بيروت / نعيم برجاوي / الأناضول

كشف وزير المالية اللبناني ياسين جابر، الجمعة، عن اتفاق بلاده مع البنك الدولي على مجموعة قروض تتجاوز قيمتها مليار دولار، وسط انتظار التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنها مع صندوق النقد الدولي.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده الوزير جابر مع المدير التنفيذي الممثل لفرنسا لدى مجموعة البنك الدولي أرنو بريسيت، عقب لقاء وفد من البنك برئاسة المدير التنفيذي عبد العزيز الملا، رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام.

وفي المؤتمر الصحفي، قال الوزير جابر إن هناك "مشاريع لا تزال عالقة في المجلس النيابي (البرلمان)، ويجب إقرارها، لأن هناك أيضا مشاريع لدى مجلس إدارة البنك الدولي، وهم بحاجة إلى التأكد من أن المشاريع التي سبق أن أقروها يتم تنفيذها في لبنان بشكل جيد".

وتابع: "هناك ضرورة لأن يتقدم لبنان في اتفاقه مع صندوق النقد الدولي. وقرض إعادة الإعمار العالق حاليا في المجلس النيابي مهم جدا إقراره، لأنه يشكل أساسا لإنشاء صندوق بقيمة مليار دولار يمكن أن يستخدم لإعادة إعمار البنى التحتية في المناطق المتضررة في لبنان".

ولفت جابر إلى أن مجموعة القروض التي تم الاتفاق عليها مع البنك الدولي تتجاوز مليار دولار، مشددا على أن "مؤسسات ودولا أخرى في العالم لن تقدم على التعاون ما لم يحصل لبنان على شهادة من صندوق النقد الدولي تؤكد سيره قدما وبجدية في تنفيذ الإصلاحات".

والخميس، وصل وفد من البنك الدولي إلى بيروت في زيارة لعدة أيام.

بدوره، قال بريسيت إن "وفد البنك الدولي يضم 11 مديرا تنفيذيا يمثلون 80 دولة و57 بالمئة من القوة التصويتية في مجلس إدارة البنك".

وأكد "التزام البنك الدولي بدعم الإصلاحات والتعافي وإعادة الإعمار في لبنان، والتعرف بشكل مباشر على التحديات والأولويات التنموية في البلاد ومدى توافقها مع برامج البنك الحالية والمستقبلية".

ولفت بريسيت إلى "أهمية الإسراع في تنفيذ المشاريع المصدّق عليها والموافقة على المشاريع العالقة، خاصة في قطاعات المياه وإدارة المالية العامة وإعادة الإعمار".

كما شدد على أن "التعاون مع صندوق النقد الدولي ضروري لتمكين البنك الدولي من تقديم دعم أكبر للبنان وجذب التمويل الدولي والخاص"، محذرا من أن غياب التعاون مع الصندوق "سيحد من قدرة البنك على المساعدة".

وبخصوص تأثير استمرار الاعتداءات الإسرائيلية بجنوب لبنان على التمويل الدولي، قال الوزير جابر: "علينا أن نؤمن التمويل ونجهز أنفسنا. فحتى لو صدر القرار غدا (بمنح القروض)، لن نتمكن من الإنفاق إلا بعد أشهر".

وأضاف: "نأمل أن نصل إلى وقف دائم لإطلاق النار والاستقرار في لبنان".

والخميس، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على عدة بلدات جنوبية في لبنان، عقب إنذاره مواطنين بالإخلاء في أوسع إنذار منذ سريان الاتفاق، وضمن تصعيد لافت تشهده الحدود منذ أسابيع.

ويأتي ذلك عقب اعتداءات وخروقات جديدة ارتكبتها إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، والذي أنهى عدوانا شنته تل أبيب على لبنان في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وتحول إلى حرب شاملة في سبتمبر/ أيلول 2024، خلفت أكثر من 4 آلاف قتيل وما يزيد عن 17 ألف جريح.

وتتحدى إسرائيل الاتفاق بمواصلة احتلالها 5 تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها في الحرب الأخيرة، إضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.