برلمانية تركية: مستمرون في تذكير العالم بمأساة غزة (مقابلة)
قالت آسومان أردوغان، عضوة البرلمان التركي عن حزب "العدالة والتنمية" ورئيسة المجموعة التركية في الاتحاد البرلماني الدولي، إن بلادها تحرص باستمرار على طرح معاناة فلسطينيي غزة في المحافل الدولية لتذكير العالم بما يعيشونه من انتهاكات ومجازر إسرائيلية.
Geneve
جنيف/ محمد إقبال أرسلان/ الأناضول
** آسومان أردوغان، رئيسة المجموعة التركية في الاتحاد البرلماني الدولي:- نعمل على طرح ما يجري في غزة في كل لجنة وكل اجتماع للاتحاد
- دعونا البرلمانيين في الاتحاد إلى متابعة تنفيذ اتفاق غزة ومحاسبة الأطراف التي تخرقه
- عدم مشاركة إسرائيل باجتماعات الاتحاد مؤشر على حجم العزلة الدولية التي باتت تعيشها
- ما يجري في غزة لم يعد مجرد شأنٍ إقليمي بل أصبح قضية إنسانية تمسّ ضمير العالم
قالت آسومان أردوغان، عضوة البرلمان التركي عن حزب "العدالة والتنمية" ورئيسة المجموعة التركية في الاتحاد البرلماني الدولي، إن بلادها تحرص باستمرار على طرح معاناة فلسطينيي غزة في المحافل الدولية لتذكير العالم بما يعيشونه من انتهاكات ومجازر إسرائيلية.
وأوضحت أردوغان، في حوار مع الأناضول، أن وفد تركيا المشارك في اجتماعات الجمعية العامة الـ151 للاتحاد في جنيف السويسرية، عمل على طرح مأساة غزة في كل جلسة وكل لجنة للاتحاد، في مشهد يعكس الحضور الفاعل للدبلوماسية التركية بشأن غزة.
وذكرت أن الاتحاد البرلماني الدولي يضمّ أكثر من 180 دولة عضوا، إضافة إلى بروناي التي انضمت مؤخرا.
وأشارت النائبة التركية إلى أن بلادها شاركت في اجتماعات الاتحاد بوفد يضم نوابا من أحزاب الحكومة والمعارضة على حد سواء.
وقالت إن الوفد التركي أعلن رسميا أن إسطنبول ستستضيف أعمال الجمعية العامة المقبلة للاتحاد في أبريل/ نيسان 2026، حيث قوبل ذلك بترحيبٍ واسعٍ من الوفود الأجنبية.
وشدّدت أردوغان على أن تركيا شاركت بفاعلية في اجتماعات الاتحاد التي جرت خلال الفترة من 19 إلى 23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، حيث طرحت مبادرات لتعزيز السلام الإنساني والتعاون الدولي.
** الدبلوماسية التركية لدعم غزة
وقالت البرلمانية التركية إن شعار الدورة الحالية لاجتماعات الاتحاد هو "حماية القيم الإنسانية ودعم المساعدات في أوقات الأزمات"، موضحة أن ذلك يمسّ مباشرة ما يجري في قطاع غزة.
وقالت: "نعمل على طرح ما يجري في غزة في كل لجنة وكل اجتماع. ففي منتدى النساء البرلمانيات، حيث تشغل النائبة التركية فاطمة أونجو، منصب نائبة الرئيس، ركّزنا على معاناة الأطفال والنساء في القطاع، وحاولنا أن نوصل للعالم حجم الكارثة الإنسانية هناك".
وأضافت أن الوفد التركي شارك أيضا في لجنة الشرق الأوسط التابعة للاتحاد، حيث تناولوا "تطورات وقف إطلاق النار الهشّ" في غزة، وأشار إلى الدور الفعّال الذي تلعبه تركيا في دعم الجهود الدبلوماسية لاستمرار وقف إطلاق النار بالقطاع الفلسطيني.
ودعت أردوغان البرلمانيين في الاتحاد إلى "متابعة تنفيذ بنود اتفاق وقف النار ومحاسبة الأطراف التي تخرقها".
وأكدت أن الوفد التركي قدّم اقتراحات ملموسة بشأن آليات المتابعة والمساءلة، إلى جانب إجراء لقاءات فردية وجماعية مع وفود مختلفة لحشد دعمٍ أكبر للمبادرات المتعلقة بغزة.
وفي 10 أكتوبر الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، وأنهى إبادة جماعية بدأت في 8 أكتوبر 2023 واستمرت لعامين، وخلفت أكثر من 68 ألف قتيل، وأكثر من 170 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، وألحقت دمارا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.
** عزلة دولية لإسرائيل
وبيّنت أردوغان أن اجتماعات لجنة الشرق الأوسط ضمن الجمعية العامة للاتحاد، تضمّ في عضويتها الدائمة كلًا من إسرائيل وفلسطين، مشيرةً إلى أن الوفد الإسرائيلي تغيّب عن الحضور بسبب تصاعد الضغط الدولي عليه.
وقالت: "إسرائيل لم تأتِ هذه المرة لأنها لا تريد أن تواجه الخيبة نفسها التي واجهتها في الأمم المتحدة. وهذا بحد ذاته خطوة مهمّة، إذ يُعدّ عدم مشاركتها مؤشرًا على حجم العزلة الدولية التي باتت تعيشها الدولة التي تمارس جرائم الإبادة".
وأضافت أن الوفد التركي يعمل داخل اللجنة على تطوير آلية وساطة جديدة يمكن للدول الأخرى الانضمام إليها لاحقًا، بهدف تحويل اللجنة إلى منصة دائمة للحوار الإنساني حول قضايا المنطقة، وعلى رأسها غزة.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، اعترف 11 بلدا بدولة فلسطين، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وهي بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال ولوكسمبورغ وبلجيكا وأندورا وفرنسا ومالطا وموناكو وسان مارينو.
** غزة قضية إنسانية عالمية
كما أشارت رئيسة المجموعة التركية في الاتحاد البرلماني الدولي إلى أن "ما يجري في غزة لم يعد مجرد شأنٍ إقليمي، بل أصبح قضيةً إنسانيةً تمسّ ضمير العالم".
وقالت أردوغان: "غزة لم تعد قضية شرق أوسطية فقط، بل قضية إنسانية. فهناك إبادة جماعية تُرتكب أمام أنظار الجميع، وهذا يعني أن كل إنسان حرّ في هذا العالم معنيٌّ بما يحدث هناك".
وتابعت: "لمسنا ارتفاعًا واضحًا في مستوى الوعي الإنساني داخل الاتحاد البرلماني الدولي، ونرى اليوم برلمانيين من دولٍ مختلفة يتفاعلون بإيجابية أكبر مع معاناة الشعب الفلسطيني".
وختمت بالقول إن الجهود التركية داخل الاتحاد أسفرت عن زيادة التعاطف والدعم الدولي لقضية غزة، مشيرةً إلى أن هذا التطور يُعدّ "خطوةً مشجّعة نحو بناء جبهة برلمانية عالمية أكثر وعيًا وعدالة تجاه المأساة الإنسانية في فلسطين".
