تركيا, التقارير

ماردين.. استوديو التصوير الطبيعي في تركيا (تقرير)

- خلال العام الجاري تلقت مديرية الثقافة والسياحة في ماردين نحو 70 طلبا للتصوير

Halil İbrahim Sincar, Beşir Şavur, Mehmet Emin Kavak, Hişam Sabanlıoğlu  | 13.12.2025 - محدث : 13.12.2025
ماردين.. استوديو التصوير الطبيعي في تركيا (تقرير)

Mardin

ماردين/ الأناضول

- تحتضن ماردين آثارا تعود إلى 25 حضارة
**مدير الثقافة والسياحة في ماردين، أيهان غوك:
- المدينة شهدت خلال عام 2025 طفرة سياحية غير مسبوقة، مدفوعة بجمالها المعماري وهدوئها وطابعها التاريخي الأصيل

تحولت مدينة ماردين التركية، الواقعة جنوب شرقي البلاد، خلال السنوات الأخيرة إلى واحدة من أبرز مواقع التصوير السينمائي والدرامي في تركيا، مستفيدة من إرثها التاريخي العريق وطابعها العمراني الفريد، ما جعلها وجهة مفضلة لشركات إنتاج محلية ودولية.

ويعكس الإقبال المتزايد على المدينة هذا التحول اللافت، إذ أفادت مديرية الثقافة والسياحة في ماردين بأنها تلقت، خلال العام الجاري، نحو 70 طلبًا للتصوير، شملت 13 عملاً دراميًا وسينمائيًا، إلى جانب 9 مشاريع تقدمت بها شركات إنتاج أجنبية، فضلاً عن عشرات الوثائقيات والإعلانات والبرامج التلفزيونية.

وتحتضن ماردين آثارًا تعود إلى 25 حضارة، من بينها السومريون والآشوريون والسلاجقة والعثمانيون، وهو ما منحها هوية بصرية استثنائية جعلتها أشبه بـ"استوديو تصوير طبيعي" مفتوح.

طفرة سياحية مدفوعة بالإنتاج الفني

وفي هذا السياق، قال مدير الثقافة والسياحة في ماردين، أيهان غوك، في حديث للأناضول، إن المدينة شهدت خلال عام 2025 طفرة سياحية غير مسبوقة، مدفوعة بجمالها المعماري وهدوئها وطابعها التاريخي الأصيل.

وأضاف أن «ماردين حطمت هذا العام أرقامًا قياسية في مختلف مجالات السياحة»، مشيرًا إلى أن هندستها الحجرية، وشوارعها الضيقة، وأجواءها الهادئة، جعلتها بيئة جاذبة لصنّاع السينما والدراما.

وأوضح غوك أن المدينة، بما تضمّه من بلدات وأحياء، تحولت إلى موقع تصوير ضخم يستضيف أعمالًا درامية وسينمائية وإعلانية، وصولًا إلى مشاريع لمنصات دولية، مؤكدًا أن هذا الحراك الفني ينعكس إيجابًا على القطاع السياحي من خلال جذب الزوار إلى مواقع التصوير.

وأشار إلى أن الأعمال المصورة في ماردين باتت تشكل أداة ترويج فعالة للمدينة في الأسواق العالمية.

"مدرسة العرسان".. كوميديا في ريف ماردين

وفي تجسيد عملي لهذا الحراك الفني، تتواصل في حي سرنلي التابع لقضاء ساوور أعمال تصوير فيلم "مدرسة العرسان"، بمشاركة عدد من أبرز الممثلين الأتراك، من بينهم سرميان مديات، وفسون دميريل، وألغي إكه، وجزمي باسقن، ومصطفى قران تبه.

وقالت منتجة العمل، بشرى قوش، للأناضول، إن اختيار ماردين جاء "قرارًا فنيًا واعيًا"، موضحة أن معظم الأفلام الكوميدية تُصوَّر عادة في مناطق بحر إيجة، غير أن فريق العمل فضّل إبراز دفء المنطقة وبيوتها التاريخية وتراثها الغني.

وأضافت أن الفيلم يستفيد من مشاركة عدد من أهالي القرية في التمثيل، ومن المقرر عرضه في مارس/ آذار المقبل.

بدورها، قالت الممثلة دنيز مراد أوغلو إن زيارتها الأولى إلى ماردين كانت «مفاجأة كبيرة»، واصفة المدينة بأنها «استوديو تصوير كبير في الهواء الطلق»، بفضل جمالها المعماري وودّ سكانها.

"زرهون".. الدراما بروح المكان

وعلى مسار درامي موازٍ، يُصوَّر مسلسل "زرهون" في قضاءي أرتقلو ويشيلي بولاية ماردين، حيث قال المنتج سردار صاري طوب إن المدينة تسهّل العمل بفضل طبيعتها البصرية الساحرة.

وأضاف أن "ماردين واحدة من أجمل المدن في العالم، وصورتها الطبيعية وحدها كافية لتكون مسرحًا لأي عمل درامي".

من جهته، أكد المخرج علي أصلان للأناضول أن ماردين تمتلك "طاقة بصرية وروحية خاصة"، قائلاً: "قبل سنوات صورت هنا أول مسلسل لي، ومنذ ذلك الحين أصبحت ماردين مكانًا لا أستطيع التخلي عنه. حين تشرق الشمس يتغير وجهها بالكامل، إنها مدينة خُلقت للتصوير".

فيما أعربت بطلة العمل جانسو قانلي قايا عن سعادتها بالمشاركة في مسلسل يُسوَّق خارجيًا ويسهم في الترويج للمدينة عالميًا، مشيرة إلى شعور طاقم العمل بالارتياح بعد الانتقال من صخب إسطنبول إلى هدوء ماردين.

أما الممثل براق صاري ملا، فأكد للأناضول أن ماردين تُلهم الفنانين، مضيفًا: "نحاول التقاط هذا الإحساس القوي ونقله إلى الدراما، وهدفنا أن نُسهم في تعريف العالم بهذه المدينة التاريخية".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.