الصحفي العزايزة: غزيون يفضلون القتل على إصابة لا تجد علاجا (مقابلة)
المصور الصحفي الفلسطيني معتز العزايزة في مقابلة مع الأناضول: الناس بغزة تفضل الموت عن الإصابة بسبب انهيار المنظومة الصحية وعدم توفر العلاج

İstanbul
إسطنبول/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول
المصور الصحفي الفلسطيني معتز العزايزة في مقابلة مع الأناضول:- الناس بغزة تفضل الموت عن الإصابة بسبب انهيار المنظومة الصحية وعدم توفر العلاج
- المصاب ينقل للمستشفى فلا يجد سريرا فيتم وضعه على الأرض بسبب الأعداد الكبيرة من الجرحى
- مررت بالكثير من المواقف التي جعلتني أبكي بحرقة منه
قال المصور الصحفي الفلسطيني معتز العزايزة، إن الفلسطينيين في قطاع غزة يعتبرون أن الموت بالحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أفضل من التعرض للإصابة بسبب صعوبة علاج الجرحى جراء انهيار المنظومة الصحية بعد استهداف الجيش الإسرائيلي للمستشفيات ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية.
جاء ذلك في حديث العزايزة مع الأناضول فور وصوله إلى مدينة إسطنبول، بعد أن أمضى 107 أيام في قطاع غزة كان خلالها شاهدا على آثار الحرب الإسرائيلية المتواصلة والتي تمثل بسببها تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
وتابع العزايزة عن الحالة الطبية وأوضاع الجرحى في القطاع: يقول الفلسطينيون لو يموت الشخص أفضل له من الإصابة لأنه عندما يدخلون المستشفى لا يكون هناك أمل بأن يتعافى".
وأضاف: "المصاب ينقل للمستشفى فلا يجد سريراً فيتم وضعه على الأرض والطواقم الطبية منهكة ولا تتوفر لديها أي إمكانيات بسبب الأعداد الكبيرة من الجرحى التي تصل على مدار الساعة".
وأشار إلى أن الأطباء يعيشون ذات معاناة بقية سكان قطاع غزة فعوائلهم تقطن في خيام ولا يعلمون عنهم شيئا بسبب انشغالهم طوال الوقت بتقديم الرعاية للجرحى.
مشاهد مؤلمة
وعن الأوضاع في قطاع غزة ومشاهداته قال العزايزة: "شهدت الأمر تدريجيا من الدقيقة الأولى لأخر لحظة خرجت بها، الدقيقة الأولى التي بدأت فيها الحرب والقصف، وبدأت الإصابات تصل لمستشفى الشفاء بمدينة غزة وصولا إلى تهجير الناس لمدينة رفح أقصى جنوبي القطاع".
وتابع: "شهدت كل التفاصيل ويصعب تذكرها كلها. ما حصل مجزرة لا أحد يتخيلها".
ولفت إلى أن هناك كثير من المشاهد التي بقيت في ذاكرته ومنها "المحاربة من أجل الحصول على رغيف خبز وماء وطعام ومشاهد جري الناس بدون هدف من شدة القصف وكل يبحث عن ابنه أو ابنته وأولاده ومن يبحث ليعرف ما يجري حوله".
وأوضح "تعرضنا للقصف القريب وفقدنا الأصدقاء والأهل والزملاء".
مواقف صعبة
وفيما يخص المواقف الصعبة التي مر بها، أفاد العزايزة "كثيرة هي المواقف التي جعلتني أبكي بحرقة منها عندما كان صديقي عالقا بين الركام نصف جسده بين الركام ونحاول إنقاذه بالحفر ولا يوجد أي آلات لإخراجه سوى إيادينا".
وأكمل "كما أني عندما علقت بمكان كان فيه قصف قريب مني لم أستطع تمالك نفسي وكنت سأموت لكن بحمد الله خرجت. شهدت الموت أكثر من مرة وكذلك زملائي".
وردا على سؤال عن الوضع بعد خروجه أفاد "أقرباء لي يتواصلون معي يقولون لي ساعدنا بالحصول على قليل من الطعام لا يوجد لحوم ودجاج، خلال وجودي كانت وجبة واحدة في اليوم نجتمع بها معا على الطعام أحيانا لا تكون كافية".
وأكد "كمصور صحفي في الحرب كان لي خيار إما التغطية أو البحث عن الطعام والمياه ومكان آمن. الوضع كان صعبا جدا ونحاول النظر للأمام ولكن للأسف الحرب هذه أصعب مما كنا نتوقع".
المحكمة الدولية
وفيما يخص المحاكمة الدولية لإسرائيل، قال العزايزة: "المحكمة الدولية ممكن تؤثر مستقبلا وليس حاليا. لا يمكن للمحكمة أن توقف الحرب حاليا".
وأضاف "رغم أن العالم شاهد كل شيء لكن للأسف كل العالم يبدو ليس أقوى من إسرائيل والإدارة الأمريكية، نشكر أي طرف يحاول ويشعر بنا ويقف مع الحق".
وأفاد عن المطلوب حاليا، بقوله "وقف إطلاق النار، وفتح المعابر لإخراج الجرحى ومعالجتهم، وإعادة إعمار غزة، وإدخال الطعام بشكل كافي، وإدخال الأدوية للمرضى، ومنهم مرضى السرطان".
وتابع: "ايماننا بالشعوب وليس بالحكومات، الشعوب نصرتنا بطريقة أو بأخرى ربما ليست بطريقة كافية ولكن شكرا لكل إنسان في العالم يقف وينصف قضية فلسطين التي هي أعدل قضية في العالم بمواجهة الاحتلال الذي لم يمر مثله في التاريخ".
وختم بالقول "نأمل بأن يكون هناك تغير مستقبلا بمواقف الدول والاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعم القضية الفلسطينية بكل شيء وليس بالكلام".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.