ملعب العباسيين بدمشق.. من منصة للفرح إلى ساحة للدمار (تقرير)
لا تزال مشاهد الدمار والخراب تهيمن على ملعب العباسيين في العاصمة السورية دمشق، بعد أن حوّله نظام بشار الأسد المخلوع من ساحة للرياضة والاحتفالات الجماهيرية إلى قاعدة عسكرية خلال سنوات الحرب، تاركًا خلفه بقايا القذائف والذخائر في قلب الملعب.

Damascus
دمشق/ محمد قره بجق– عمر قباران/ الأناضول
- نظام الأسد المخلوع حوّل أقدم ملاعب سوريا إلى قاعدة عسكرية ومركز مؤقت للاعتقال فيما ما زال الملعب يحتفظ بمخلفات القذائف والألغام وسط دعوات لإعادة الإعمار** اللاعب السابق في المنتخب السوري لكرة القدم، نبيل السخني:
- تحول الملعب إلى مكان لقصف الأبرياء. لا أحد يعرف عدد الضحايا الذين سقطوا داخله أو نتيجة القصف المنطلق منه
- باستثناء ملعبي الجلاء والفيحاء، معظم المرافق الرياضية تحولت إلى أماكن للحرب والقمع
- نسعى لإعادة تأهيل البنية التحتية الرياضية بما يليق بسوريا
- نحن اعتزلنا كرة القدم، لكن الأجيال القادمة ستعيش تلك الأيام الجميلة من جديد، بمشيئة الله وفضله
لا تزال مشاهد الدمار والخراب تهيمن على ملعب العباسيين في العاصمة السورية دمشق، بعد أن حوّله نظام بشار الأسد المخلوع من ساحة للرياضة والاحتفالات الجماهيرية إلى قاعدة عسكرية خلال سنوات الحرب، تاركًا خلفه بقايا القذائف والذخائر في قلب الملعب.
ويقع ملعب العباسيين في موقع استراتيجي يربط وسط العاصمة بالأحياء التي انتفضت ضد النظام المخلوع مثل القابون وجوبر وزملكا، مما جعله نقطة محورية خلال الأحداث التي شهدتها سوريا منذ عام 2011.
ويُعد الملعب، الذي أُنشئ عام 1957، أقدم منشأة رياضية في سوريا، وقد كان قبل اندلاع الاحتجاجات مركزًا للمباريات الدولية والبطولات الكبرى.
وبدلاً من أن يبقى مركزًا رياضيًا، حوّله النظام المخلوع إلى قاعدة للجيش، حيث نُصبت فيه بطاريات المدفعية التي استهدفت بشكل رئيسي أحياء الغوطة الشرقية، بما فيها القابون وجوبر وزملكا.
اليوم، ما تزال أرضية الملعب ومستودعاته شاهدة على حجم الدمار، حيث تنتشر الألغام والحفر وبقايا القذائف والمدفعيات، في مشهد يجسد آثار العمليات العسكرية التي شهدها المكان.
- ملعب تحوّل إلى موقع لقصف الأبرياء
اللاعب السابق في المنتخب السوري لكرة القدم، نبيل السخني، تحدث لمراسل الأناضول عن الذكريات الجميلة التي عاشتها جماهير دمشق وسوريا في هذا الملعب قبل عام 2011.
وأشار السخني إلى أنه ارتدى قمصان عدة أندية في الدوري السوري، معبرًا عن حزنه لتحول الملعب إلى ثكنة عسكرية منذ عام 2012، حيث خرج عن الخدمة الرياضية.
وتابع: "خضنا أكثر من مباراة نهائية هنا. لعبنا 3 نهائيات لكأس الجمهورية وسط حضور جماهيري غفير وأجواء دراماتيكية لا تُنسى. كان للملعب طابعًا خاصًا".
وأوضح أن النظام المخلوع لم يستخدم الملعب كقاعدة عسكرية فقط، بل جعله مركزًا مؤقتًا للاعتقال.
وأضاف: "تحول الملعب إلى مكان لقصف الأبرياء. لا أحد يعرف عدد الضحايا الذين سقطوا داخله أو نتيجة القصف المنطلق منه".
ولفت السخني إلى أن الحال لم يختلف كثيرًا في باقي المنشآت الرياضية، قائلاً: "باستثناء ملعبي الجلاء والفيحاء، معظم المرافق الرياضية تحولت إلى أماكن للحرب والقمع، وهو ما ألحق ضررًا بالغًا بالناس والمنطقة".
وحذر من الخطر المستمر الذي تشكله الذخائر غير المنفجرة الموجودة حتى اليوم داخل أرضية الملعب.
وأشار إلى أن "البنية التحتية الرياضية كلها خارج الخدمة. الملعب انتهى تقريبًا، ويحتاج إلى إعادة بناء شاملة".
- إعادة بناء البنية التحتية
وأكد السخني أن إعادة بناء البنية التحتية الرياضية تمثل أولوية قصوى حاليًا، وقال: "نسعى لإعادة تأهيل البنية التحتية الرياضية بما يليق بسوريا. هذا المشروع لن يكون من أجل البلاد فقط، بل من أجل كل من ضحّى".
وأشار إلى أن سوريا بحاجة إلى من يمد لها يد العون لتعود دولة آمنة، مضيفًا: " نحن الآن في طور العمل على هذا الملف. وزير الرياضة يجري مباحثات مع دول الجوار ودول الخليج لدعم هذه الجهود. نشكر كل من يمد لنا يد المساعدة".
وأعرب السخني عن أمله في أن تعود الرياضة السورية إلى سابق عهدها، قائلاً: "نحن اعتزلنا كرة القدم، لكن الأجيال القادمة ستعيش تلك الأيام الجميلة من جديد، بمشيئة الله وفضله".
وبسطت فصائل سورية في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، سيطرتها على البلاد، منهية 61 عاما من حزب البعث الدموي، و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.