الدول العربية, أخبار تحليلية, التقارير, المغرب

أكاديمي مغربي: احتجاجات "جيل زد 212" تضع البلاد أما خيارين (مقابلة)

أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري عبد الرحيم العلام للأناضول: أسباب موجة احتجاجات جيل "زد" في دول عديدة اقتصادية واجتماعية فضلا عن انسداد الأفق السياسي

Khalid Mejdoub  | 23.10.2025 - محدث : 23.10.2025
أكاديمي مغربي: احتجاجات "جيل زد 212" تضع البلاد أما خيارين (مقابلة)

Rabat

الرباط / الأناضول

** أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري عبد الرحيم العلام للأناضول:
- أسباب موجة احتجاجات جيل "زد" في دول عديدة اقتصادية واجتماعية فضلا عن انسداد الأفق السياسي
- حركة "جيل زد 212" في المغرب أحدثت رجة ما ساهم في بروز نتائج من قبيل قوة النقاش السياسي الحالي
- احتجاجات "جيل زد 212" تضع المملكة أمام خيارين إما التغيير أو أن يمر الأمر كما حدث مع حركة "20 فبراير"
- مفعول الحركة أُضعف خاصة مع أحداث العنف التي وقعت، ما كان سببا في نوع من التراخي بين محركي الاحتجاجات

اعتبر عبد الرحيم العلام أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش شمالي المغرب، أن احتجاجات حركة "جيل زد 212" تضع المملكة أمام خيارين.

وأضاف العلام، في مقابلة مع الأناضول، أن أسباب موجة احتجاجات جيل "زد" في دول عديدة اقتصادية واجتماعية، فضلا عن "انسداد" الأفق السياسي.

العلام تابع أن المشترك بين الدول التي عرفت هذه الاحتجاجات، ومنها المغرب وبيرو ونيبال ومدغشقر، هو البطالة المرتفعة وتآكل الطبقة المتوسطة.

وتابع أن العالم الرقمي يساهم في انتقال موجة الاحتجاجات من منطقة إلى أخرى، وحركة "زد 212" الشبابية بالمغرب غير محتضنة بشكل كبير من الهيئات السياسية.

وينخرط في هذه الاحتجاجات شباب مما يُعرف بـ "جيل زد" المولودين بين منتصف تسعينيات القرن الماضي والسنوات الأولى من القرن الحالي، في أوج ثورة التكنولوجيا الحديثة والإنترنت.

** مظاهرات "جيل زد"

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، نجح "جيل زد" بنيبال في الإطاحة بالحكومة، خلال أحداث شهدت حرق مبنى البرلمان، ما دفع الجيش إلى التدخل للسيطرة على الوضع.

ويرجع سبب هذه المظاهرات إلى حظر السلطات منصات التواصل الاجتماعي، بحجة مخالفة قواعد التسجيل بهذه المنصات.

وخلال أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، اندلعت مظاهرات بمدغشقر بسبب عجز الحكومة عن تأمين الاحتياجات الأساسية، مثل الماء والكهرباء، ما أدى إلى فرار الرئيس أندري راجولينا من البلاد، وتولي الجيش السلطة.

كما شهدت بيرو احتجاجات، في سبتمبر الماضي، بسبب تغييرات في نظام التقاعد، ما أسفر عن قتلى وجرحى، ولا تزال المظاهرات مستمرة.

** عدوى احتجاجية

وبخصوص أسباب موجة احتجاجات جيل "زد"، قال العلام إن أسبابها اقتصادية واجتماعية، فضلا عن "انسداد" الأفق السياسي في هذه الدول.

واعتبر أن المشترك بين تلك الدول هي "البطالة المرتفعة في صفوف هذه الفئة (الشباب)، والوعي الرقمي أو السياسي الرقمي المنتشر بمنصات التواصل، وضعف الطبقة المتوسطة وتآكلها".

وأردف: "وهو ما يعني ضعف فعالية مؤسسات الوساطة من أحزاب ونقابات وجمعيات، إما لضعف داخلي تتسم به، أو بفعل الضربات التي تتلقاها من أجهزة أخرى أو السلطة".

العلام وصف مؤسسات الوساطة في هذه الدول بأنها "ضعيفة جدا.. وفئات معينة تجد نفسها غير ممثلة في صناعة القرار".

وزاد أن الاحتجاجات يمكن أن تنتقل من دولة إلى أخرى، مشبها الأمر بـ"عدوى احتجاجية"، مع اختلاف ما يحدث في كل دولة.

** تحديات "زد 212"

في المغرب، نظمت حركة "جيل زد 212" الشبابية احتجاجات بين 27 سبتمبر و9 أكتوبر، ثم توقفت مؤقتا، ولاحقا قررت تنظيمها كل سبت.

وترفع الحركة مطالب خدمية مرتبطة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية، أهمها: إصلاح عاجل للتعليم العمومي وتقوية المنظومة الصحية، مع تعزيز فرص العمل، ومحاربة الفساد.

وجددت الحركة، في بيان، مطالبها بـ"ربط المسؤولية بالمحاسبة، والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين على خلفية مشاركتهم السلمية" في الاحتجاجات.

في المقابل، أعلنت الحكومة في أكثر من مناسبة، استعدادها للحوار وتسريع البرامج الاجتماعية الإصلاحية.

ورأى العلام أن هذه الحركة "تتسم بضعف التنظيم، وكونها غير محتضنة بشكل كبير من طرف الهيئات السياسية المعروفة".

وتابع: "أي حراك لا بد له من تنظيم، وعندما تتقوقع داخل منصات التواصل الاجتماعي، يتراجع مفعولها".

و"تراجع الحركة عن بعض المطالب يساهم في انسحاب فئات أو انضمام أخرى، بالنظر إلى طبيعة هذه المطالب وسقفها"، بحسب العلام.

وقال متحدث الحكومة مصطفى بايتاس، في 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، إن "الحكومة التقطت الرسالة وتعمل بسرعة لتوفير الإمكانات”.

وأعلن بايتاس ، خلال مؤتمر صحفي، استعداد الحكومة لفتح حوار مع الشباب "من أجل العمل المشترك".

وأضاف أن "الحوار يحتاج إلى طرفين، وإلى أن يتوفر هذا الطرف، فالحكومة تواصل تسريع البرامج الاجتماعية، خصوصا في التعليم والصحة".

** تحريك عجلة السياسة

وبخصوص مساهمة الحركة في تحريك عجلة السياسة بالبلاد، اعتبر العلام أن "الشباب المغربي ليس عازفا عن السياسة، وإنما هو عازف عن المشاركة في الأحزاب السياسية".

وأضاف أنه "يمارس السياسة من بوابات متعددة ومختلفة، سواء على المستوى الجامعي أو الحقوقي".

وتابع أن هؤلاء الشباب يناقشون المواضيع السياسية في منصات التواصل مثل "ديسكورد" الأمريكية منذ سنوات.

"وهذه الحركة أحدثت رجة، ما ساهم في بروز نتائج من قبيل قوة النقاش السياسي الحالي في البلاد"، كما أردف العلام.

واستدرك: لكن "تم إضعاف مفعول هذه الحركة في لحظة من اللحظات، خاصة مع أحداث العنف التي وقعت، ما كان سببا في وقوع نوع من التراخي في صفوف محركي الاحتجاجات، وبدأ صوتهم يتراجع".

العلام رأى أن "البلاد أمام خيارين، إما أن تلتقط الحكومة والأحزاب الإشارة ويسارعون بمراجعة ما يحدث من أمور غير مقبولة ولا ديمقراطية، وتحقيق العدالة بين المناطق والتوزيع العادل للثروة.

وتابع: "وإما أن تمر هذه المرحلة كما مرت مراحل سابقة، مثل ما وقع إبان حركة 20 فبراير (شباط 2011)، رغم قوتها مقارنة بحركة "جيل زد".

وزاد أن "حركة 20 فبراير كانت أقوى بزخمها ومطالبها السياسية المرتفعة السقف، بالإضافة إلى انخراط العديد من الأحزاب فيها، واستمرارها مدة طويلة".

واستطرد: "مع ذلك بعد مرور ما بين سنة وسنتين، لاحظ الجميع التراجعات التي طبعت الحياة السياسية آنذاك، اقتصاديا واجتماعيا وحقوقيا وسياسيا".

وحركة "20 فبراير" بمثابة "النسخة المغربية" من احتجاجات الربيع العربي.

ففي 2011 تجمع شباب مغاربة من تنظيمات سياسية ومستقلين عبر منصات التواصل الاجتماعي، فأطلقوا حركة "20 فبراير" في سياق ثورات "الربيع العربي" التي بدأت في تونس أواخر 2010.

** مستقبل "زد 212"

وبشأم مستقبل "زد 2012"، قال العلام: "لا أظن أنه سيكون للحركة تأثير كبير أو استمرارية كبيرة".

وأرجع ذلك إلى "أسباب متعددة، مثل أعمال العنف التي عرفتها البلاد، وجعلت عددا من الأفراد يطرحون علامات استفهام ويتخوفون مما حدث".

وشدد على صعوبة توقع مستقبل الحركة وانتهائها، خاصة مع التطورات الدولية وانتقال موجة المظاهرات، وما يتوفر من معطيات واختلاف السياقات.

وخلال لقاء حزبي في سبتمبر الماضي، قالت وزيرة الإسكان وسياسة المدينة فاطمة الزهراء المنصوري، إن "مطالب حراك الجيل الجديد مشروعة".


واعتبرت أن مطالب الشباب بإصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفساد "تعبر عن الواقع المر للمغاربة".

ودعت المنصوري، وهي المنسقة الوطنية للأمانة العامة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة (عضو بالائتلاف الحكومي) إلى "الإنصات لهؤلاء الشباب".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.