قره غوز: نُعد الأناضول لعصر البيانات ونطور نموذجا لغويا ذكيا خاصا بنا
رئيس مجلس إدارة وكالة الأناضول ومديرها العام سردار قره غوز: وكالة الأناضول تأسست في فترة حاسمة من حرب الاستقلال استنادا إلى فكرة أن النضال لا يُخاض بالسلاح فقط، بل بالإعلام أيضا
Istanbul
إسطنبول/ الأناضول
رئيس مجلس إدارة وكالة الأناضول ومديرها العام سردار قره غوز:- وكالة الأناضول تأسست في فترة حاسمة من حرب الاستقلال استنادا إلى فكرة أن النضال لا يُخاض بالسلاح فقط، بل بالإعلام أيضا
- في القرن الـ21 دخلت خوارزميات الذكاء الاصطناعي عالم الاتصالات، مما جعل بعض الجهات تزداد قوة بسرعة غير متوقعة
- مشروع منصة "إن سوسيال" التركية سيمنع خضوعنا لهيمنة المنصات الكبرى
- وكالة الأناضول اتخذت موقفاً أخلاقياً واضحاً تجاه غزة في وقت اكتفت فيه وسائل الإعلام الغربية بالتعبير عن الحزن فقط
قال رئيس مجلس إدارة وكالة الأناضول ومديرها العام سردار قره غوز، إن إدارته تُعدّ الوكالة لعصر البيانات وتطوّر نموذجا لغويا ذكيا خاصا بها.
وأوضح قره غوز خلال مشاركته في برنامج "gdh Sahne" الذي تنظمه منصة (GDH) الرقمية، الخميس، بأنهم حوّلوا الأناضول من وكالة أنباء إلى وكالة متخصصة في تقنيات الإعلام.
وأضاف: "سنواجه في الأعوام المقبلة حالة من التفاوت وعدم المساواة العالمية، ونحن كوكالة أنباء أُسِّست على أساس مكافحة عدم المساواة والظلم العالمي، نُعِدّ وكالتنا لعصر البيانات هذا. ونطوّر نموذجنا اللغوي الخاص بالذكاء الاصطناعي".
واشار إلى أن وكالة الأناضول تأسست في فترة حاسمة من حرب الاستقلال وقبل البرلمان التركي، بأمر من مصطفى كمال أتاتورك، مستندة إلى فكرة أن النضال لا يُخاض بالسلاح فقط، بل بالإعلام أيضا.
وأردف: "الإرادة التي أسست الوكالة هي التي مكّنتنا من محاربة الإمبريالية والظلم العالمي. الأناضول لا تزال تعمل حتى اليوم تماشياً مع فلسفتها التأسيسية، حيث تُنتج 4 آلاف مادة إخبارية يومياً، وتنشر بـ13 لغة، وأصبحت واحدة من أكبر ثلاث وكالات أنباء في العالم".
وأوضح قره غوز أن البشر منذ أقدم الحضارات كانوا يسعون إلى التواصل، وأن هذا التواصل تغيّر بمرور الزمن مع تغيّر الأدوات وأنماط الحياة.
ولفت إلى أنه في القرن الـ21 دخلت خوارزميات الذكاء الاصطناعي عالم الاتصالات، مما جعل بعض الجهات تزداد قوة بسرعة غير متوقعة، فيما بقي آخرون في مكانهم.
وأشار إلى أن القوة غير المتكافئة هذه ستقود قريباً إلى عالم يهيمن فيه من يمتلك الذكاء الاصطناعي والبيانات والخوارزميات، وإلى ظهور عالمٍ قائمٍ على عدم المساواة الشديدة.
وأفاد قره غوز بأن دور قطاع الاتصالات في مواجهة هذا العالم، يكمن في إعداد المجتمعات والمؤسسات لهذا التغيير.
وشدد مدير عام الأناضول على أهمية السعي من أجل إنتاج التكنولوجيا وليس فقط استهلاكها.
وتابع: "الأناضول شريك في مشروع منصة "إن سوسيال" التركية، والبعض استغرب دخولنا إلى هذا المجال في ظل وجود منصات ضخمة مثل إكس وميتا وإنستغرام، لكنهم سيدركون أن هذا المشروع سيمنع خضوعنا لهيمنة هذه المنصات".
وأردف: "إذا كنت ضعيفاً، فلن يكون لديك القدرة الكافية لمقاومة الأقوياء بالكلام، لا بد أن تمتلك شيئاً ما. إذا تحول عنصر الهيمنة اليوم إلى تكنولوجيا الاتصالات، فلا بد أن تكون لديك تقنيات اتصال تتحكم بها".
وذكر أنه "لهذا السبب تحولت وكالة الأناضول إلى شركة تكنولوجيا إعلامية بحلول عام 2024. وإلا، فلن تتمكن من مواجهة الظلم العالمي وهذه الإقطاعية التكنولوجية".
واستطرد: "توجد طريقتان لمكافحة الظلم: الأولى أن تمتلك دبابات ومدافع وسلاحاً ومسيرات قتالية، فهذه عناصر الهيمنة. والثانية أن تكون لديك رؤية وموقف مميز وملهم، وهذا الموقف جزء من جوهر وكالة الأناضول وأخلاقها".
وتطرق قره غوز إلى قضية الأخلاق الإعلامية بالإشارة إلى صورة المصور الصحفي كيفين كارتر الشهيرة "النسر والطفلة الصغيرة" التي التُقطت في جنوب السودان.
وقال في هذا الخصوص: "وكالة الأناضول اتخذت موقفاً أخلاقياً واضحاً في وقت اكتفت فيه وسائل الإعلام الغربية بالقول، نشعر بالحزن لما يجري في غزة".
كما سرد معاناة مصور الأناضول محمد العالول الذي فقد 4 من أطفاله و3 من إخوته، والمصور علي جادالله الذي عاش ظروفاً مشابهة خلال الهجمات الإسرائيلية على غزة.
ودعا إلى عدم ترك المظلومين في غزة وحدهم في مواجهة إسرائيل ومتابعة قضيتهم، ولفت إلى أنه ومن هذا المنطلق أعدّت الأناضول 3 كتب بعناوين "الدليل" و"الشاهد" و"المتهم".
