لندن/ الأناضول

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الجمعة، إن أوكرانيا تسعى لتحقيق السلام، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يبدو جادًا" في هذا المسار، داعيًا إلى اتخاذ خطوات جماعية لحماية الأمن والاستقرار الأوروبي.

وأوضح ستارمر، في كلمة ألقاها خلال القمة السادسة للمجتمع السياسي الأوروبي في العاصمة الألبانية تيرانا، أن هذا التجمع يمثل منصة مهمة لمناقشة القضايا المشتركة التي تواجه القارة الأوروبية، مشيرًا إلى أن العالم يمر اليوم بـ"عصر جديد من عدم الاستقرار".

وأكد أن حكومته، التي تولت السلطة في يوليو/ تموز الماضي، ستعقد أول قمة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في لندن الإثنين المقبل، لبحث ملفات مشتركة أبرزها الهجرة والنمو والأمن، مشددًا على أهمية التعاون الأوروبي لمعالجة هذه التحديات.

وأشار رئيس الوزراء البريطاني إلى أن غياب سلام عادل ودائم في أوكرانيا يأتي على رأس هذه التحديات، مذكرًا بالعقوبات التي فرضتها بلاده على روسيا، وبالعمل المشترك الذي تقوم به لندن مع باريس لتشكيل "قوة سلام" لدعم أوكرانيا.

وأضاف ستارمر: "التقينا الأسبوع الماضي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، إلى جانب المستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك. لم يكن ذلك فقط تعبيرًا عن تضامننا، بل أيضًا تذكيرًا بأن القيم التي دافعنا عنها قبل 80 عامًا في الحرب العالمية الثانية لا تزال هي نفسها اليوم".

وشدد على أن بوتين يجب أن يجلس إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، قائلا: "لقد وجهنا إنذارًا، ويجب أن نكون مستعدين للمضي قدمًا في ذلك"، مؤكدًا أن الطرف الأوكراني هو من يسعى للسلام بالفعل.

وختم ستارمر حديثه بالتأكيد على أن بريطانيا ستقوم بدورها في هذا الإطار، مشيرًا إلى أن المطلوب هو اتخاذ خطوات حاسمة لضمان الأمن والاستقرار في أوروبا، كما لفت إلى أن الهجرة غير النظامية تمثل تحديًا مشتركًا، وأن "تجار البشر يستهدفون الفئات الأضعف والمناطق الأكثر هشاشة"، معتبرًا أن ذلك "وصمة في نظام الهجرة" يجب مواجهتها بشكل جماعي.

وعلى مدار يومين، استضافت إسطنبول مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا انتهت بالتوصل لاتفاق تبادل ألفي أسير بين البلدين.

وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، في ختام اجتماع ثلاثي تركي الروسي أوكراني إن الاجتماع ناقش قضايا وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى واجتماع محتمل على مستوى القادة.

وأضاف: "توصلنا إلى اتفاق (مع روسيا) بشأن تبادل 1000 أسير مقابل 1000 أسير".

وفي 11 مايو/ أيار الجاري، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا دون شروط مسبقة في 15 من الشهر ذاته بإسطنبول، طالباً من نظيره التركي رجب طيب أردوغان استضافة الجولة الجديدة.

بدوره، أكد الرئيس أردوغان استعداد تركيا لاستضافة المفاوضات لتحقيق سلام عادل ودائم، بينما رحبت الحكومة الأوكرانية بالخطوة، فيما تتجه أنظار المجتمع الدولي نحو الاجتماعات التي تستضيفها إسطنبول.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.