دولي

البوسنة.. مطالبات بالكشف عن أوروبيين قتلوا مدنيين بـ"سياحة الحرب"

** الأم البوسنية فاطمة بوبوفاتش، بتصريح للأناضول: - كيف لإنسان أن يقتل طفلا بدم بارد من أجل التسلية!

İsmail Özdemir, Yılmaz Öztürk  | 18.11.2025 - محدث : 18.11.2025
البوسنة.. مطالبات بالكشف عن أوروبيين قتلوا مدنيين بـ"سياحة الحرب"

Sarajevo

سراييفو / الأناضول

** الأم البوسنية فاطمة بوبوفاتش، بتصريح للأناضول:
- كيف لإنسان أن يقتل طفلا بدم بارد من أجل التسلية!
- أطالب بالكشف عن قاتل ولدي ذي الأعوام الست

يطالب مواطنو سراييفو في البوسنة والهرسك بالكشف عن الجناة الأوروبيين الذين قتلوا مدنيين بوسنيين في تسعينات القرن الماضي، وذلك بعدما دفعوا أموالا لأفراد من جيش صرب البوسنة مقابل رحلات إلى سراييفو لممارسة "السياحة الحربية" بغرض التسلية.

وفتح الادعاء العام بمدينة ميلانو الايطالية الأسبوع الماضي، تحقيقاً بشأن إيطاليين يُشتبه في أنهم دفعوا أموالاً لأفراد من جيش صرب البوسنة مقابل رحلات إلى سراييفو، ليتمكنوا من إطلاق النار على المدنيين أثناء الحصار الذي استمر أربع سنوات.

وفي تصريح للأناضول، كشف الكاتب الصحفي الإيطالي إتسيو جافاتسيني النقاب عن تورط أثرياء من دول غربية - بينهم إيطاليون وألمان وفرنسيون وبريطانيون - بقنص مدنيين خلال حرب البوسنة، وذلك بغرض التسلية، ضمن ما عُرف آنذاك باسم "السياحة الحربية".

حصار سراييفو وسنواته المؤلمة نتيجة للرعب الذي أطلقه القناصة خلال حرب البوسنة (1992-1995)، عاد إلى الواجهة الدولية بعد 30 عامًا من انتهاء الحرب، بفضل تحقيقٍ بدأه مكتب المدعي العام في ميلانو.

وخلال حرب البوسنة، نُشر خبرٌ في صحيفة "أوسلوبودينيي" البوسنية في الأول من أبريل/نيسان 1995 عن أجانب يطلقون النار على المدنيين مقابل المال، تحت عنوان "رحلة قناصة في سراييفو".

وفي حديث للأناضول، قالت الأم فاطمة بوبوفاتش إن ولدها الذي كان في السادسة من عمره أثناء الحرب، قتل برصاص قناص.

وعن واقعة قنصه، قالت بوبوفاتش إن طفلها عدنان كان يمسك بيد خالته، وإن الاستهداف كان متعمدا له هو.

وتساءلت مستنكرةً: "كيف لإنسان أن يقتل طفلا بدم بارد من أجل التسلية! أو كيف له أن يقتل إنسانا بشكل عام، إنه (القاتل) وحش ليس بشرا".

وأضافت الأم باكية: "أطالب بالكشف عن قاتل ولدي، أتمنى من الله أن يكون ولدي عدنان يرقد في جنات النعيم بانتظار والدته".

وشددت الأم على ضرورة الكشف عن الحقيقة، مضيفة: "لا أتمنى الأذى لأحد، ولا حتى لمن قتل طفلي، لا أفكر بهذه الطريقة".

وتابعت: "رسالتي الوحيدة هي: الله خلقنا وسنعود إليه، وسيكون عدنان بانتظاري في الجنة".

فيما وجهت الأم دعوة إلى تركيا تطالبها بمواصلة الدفاع عن حقوق البوسنيين على الساحة الدولية.

بدوره، قال دزيميل هودزيتش، مدير مشروع توثيق جرائم الحرب في البوسنة، إن وسائل الإعلام تُطلق على من أطلقوا النار على المدنيين مقابل المال خلال حصار سراييفو لقب "سياح"، وتُطلق على الحادثة لقب "سفاري"، بينما يجب وصفهم بـ"القتلة" و"الإرهاب".

وأعرب هودزيتش عن أمله في أن تُسفر التحقيقات في إيطاليا عن نتائج إيجابية، معتبرا أن "أوروبا تمارس الديمقراطية داخلها، لكنها لا تنظر إلى البوسنة والهرسك بنفس المنظور".

وتأتي هذه التطورات بعد نشر مقاطع مصوّرة بالعام 2021 أظهرت قناصة صرب وهم يستهدفون مدنيين في سراييفو، ما أعاد إلى الأذهان سنوات الحصار التي استمرت 3 سنوات ونصف وأسفرت عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، بينهم 1600 طفل، إضافة إلى دمار واسع لِلبنية التحتية والمعالم الثقافية للمدينة.

وارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين، خلال حرب البوسنة التي بدأت بالعام 1992 وانتهت في 1995 بتوقيع اتفاقية دايتون، وتسببت في إبادة أكثر من 100 ألف شخص، باعتراف الأمم المتحدة.

كما دخلت القوات الصربية، بقيادة راتكو ملاديتش مدينة سربرنيتسا في 11 تموز/ يوليو 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة، وارتكبت خلال عدة أيام، مجزرة جماعية راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني.

ووصفت محكمة العدل الدولية في لاهاي، في قرارها الصادر عام 2007، ما حدث في سربرنيتسا وضواحيها بأنه "إبادة جماعية"، وذلك تماشيا مع أدلة المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.