الدول العربية, اليمن

العليمي: اليمن سيواجه أي تمرد على مؤسساته بحزم

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني قال في خطاب إن دماء اليمنيين "خط أحمر" لا يمكن التهاون فيه

Nour Mahd Ali Abuaisha  | 30.12.2025 - محدث : 30.12.2025
العليمي: اليمن سيواجه أي تمرد على مؤسساته بحزم رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي-أرشيفية

Istanbul

إسطنبول / الأناضول

جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الثلاثاء، تأكيده أن "الدولة ستواجه أي تمرد على مؤسساتها بحزم وفقا للدستور"، مشددا على أن دماء اليمنيين "خط أحمر" لا يمكن التهاون فيه.

جاء ذلك في خطاب ألقاه العليمي، نشرت مضمونه وكالة الأبناء اليمنية "سبأ"، عقب تطورات أمنية في محافظتي حضرموت والمهرة شرقي البلاد.

وقال العليمي إنه تابع "بمسؤولية عالية تطورات الأسابيع الماضية، خصوصا في محافظتي حضرموت والمهرة، وما رافقها من انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، من شأنها تهديد السلم الأهلي، وفتح أبواب جديدة للفوضى والانقسام".

وكانت قوات "الانتقالي الجنوبي" الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، نفذت تحركات عسكرية مفاجئة أوائل ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أعلنت إثرها السيطرة على حضرموت والمهرة، قبل أن تؤكد رفضها دعوات محلية وإقليمية للانسحاب.

وأضاف العليمي: "دعَونا مرارا إلى انعقاد مجلس القيادة الرئاسي (يضم في عضويته "الانتقالي الجنوبي" بـ3 من أصل 8 أعضاء) بوصفه الإطار الدستوري الوحيد لمعالجة الخلافات، واتخاذ القرارات، وتحمّل المسؤولية الجماعية أمام الشعب، غير أن ممثلي المجلس الانتقالي امتنعوا عن تلبية هذه الدعوات".

واتهم في خطابه "التشكيلات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي بتنفيذ تحركات أحادية، في سلوك لا يمكن توصيفه إلا كتمرد مرفوض، لا تبرره أي ذرائع، ولا تغطّيه أي شعارات".

وجدد العليمي "الدعوة لقيادة المجلس الانتقالي لتحكيم العقل وإعلاء المصلحة العليا للشعب اليمني والجنوح إلى خيار السلام وتسريع انسحاب قواته من محافظتي حضرموت والمهرة دون قيد أو شرط".

وتابع: "انطلاقا من هذه المسؤولية، فإن الدولة معنية بحماية مواطنيها، ووحدة القرار العسكري والأمني، وعدم السماح باستخدام السلاح لفرض أمر واقع، أو التمرد على المؤسسات الشرعية، لأن هذا النهج أثبت فشله الذريع، وسيواجه بحزم بما في ذلك رفع أي غطاء عن مرتكبيه دون تردد".

وأعاد العليمي "التشديد على المبدأ ذاته: دماء اليمنيين خط أحمر، لا تهاون فيه ولا تساهل بشأنه".

وأكد أن "الدولة التي قدمت بشجاعة كل التنازلات من أجل حماية أرواح مواطنيها، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام من يستهين بكرامتهم، أو يزج بهم في مغامرات طائشة، وسنستخدم كامل صلاحياتنا الدستورية لحماية السلم الأهلي، وفرض هيبة الدولة، ومحاسبة كل من يعرّض أمن المواطنين واستقرارهم للخطر".

** دور الإمارات

وعن دور أبوظبي في اليمن قال العليمي: "للأسف الشديد تأكد بشكلٍ قاطع ثبوت قيام الإمارات بالضغط وتوجيه المجلس الانتقالي بتقويض سلطة الدولة والخروج عليها من خلال التصعيد العسكري والاعتداء على مواقع القوات المسلحة والهجمات المتكررة على قبائل حضرموت والمدنيين الأبرياء".

ولفت إلى أن "بيان قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية، أكد الثلاثاء أيضا قيام الإمارات بشحن سفينتين من ميناء الفجيرة مملوءة بالسلاح وعربات القتال والعتاد العسكري، وإفراغها في ميناء المكلا دون تصريح بهدف تزويد قوات المجلس الانتقالي بها".

وفجر الثلاثاء، أعلن التحالف العربي تنفيذ "عملية عسكرية محدودة" استهدفت بقصف جوي أسلحة وعربات قتالية بعد وصولها من ميناء الفجيرة الإماراتي على متن سفينتين إلى ميناء المكلا في محافظة حضرموت التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي الجنوبي، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس".

وفي حين أشاد العليمي بـ"الدور السابق لدولة الإمارات وجهودها كعضو شارك في تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية"، أبدى أسفه لأن "دورها أصبح موجّها ضد الشعب اليمني في دعمٍ صريح للتمرد".

وبناءً على ذلك، قال إنه اتخذ "عددا من القرارات التي سيتم الإعلان عنها بهدف حماية المدنيين والمركز القانوني للدولة، وتصحيح مسار الشراكة في إطار تحالف دعم الشرعية"، في إشارة لقرارات لاحقة تضمنت إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات والمطالبة بمغادرة قواتها اليمن خلال 24 ساعة.

ولم يتسنّ الحصول على تعليق فوري من الإمارات بشأن تلك الاتهامات حتى الساعة 09:15 (ت.غ).

وفي وقت سابق اليوم، أعلن اليمن فرض حالة الطوارئ في البلاد مدة 90 يوما قابلة للتجديد، ابتداء من الثلاثاء، في إطار مساعيه لمواجهة ما سماه محاولات تقسيم الجمهورية.

وبشأن متصل، قالت السعودية الثلاثاء، إن أمنها الوطني "خط أحمر" وستتخذ كافة الإجراءات لمواجهة أي تهديد يتعرض له خاصة على حدودها الجنوبية، مؤكدة أن الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة قضية الجنوب اليمني.

وذكرت وزارة الخارجية في بيان، أن "الإمارات دفعت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ عمليات عسكرية" على الحدود الجنوبية للمملكة في محافظتي حضرموت والمهرة شرقي اليمن، معربة عن أسفها إزاء ذلك.

والسبت، أعلن التحالف في بيان، أنه قرر التحرك عسكريا ضد انتهاكات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت شرقي البلاد، استجابة لطلب من العليمي.

ووصف مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الذي يضم في عضويته "الانتقالي الجنوبي" بـ3 من أصل 8 أعضاء، الخطوة بأنها "إجراء أحادي يهدد الداخل اليمني ويمس أمن دول الجوار".

ويقول "الانتقالي" إن الحكومات المتعاقبة همّشت المناطق الجنوبية سياسيا واقتصاديا، ويطالب بانفصالها، وهو ما تنفيه السلطات اليمنية التي تؤكد تمسكها بوحدة البلاد.

وفي 22 مايو/ أيار 1990، توحدت الجمهورية العربية اليمنية (شمال) مع جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوب) لتشكيل الجمهورية اليمنية.

وأطلقت السعودية في 26 مارس/ آذار 2015 عملية "عاصفة الحزم" ضمن تحالف عربي، من ضمنه الإمارات بهدف دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بعد سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد، وتركزت على الضربات الجوية ومنع تدفق السلاح ووقف تمدد الحوثيين.

ثم انتقل التحالف في 21 أبريل/ نيسان 2015 إلى عملية "إعادة الأمل" بوصفها المرحلة التالية، مع استمرار العمل العسكري عند الضرورة، وبالتوازي مع مسارين معلنين: دعم الحل السياسي وتعزيز المساعدات الإنسانية والإغاثية وإسناد جهود استعادة مؤسسات الدولة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.