فلسطين: الحق في الصحة ما زال مُصادراً للملايين من شعبنا
وزارة الصحة قال في بيان بمناسبة يوم الصحة العالمي، الذي يحل الاثنين إن "صحة الفلسطيني ليست رفاهية.. بل حق أصيل كفلته القوانين الدولية"..

Ramallah
رام الله/عوض الرجوب/الأناضول
قالت وزارة الصحة الفلسطينية، الأحد، إن الحق في الصحة "ما زال مُصادَراً لملايين الفلسطينيين"، ودعت المجتمع الدولي إلى وضع حد "للكارثة الصحية والإنسانية" التي يتعرض لها المواطنون.
جاء ذلك في بيان عشية يوم الصحة العالمي الذي يحل الاثنين، وصل الأناضول نسخة منه.
وأضافت الوزارة: "في يوم الصحة العالمي، نُذكّر العالم بأن الحق في الصحة ما زال مُصادَراً لملايين الفلسطينيين، وأن الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى في قطاع غزة يواجهون خطر الموت في ظل غياب أدنى مقومات الرعاية الصحية، ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، وتوقف غالبية المستشفيات عن العمل بسبب نفاد الوقود".
ويوافق 7 أبريل/ نيسان من كل عام يوم الصحة العالمي، وهو اليوم الذي يحتفل فيه العالم في الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الصحة العالمية، التي أنشئت عام 1948.
وتابعت وزارة الصحة أنه في الوقت الذي يحيي فيه العالم يوم الصحة العالمي تحت شعار "بداية صحية لمستقبل واعد"، فإن هذا اليوم "يمر على فلسطين في ظل واقع صحي مأساوي يعيشه أبناء شعبنا، خاصة في قطاع غزة، وانهيار شبه تام للنظام الصحي، في وقت تتزايد فيه الاحتياجات الطبية والإنسانية بصورة غير مسبوقة".
وذكرت أن هذا اليوم يحل أيضا "بينما يُعالج الجرحى على الأرض، وتُجرى العمليات الجراحية دون تخدير، والأطباء يعملون في ظروف قاسية وبإمكانيات شبه معدومة، وسط توقف غالبية المستشفيات عن العمل بسبب الاستهداف المباشر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى إخراجها عن الخدمة".
ولفتت إلى "نفاد الوقود بالمستشفيات، ونقص المعدات والأدوية، والطواقم الطبية، في مشهد يُجسّد كارثة إنسانية بكل المعايير".
وزادت: "نستذكر هذا اليوم أيضًا استهداف إسرائيل للطواقم الطبية والإسعافية بشكل ممنهج، حيث يتعرض الأطباء والممرضون والمسعفون للتهديد والاستهداف المباشر، ويتم قصف المنشآت الصحية وسيارات الإسعاف، وهو ما يُعد انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان".
وفي 30 مارس/ آذار الماضي، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني انتشال 14 جثمانا بعد قصف إسرائيلي في مدينة رفح قبل نحو أسبوع، هم 8 من طواقمها و5 من الدفاع المدني وموظف يتبع لوكالة أممية.
جاء ذلك بعد أيام من إعلان الدفاع المدني الفلسطيني انتشال أحد عناصره في الفريق ذاته الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي ما يرفع حصيلة المجزرة إلى 15 قتيلا.
وأردفت الوزارة: "بينما شعوب العالم تنعم بحقها في تلقي العلاج والرعاية الصحية بحرية وكرامة، يُحرم أطفال غزة من الحاضنات، وتفقد الأمهات الحوامل حياتهن على أبواب المستشفيات، ويُحتجز الجرحى دون علاج، ويُمنع المرضى من السفر لتلقي العلاج في الخارج، وكأن الحق في الحياة بات ترفًا ممنوعًا على الفلسطينيين".
ويدشن يوم الصحة العالمي حملة تستمر لمدة عام كامل بشأن صحة الأمهات والمواليد تحت عنوان "بداية صحية لمستقبل واعد"، لحث الحكومات والمجتمع الصحي على تكثيف الجهود لإنهاء وفيات الأمهات والمواليد التي يمكن الوقاية منها، وإعطاء الأولوية لصحة المرأة ورفاهها على المدى الطويل.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية "من التدهور المتواصل في النظام الصحي في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، نتيجة الانتهاكات المستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وعرقلة وصول المرضى إلى المستشفيات، واقتحام المؤسسات الصحية، إلى جانب الأزمة المالية الخانقة، والتي تهدد استمرارية تقديم الخدمات الصحية الأساسية".
ودعت "المجتمع الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، والمؤسسات الأممية والحقوقية، إلى تحمّل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي الفلسطيني، ووقف استهداف المستشفيات، وتأمين دخول الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، وتوفير ممرات آمنة لنقل الجرحى والمرضى لتلقي العلاج".
وختمت: "في يوم الصحة العالمي، نطلق صرخة مدوية إلى الضمير الإنساني: صحة الفلسطيني ليست رفاهية.. بل حق أصيل كفلته القوانين الدولية (..) لقد آن الأوان ليقف المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، ويضع حدًا لهذه الكارثة الصحية والإنسانية التي يتعرض لها شعبنا".
ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة حتى الاثنين، فقد قتل الجيش الإسرائيلي 1402 من الطواقم الطبية في قطاع غزة، واعتقل 362 آخرين، وحرق وأخرج 34 مستشفى و80 مركزا صحيا عن الخدمة، وقصف 142 مركبة إسعاف.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وبالتزامن صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 944 فلسطينيا، وإصابة قرابة 7 آلاف، واعتقال 15 ألفا و700، وفق معطيات فلسطينية رسمية.