبيون الحقيقيون، وأن وجود المهاجرين يُهدد نوعية حياة المواطنين الأصليين وفرص عملهم".
وأكدت إسلام أن بعض الأحزاب الرئيسية باتت تتبنى هذا الخطاب أيضًا، قائلة: "نشهد هذا بوضوح في هولندا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، حيث يُعتقد أن تبنّي مواقف عدائية تجاه السود وأصحاب البشرة الداكنة والمسلمين يجلب أصواتًا انتخابية".
وشدّدت على أن القارة الأوروبية تعاني من شيخوخة سريعة ونقص في الأيدي العاملة.
وتساءلت: "من أين ستأتي هذه الأيدي العاملة؟ الذكاء الاصطناعي وحده لا يكفي، نحن بحاجة إلى عمّال أجانب، وأنظمتنا في مجالات الصحة والتعليم والنقل ستنهار دونهم".
ونوّهت أن "المهاجرين يشكّلون عاملًا مهمًا في نمو اقتصاداتنا وتنميتها".
وأشارت إلى أن معاداة اللاجئين لم تعد حكرًا على أوروبا، بل امتدت إلى الولايات المتحدة أيضًا.
وفي معرض وصفها لمعاداة اللاجئين بالولايات المتحدة، قالت إسلام "عندما نستمع إلى تصريحات السياسيين، نلاحظ ذلك بوضوح. لا أحد يطالب بفتح الحدود بالكامل، لكن يمكننا استقبال الناس بطريقة إنسانية، بما ينسجم مع القيم والمبادئ المتعلقة بحقوق الإنسان".
• "السياسيون يستغلون الخوف من الهجرة"
بدوره قال البروفيسور هان إنتزينغر إن عدد اللاجئين والنازحين في العالم يتجاوز 120 مليون شخص، بحسب بيانات مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا منهم لا يزال داخل بلدانهم، بينما اضطر كثيرون للانتقال إلى دول أخرى.
وأضاف أن الجدل القائم في أوروبا بشأن الهجرة يُضخَّم بشكل أكبر من حقيقته.
وأوضح: "بعض السكان المحليين يخشون المهاجرين نظرًا لخلفياتهم المختلفة، ويعتبرونهم تهديدًا. بعض السياسيين يستغلون هذا الشعور بعدم الرضا".
وتعليقا على سقوط الحكومة الهولندية مرتين خلال فترة قصيرة بسبب الخلافات حول قضية اللاجئين، قال إنتزينغر إن "اللاجئين في هولندا لا يشكّلون سوى نسبة صغيرة من إجمالي عدد المهاجرين".
وأضاف: "نسبة اللاجئين تتجاوز بالكاد 10 بالمئة من مجموع المهاجرين. ومع توسع الاقتصاد وشيخوخة اليد العاملة، لا تزال البلاد بحاجة إلى مزيد من العمال، يُضاف إلى ذلك لاجئون يفتقرون في الغالب إلى المهارات المطلوبة".
وبيّن: "غالبًا ما تكون الأرقام والمعلومات المتداولة حول اللاجئين غير دقيقة، ويُروَّج لفكرة أن الأعداد أكبر بكثير من الواقع، وأن السلطات غير قادرة على التعامل مع الوضع. في الحقيقة، الوضع ليس بالسوء الذي يروّج له بعض السياسيين، لكنهم يفعلون ذلك لأنهم يعتقدون أنه يمنحهم مكاسب انتخابية".
• 12 مليون مهاجر غير نظامي في أمريكا يدعمون الاقتصاد
وعن الوضع في الولايات المتحدة، قال إنتزينغر: "يوجد هناك نحو 11 إلى 12 مليون مهاجر غير نظامي يدعمون الاقتصاد، لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب تستغل وجودهم لبث الخوف بين بقية السكان، دون أن تعي مدى إسهامهم في دعم الاقتصاد الأمريكي".
وأشار إلى أن اختفاء هؤلاء المهاجرين بشكل مفاجئ سيؤدي إلى انهيار قطاعات اقتصادية حيوية، مثل الزراعة والمطاعم والبناء، واعتبر أن سياسات ترامب "فعالة لكنها ضارة".
وأضاف: "في الأشهر الأخيرة، لم يتجاوز عدد الأشخاص الذين عبروا الحدود المكسيكية الأمريكية سوى بضعة آلاف، بينما كان العدد قبل عامين يتجاوز 200 ألف شهريًا. من هذه الناحية، قد تكون السياسة فعّالة، لكنها ليست جيدة لأنها تؤجّج الصراع بين فئات المجتمع المختلفة".
ولفت أن الهجرة قضية عالمية، حيث تستضيف بلدان إفريقية وآسيوية أيضًا أعدادًا كبيرة من المهاجرين واللاجئين، وضرب مثالًا تركيا.
واختتم البروفيسور الهولندي حديثه بالقول: "تركيا تستضيف عددًا كبيرًا من المهاجرين من خلفيات متعددة، وهناك لاجئون من دول الجوار، إلى جانب عمال مهاجرين زادت أعدادهم بفعل الوضع الاقتصادي. لطالما كانت تركيا بلدًا مصدّرًا للهجرة، وما زالت كذلك، لكنها أصبحت الآن أيضًا بلد عبور".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.