إسطنبول/ الأناضول

احتضن "المنتدى الدولي لصفر نفايات"، المنعقد في إسطنبول، السبت، ندوة لمناقشة سُبل دمج مفهوم "صفر نفايات" لدى مؤسسات الأمم المتحدة في تركيا ضمن الاستراتيجيات الوطنية والمبادرات المحلية.

وجرت الندوة بإدارة رئيس مكتب تنسيق الأمم المتحدة المقيم في تركيا توم ديلرو، وشارك فيها كل من نائبة ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في تركيا عائشة غول سيل إشيق، وممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تركيا أنجيلا لي روسي، وممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في تركيا مريم أ. خان.

كما شارك فيها كل من ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في تركيا سليمان يلماز، ومدير برنامج الأغذية العالمي في تركيا ستيفن كاهيل، ونائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تركيا ميودراغ دراغيسيتش.

وفي هذا السياق، أوضحت سيل إشيق، أن مصطلحي "فقد الأغذية" و"هدر الأغذية"، يُستخدمان غالبا بشكل متداخل رغم اختلاف معناهما.

وأضافت أن فقد الأغذية؛ يعني تلف المنتجات في الفترة بين الحصاد ووصولها إلى المستهلك في الأسواق، بينما يحدث هدر الأغذية عادة في المستشفيات والفنادق والمنازل.

وأشارت نائبة ممثل الفاو في تركيا إلى أنه في عام 2022 تم إهدار 1.05 مليار طن من الأغذية، منها 621 مليون طن مصدرها المنازل.

بدورها، قالت "روسي"، إن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 30 في المئة بحلول عام 2030.

ممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تركيا، أردفت: "نستخدم الآن البلاستيك المعاد تدويره، وعبوات قابلة للتحلل الحيوي، ونعمل على تطبيق هذه الابتكارات منذ فترة طويلة".

وأوضحت أن تعاونيات أسستها نساء سوريات وتركيات يُعِدنَ استخدام نفايات المنسوجات الخارجة من المصانع المحلية لتحويلها إلى حقائب وأدوات منزلية قابلة للاستخدام مجددا.

من جهتها، قالت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في تركيا، إن النساء والأطفال هم الفئات الأكثر تأثرا بالمشكلات البيئية.

وأوضحت "خان"، أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يعمل على تقليص هذه الفجوة.

وتابعت: "صحة النساء وظروف النظافة الخاصة بهن مرتبطة مباشرة بالسياسات البيئية".

أما ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في تركيا سليمان يلماز، فأشار إلى أن إدارة النفايات تُطبّق في الحالات التي لا يمكن تجنّب النفايات فيها.

ولفت يلماز، إلى أن الهدف الأساسي يجب أن يتمثل في منع النفايات، لأن إدارتها تأتي في الخطوة التالية.

مدير برنامج الأغذية العالمي في تركيا ستيفن كاهيل، من ناحيته، أشار إلى أن البرنامج، قدّم الغذاء لنحو 120 مليون شخص حول العالم عام 2024.

وأوضح أن الهدف تحقيق توازن بين إطعام الناس وتقليل البصمة البيئية للغذاء.

فيما شدد نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في تركيا ميودراغ دراغيسيتش، على أن المهاجرين والمجتمعات المضيفة يتأثرون سويا بالمشكلات البيئية، وأن البرنامج يركّز على أربعة مجالات أساسية.

وذكر دراغيسيتش، أن هذه المجالات هي: خفض المخاطر البيئية على الصحة، وخلق فرص عمل، ودعم التنمية بالتعاون مع الإدارات المحلية، ومكافحة التمييز.

والجمعة، انطلق "المنتدى الدولي لصفر نفايات" في إسطنبول، بمشاركة شخصيات من 104 دول، و118 منظمة دولية ورؤساء بلديات وسفراء وممثلين أممين رفيعي المستوى، ويستمر حتى الأحد.

وأطلقت تركيا مشروع "صفر نفايات" عام 2017 بمبادرة من عقيلة الرئيس التركي أمينة أردوغان، بهدف مكافحة تأثير النفايات والمخلّفات في البيئة، وتغيير العادات الاستهلاكية للناس، والتعامل مع النفايات من خلال إعادة تدويرها والاستفادة منها بعد فصلها من المنبع، بهدف تحقيق نسبة إعادة تدوير تصل إلى 60 بالمئة في 2030.

ومنتصف ديسمبر/ كانون الأول 2022، وافقت الأمم المتحدة على قرار مشروع "صفر نفايات"، الذي قدمته تركيا في إطار خطط التنمية المستدامة ومكافحة التغير المناخي.

وجاءت موافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإجماع على القرار الذي قدمته تركيا بشكل رئيسي، وتقدمت به 105 دول بشكل مشترك. وبهذا القرار تم اعتماد تاريخ 30 مارس/ آذار يوما عالميا لـ"صفر نفايات".