خبراء: حرب إسرائيل وإيران تنذر بسباق تسلح جديد في الشرق الأوسط (تقرير)
أشار خبراء في العلاقات الدولية إلى أن الهجمات المتبادلة التي اندلعت عقب العدوان الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/ حزيران الجاري قد تُطلق شرارة "سباق تسلح جديد" في الشرق الأوسط.

Istanbul
إسطنبول/ نوري أيدين/ الأناضول
** أستاذ السياسات الدولية توم ساور:- نرى استخدامًا واسعًا وناجحًا نسبيًا للطائرات المسيّرة في الحرب بين إسرائيل وإيران
- دول الشرق الأوسط تتابع هذه الحرب وتستخلص منها الدروس
** الباحث والأكاديمي مراد أصلان:
- أنظمة الدفاع الجوي ستلعب دورًا رئيسيًا في الحروب خلال السنوات المقبلة
- تركيا محظوظة في ما يخص تكامل أنظمتها الجوية
أشار خبراء في العلاقات الدولية إلى أن الهجمات المتبادلة التي اندلعت عقب العدوان الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/ حزيران الجاري قد تُطلق شرارة "سباق تسلح جديد" في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في حديثين منفصلين أدلى بهما للأناضول كل من البروفيسور توم ساور، أستاذ السياسات الدولية في قسم العلوم السياسية بجامعة أنتويرب البلجيكية، والأكاديمي مراد أصلان، عضو هيئة التدريس في جامعة حسن قاليونجو التركية والباحث بمركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركي "سيتا"، حول التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة.
وقال ساور إن سباق التسلح العالمي ليس أمرًا جديدًا، مشيرًا إلى أن حجم الإنفاق العسكري يشهد ارتفاعًا مستمرًا منذ فترة طويلة، إلا أن الهجمات المتبادلة الأخيرة، والتي بدأت بعدوان إسرائيل على إيران، قد تمهد الطريق أمام "سباق تسلح جديد" في الشرق الأوسط.
وشدد ساور على أن الأسلحة الحديثة، لا سيما الطائرات المسيّرة المسلحة، تركت بصمتها على هذه النزاعات الأخيرة.
- استخلاص الدروس
وقال: "ما هو جديد الآن هو الاستخدام الواسع للطائرات المسيّرة. وكما حدث في حرب أوكرانيا وروسيا، نرى استخدامًا واسعًا وناجحًا نسبيًا للطائرات المسيّرة في هذه الحرب أيضًا. هناك سباق تسلح تكنولوجي قائم حاليًا في مجال الطائرات المسيّرة".
وأضاف ساور أن الدول تستخلص دروسًا من الحروب وتكتشف نقاط ضعفها.
وتابع: "دول الشرق الأوسط تتابع هذه الحرب وتستخلص منها العبر. ومن بين الدروس التي يمكن أن تستفيد منها، الحاجة لامتلاك أسلحة ونظم تسليح دفاعية متطورة وفعالة من الناحيتين النوعية والكمية. لذلك، أخشى أن هذه الحرب قد تفتح الباب أمام سباق تسلح جديد في الشرق الأوسط".
وأشاد ساور بالتقدم الذي أحرزته تركيا في مجال الصناعات الدفاعية، قائلًا: "تركيا دولة متقدمة جدًا في تطوير أنظمة أسلحة جديدة وحتى تصديرها إلى دول أخرى".
وأردف: "في هذا السياق، يتبادر إلى خاطري الطائرات المسيّرة التي صدّرتها تركيا إلى أوكرانيا. لقد أظهرت تلك الطائرات أداءً عاليًا".
ووصف ساور السياسة الخارجية التركية بأنها "واقعية" و"ذكية"، مضيفًا: "السياسة الخارجية التركية تتجه نحو الشرق والغرب معًا، وهي واقعية. نسميها السياسة الحاضنة، وأعتقد أنها سياسة ذكية".
وبين أن هذه السياسة "تتيح إبقاء كل الخيارات مفتوحة وتحاول إقامة علاقات مع جميع الدول، بما فيها تلك التي لا تحبها. وتركيا تقوم بذلك بشكل جيد. والموقع الجيواستراتيجي لها جزء من هذه المعادلة".
ولفت إلى السياسة الخارجية التركية أن تلتزم بالقواعد الأساسية الصحيحة للسياسة الدولية، مشيرا إلى أن امتلاك أنقرة لصناعات دفاعية قوية يساعد أيضًا في هذا الصدد.
- إعادة النظر
من جهته، أشار الباحث مراد أصلان إلى أن البرامج والاستراتيجيات الدفاعية تتغير دائمًا بعد كل حرب في ضوء التجارب المستخلصة، "ما يؤدي بدوره إلى اقتناء معدات دفاعية جديدة وأكثر تطورًا".
وأضاف: "بينما كانت برامج الدفاع التي بدأتها أوروبا الشرقية في منطقة البلطيق تركز على روسيا، فإن التوتر بين إيران وإسرائيل فتح الباب لمعاينة نموذج جديد، ونتيجة لذلك، يتم حاليًا إعادة النظر في الأنظمة الدفاعية الموجودة".
وتابع: "دأبت الدول قبل سنوات على اقتناء أنظمة أسلحة تقليدية، أما الآن، فنشهد تركيزًا واضح على المنصات الجوية، بما في ذلك الطائرات الحربية، والطائرات المسيّرة، والصواريخ، والقذائف الذكية.
وأشار إلى وجود حاجة "لإعادة تقييم الأنظمة الدفاعية، والسعي نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي على الأقل من حيث التكنولوجيا، وزيادة القدرات بما يتناسب مع حجم التهديد".
- الدفاع الجوي
وأضاف أصلان: "نظرًا لعجز إيران عن التصدي بفعالية للهجمات الجوية الإسرائيلية، ولأن الولايات المتحدة نفذت ضربات من مسافات بعيدة باستخدام قواتها الجوية، فمن المتوقع أن تتجه الدول نحو تطوير أنظمة دفاع جوي متكاملة ومتناسقة تعمل بتناغم فيما بينها".
وأوضح أن "تركيا محظوظة في ما يخص تكامل أنظمتها الجوية"، مشيرًا إلى أن المشاريع التي طورتها في هذا المجال، خلال السنوات المنصرمة، بدأت تتكشف أهميتها مع تصاعد التوتر والأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط.
وأكد أصلان أن أنظمة الدفاع الجوي ستلعب دورًا رئيسيًا في الحروب خلال السنوات المقبلة، مضيفًا: "أعتقد أنه بعد الصراع الإيراني الإسرائيلي، ستحرص جميع الدول على امتلاك أحدث أنظمة الدفاع الجوي".
ولفت إلى أن تركيا قطعت شوطًا كبيرًا في مجال إنتاج وتطوير الطائرات المسيّرة، لافتًا إلى أن أوروبا لا تزال متأخرة عنها في هذا المجال.
- تحديث الأسلحة
ولفت أصلان إلى ضرورة تحديث أنظمة الأسلحة والمعدات الدفاعية القديمة.
واستطرد: "سأضرب مثالًا بسيطًا على ذلك. في الحرب بين روسيا وأوكرانيا شاهدنا الجيش الروسي يستخدم دبابات من طراز "تي – 62" و"تي – 64" و"تي – 72"، وقد دُمّر الآلاف منها. السبب في ذلك أنها تعود إلى فترة الحرب الباردة، ولم تكن قادرة على حماية نفسها".
وأوضح أنه عندما استخدمت روسيا تلك الدبابات في الهجوم "تعرضت لأعطال، بل إن بعضها تُرك في الطرق. لذلك، ليس المهم امتلاك دبابة وحسب، بل امتلاك دبابة حديثة. الأمر نفسه ينطبق على مدافع الهاوتزر الحديثة، وتركيا لديها مشاريع متطورة في هذا المجال".
وفي ختام حديثه، أشار أصلان إلى أن كل حرب تشكّل نموذجًا لدولة أخرى، لافتًا إلى أن أي نزاع محتمل في الخليج قد يسلط الضوء على احتياجات جديدة تنشأ في مجالات القوات البحرية أيضًا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.