لكسر قتامة الحرب.. شاشة ملونة على حائط مدمر تفرح أطفالا بغزة (تقرير)
- الطفلة جنات عاشور: لم نشاهد التلفاز منذ أكثر من 8 شهور وحدوث ذلك بعث فينا الفرحة

Gazze
غزة/ الأناضول
- الطفلة جنات عاشور: لم نشاهد التلفاز منذ أكثر من 8 شهور وحدوث ذلك بعث فينا الفرحة- النازحة غادة المصري: شاشة التلفاز بثت السرور داخلنا نحن الكبار، فما بالك بالأطفال؟
- المتطوعة عبير مصران: عرض شاشة التلفاز ضمن يوم ترفيهي لإخراج الأطفال من أجواء الحرب والخوف
على بقايا مقاعد حديدية، تجلس مجموعة من الأطفال تتعلق أنظارهم بشاشة تلفاز تبث مشاهد وأغان كرتونية، يشاهدونها لأول مرة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وعلى حائط مدمر اكتسى ما تبقى منه باللون الأسود جراء تعرضه للاحتراق بفعل القصف الإسرائيلي على مركز لإيواء النازحين (مدرسة) بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، ثبّت مجموعة من المتطوعين شاشة تلفزيونية لتوفير عروض كرتونية للأطفال المتواجدين فيه.
هذه الشاشة موصولة بألواح خلايا شمسية لتوفير التيار الكهربائي لها في ظل انقطاعه بشكل كامل منذ بداية الحرب جراء نفاد الوقود.
وفي مشهد يجسد كل معاني الاستثناء لسكان قطاع غزة، توفرت هذه المرة وفي مكان واحد "شاشة التلفاز والكهرباء والرسوم الكرتونية فضلا عن البهجة والرقص والغناء للأطفال".
وفي العادة ومنذ بداية الحرب، يفتقد الفلسطينيون بغزة كلا من الكهرباء ومشاهدة التلفاز إلا بما توفره خلايا الطاقة الشمسية والتي تستخدم عادة لشحن البطاريات للإنارة أو شحن الهواتف المحمولة.
كما باتت اللحظات السعيدة "نادرة" في حياة النازحين الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم وفقدوا أفرادا من أسرهم، كما قال عدد منهم للأناضول.
وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي مطلق، خلفت أكثر من 119 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.
**أجواء من البهجة
بعيون لامعة وفرحة، شرعت مجموعة من الأطفال بالتصفيق تزامنا مع صوت الأغاني الكرتونية التي صدحت في المكان، فيما تبادلوا الضحكات بينهم.
وقفز عدد آخر من الأطفال أمام شاشة التلفاز وتجمعوا على شكل دائرة وبدأوا بالرقص واستعراض الدبكة الشعبية بصورتها العفوية والعشوائية.
وقالت الطفلة جنات عاشور (13 عاما)، التي نزحت من مدينة رفح أقصى جنوب القطاع: "منذ أكثر من 8 شهور لم نشاهد شاشة التلفاز بسبب انقطاع التيار الكهربائي وظروف الحرب".
وأضافت للأناضول: "هذه الشاشة التي تعمل على خلايا الطاقة الشمسية، بعثت بيننا نحن الأطفال الكثير من الفرحة والسرور".
**انتزاع الحياة
يتشبث الفلسطينيون في قطاع غزة بأي خيط من الأمل من شأنه أن يبعث تفاصيل الحياة إليهم من جديد، حيث مثلت شاشة التلفاز هذه المرة هذا الأمل، وفق النازحة الفلسطينية غادة المصري.
وقالت للأناضول: "نبحث دائما عن سبل لرسم الفرحة على وجوه الأطفال، وهذه الشاشة التي لم نرها منذ بداية الحرب بثت السرور داخل نفوسنا نحن الكبار، فما بالكم كيف صنعت بالأطفال؟".
وأوضحت أنهم نزحوا إلى هذه المدرسة المدمرة والمحروقة مرغمين في ظل شح توفر مراكز الإيواء التي من الممكن أن يلتجؤوا إليها؛ وذلك بعد عدة رحلات من النزوح بدءا من بلدة بيت حانون شمالي القطاع.
وذكرت أن النازحين تجمعوا واتفقوا على تحويل مركز الإيواء المدمر إلى مكان يصلح للحياة بالحد الأدنى.
ونفذ النازحون حملة لتنظيف الركام الذي خلفه القصف الإسرائيلي على هذا المركز من داخل الصفوف وتجميعه في ساحة المدرسة.
وأشارت إلى أهمية هذه الخطوة وأثرها الإيجابي على الحالة النفسية للأطفال الذين نزحوا برفقتهم وعاشوا "حرب إبادة مدمرة".
ولفتت إلى أن هذه الشاشة التي علقت على بقايا جدار مدمر، ساهمت بشكل ملحوظ في تغير الحالة النفسية للأطفال وشحنهم بالطاقة الإيجابية.
**يوم ترفيهي
تقول النازحة المتطوعة عبير مصران (20 عاما)، إن الهدف من هذا اليوم الترفيهي هو محاولة إخراج الأطفال من أجواء الحرب والخوف.
وأضافت للأناضول: "حاولنا بأقل الإمكانيات من خلال هذه الشاشة الصغيرة التي تعمل بخلايا الطاقة الشمسية، تشتيت ذهن الأطفال عن الحرب وظروفها وخلق جو من الفرحة بينهم".
وأوضحت أن هذه الشاشة رغم بساطتها إلا أنها نجحت في بث أجواء من الفرح بين الأطفال، مضيفة: "أي شيء من شأنه أن يسعد الأطفال".
وبيّنت أن هذا "اليوم الترفيهي تم إطلاقه في مركز للإيواء (مدرسة) مدمرة لا تصلح للسكن والحياة".
وختمت قائلة: "حاولنا أن نصنع من اللاحياة حياة، فأعدنا تنظيف هذه المدرسة من الركام ومظاهر الدمار وأطلقنا اليوم الترفيهي".
وفي 12 أبريل/ نيسان الماضي، حذرت تيس إنغرام المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، في تقرير على الموقع الرسمي للمنظمة، من تداعيات الحرب على الصحة الجسدية والنفسية لأطفال غزة.
وقالت: "أطفال غزة عالقون في الصراع والصدمات المتتالية والمتواصلة دون أن يوجد أمامهم أي مكان آمن".
وفي فبراير/ شباط الماضي، قالت المنظمة الأممية إن جميع أطفال غزة تقريبا بحاجة إلى الدعم في مجال الصحة النفسية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.