
İngiltere
لندن/ زحل دميرجي/ الأناضول
الفنانة البريطانية:- يجب أن يكون أمرًا طبيعيًا أن تقول لا للاستغلال والقتل والتجويع
- لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام مذبحة بهذا الحجم ونلتزم الصمت
أعربت المغنية وكاتبة الأغاني والممثلة البريطانية الشهيرة، بالوما فايث، عن شعورها العميق بالخجل من "تواطؤ" حكومة بلادها في الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، لا سيما الأطفال، وأكدت أن ما يجري هو "فظائع يمكن منعها، لكن العالم يختار تجاهلها".
جاء ذلك في مقابلة خاصة أجرتها الأناضول مع الفنانة البريطانية، خلال مشاركتها في تظاهرة حاشدة نُظمت أمام البرلمان البريطاني وسط العاصمة لندن.
وفي لندن شكّل آلاف المتظاهرين "جدارًا أحمر رمزيًا" مستخدمين أغطية حمراء طويلة امتدت لعشرات الأمتار، وذلك احتجاجًا على استمرار بيع الأسلحة البريطانية لإسرائيل في ظل الحرب المستمرة على غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 181 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
** الأطفال والفجيعة
وقالت فايث: "أنا هنا اليوم مع أطفالي. قررت أن آخذهم من المدرسة وأحضرهم إلى هذه الفعالية، لأن من المهم أن يروا بأعينهم أن هناك أطفالًا مثلهم يموتون نتيجة الجوع والقصف، وأن يدركوا أنه يمكننا جميعًا أن نفعل شيئًا لإيقاف ذلك".
وأضافت بأسى: "الصور القادمة من غزة مفجعة. ما يُخيفني أكثر من كل شيء هو أن يبدأ الناس بالشعور أن هذه المشاهد طبيعية".
واستدركت: "لكن هذه ليست أوضاعًا طبيعية. هذه جرائم يمكن منعها، ومع ذلك لا يتم إيقافها. أشعر بالخجل من تورط حكومة بلادي في هذه المأساة".
ودعت فايث إلى إنهاء كافة أشكال التعاون العسكري مع إسرائيل.
وطالبت بوقف فوري لجميع مبيعات الأسلحة والاتفاقيات الدفاعية، لا سيما تلك التي تشمل توريد مكونات مقاتلات (إف-35) التي تُستخدم في قصف قطاع غزة، مشيرة إلى أن المملكة المتحدة تنتج نحو 15 بالمئة من مكونات هذه المقاتلات.
ووجهت الفنانة البريطانية رسالة إلى المجتمع الدولي، قالت فيها: "رسالتي إلى العالم هي أن مواجهة الظلم يجب ألا تكون فعلًا بطوليًا يتطلب شجاعة خاصة".
وأضافت: "يجب أن يكون أمرًا طبيعيًا أن تقول لا للاستغلال والقتل والتجويع. نحن نتحدث عن أطفال وأمهات وأبرياء لا علاقة لهم بالسياسة، وإنما يريدون فقط أن يعيشوا حياتهم بسلام".
** المذبحة والصمت
وأشارت فايث إلى أن ما يدفعها للنشاط والمشاركة في الفعاليات ليس فقط غضبها من الأوضاع، بل انطلاقا من إحساسها بالمسؤولية كأم وفنانة وإنسانة.
وأضافت: "لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام مذبحة بهذا الحجم ونلتزم الصمت".
وتتصاعد الانتقادات الموجهة إلى الحكومة البريطانية بشأن "التواطؤ" مع الانتهاكات الإسرائيلية، إذ تشير التقارير إلى أن بريطانيا لم تعلق سوى 30 من أصل 350 ترخيصًا لبيع الأسلحة إلى إسرائيل، في حين تستمر في تصدير مكونات حيوية لطائرات (إف–35) التي تُستخدم في الهجمات على قطاع غزة.
ووصفت منظمات لحقوق الإنسان هذا القرار بأنه "متأخر وغير كافٍ"، محذرة من أن المملكة المتحدة تتحمل مسؤولية قانونية وأخلاقية كـ"شريك مباشر في جرائم حرب وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.