لقاءات وقداس.. لبنان يتحضر لاستقبال بابا الفاتيكان في "زيارة سلام" (تقرير)
- بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر يزور لبنان بين 30 نوفمبر الجاري و2 ديسمبر المقبل
Istanbul
بيروت / ستيفاني راضي / الأناضول
- بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر يزور لبنان بين 30 نوفمبر الجاري و2 ديسمبر المقبل- المطران جورج بقعوني: زيارة البابا رسالة ليعم السلام وتُحل القضايا العالقة بالحوار لا بالقتال
- منسق لقاء الشبيبة روي جريج: 12 ألف شاب وشابة من داخل لبنان وخارجه سيلتقون البابا
- الأب مروان عاقوري: 100 ألف شخص سيشاركون في القداس المركزي وسط بيروت
يترقب لبنان زيارة بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر، الذي يصل بيروت نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، في أول جولة خارجية له منذ توليه منصبه في مايو/ أيار الماضي، وسط تحضيرات لـ11 محطة أساسية تشملها الزيارة.
الزيارة التي تمتد بين 30 نوفمبر و2 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، تحمل شعار "طوبى لصانعي السلام"، وهي ثاني محطات البابا في جولته الخارجية، بعد تركيا التي يزورها بين 27 و30 نوفمبر.
ويرى القائمون على تنظيم فعاليات هذه الزيارة أنها تحمل "رسالة سلام"، مشيرين إلى مشاركة 100 ألف شخص في القداس الشعبي وسط بيروت، في يومها الأخير.
** السلام رسالة
وتعقيبا على الزيارة، قال المطران جورج بقعوني، "متروبوليت" بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك، إن اعتماد "شعار السلام لزيارة البابا، ينبع من عمله الدائم من أجل إحلال السلام في العالم".
وأضاف بقعوني للأناضول، أن البابا ليو الرابع عشر "دائما يدعو إلى السلام ويرفض الحروب بكل أشكالها، وهذا ما نسمعه مرارا في خطاباته".
وأشار إلى أن بابا الفاتيكان "يحمل رجاءً خلال زيارته للبنان بأن يعم السلام في هذا البلد والمنطقة، وأن تُحل القضايا العالقة بالحوار لا بالقتال".
ولفت المطران بقعوني إلى أن التحضيرات لهذه الزيارة ما زالت متواصلة.
** محطات الزيارة
وتتضمن زيارة البابا ليو الرابع عشر 11 محطة سياسية وروحية وإنسانية، وفق البرنامج الرسمي الذي نشره الفاتيكان نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، ونقله إعلام لبناني.
وفي أبرز هذه المحطات، من المقرر أن يلتقي بابا الفاتيكان مسؤولين وزعماء دينيين عقب وصوله لبنان في 30 ديسمبر، كما سيزور في اليوم الثاني دير مار مارون في عنايا (شمال شرق)، حيث ضريح القديس شربل في محطة تحمل طابعا روحيا.
ثم سيتوجه إلى مزار سيدة لبنان في حريصا (شمال بيروت)، حيث يلتقي الأساقفة والكهنة والمكرّسين والعاملين في الكنائس بشكل يومي.
وفي اليوم نفسه، يجتمع البابا بالبطاركة الكاثوليك في مقر السفارة البابوية، قبل أن يشارك في لقاء حواري بين الأديان في ساحة الشهداء ببيروت، يعقبه لقاء مع الشباب في ساحة الصرح البطريركي الماروني في بكركي شرقي العاصمة اللبنانية.
بينما سيزور في اليوم الأخير، مستشفى راهبات الصليب في جل الديب (شرق)، والذي يعالج ذوي الأمراض العقلية، ثم يتوجه إلى مرفأ بيروت الذي شهد انفجارا كبيرا في 4 أغسطس/ آب 2020 ليؤدي صلاة صامتة هناك.
وخلّف انفجار المرفأ أكثر من 220 قتيلا و7 آلاف جريح، فيما لم تنته التحقيقات القضائية بعد لمعرفة حقيقة هذا الحادث وأسبابه.
ويختتم البابا ليو الرابع عشر زيارته بقداس شعبي مركزي وسط بيروت.
** أول لقاء مع الشبيبة
كخلايا نحل، ينهمك المطارنة والشبان والشابات في الاستعدادات للزيارة، موزعين على 25 لجنة يشارك فيها نحو 250 شخصا.
وفي اليوم الثاني من زيارته، من المقرر أن يُقام قداس للشبيبة الكاثوليكية في الصرح البطريركي بمنطقة بكركي شمالي بيروت، في برنامج يستمر أكثر من 3 ساعات.
وقال منسق لقاء الشبيبة روي جريج، للأناضول، إن عدد المشاركين في هذا القداس سيصل إلى 12 ألف شاب وشابة من لبنان وعدة دول أوروبية وعربية.
وأوضح جريج أن الفكرة الأساسية لبرنامج هذا اللقاء "تحمل صوت الشبيبة وواقعها الحقيقي، لذلك سيبدأ باسترجاع ما عاشته البلاد منذ 2019: الأزمات، وانفجار مرفأ بيروت".
ووصف هذا اللقاء بـ"المحطة التاريخية"، لافتا إلى أنه سيشكل "مساحة لتثبيت الشباب في أرضهم، ولتأكيد دورهم الرسالي في هذا الشرق".
** القداس الشعبي
أما الحدث الأكبر خلال هذه الزيارة، فهو القداس المركزي وسط بيروت، الذي يختتم فيه البابا زيارته إلى لبنان.
وقال منسق لجنة تنظيم القداس الشعبي وسط بيروت الأب مروان عاقوري للأناضول، إن القداس سيقام صباح 2 ديسمبر، وسط توقعات بمشاركة 100 ألف شخص من داخل لبنان وخارجه.
ووصف القداس بـ"ذروة الحياة الروحية"، لافتا إلى حرصهم على العمل بما يظهر هذا القداس "بأفضل صورة ممكنة".
وعن ذلك، أشار عاقوري إلى مشاركة 3200 شاب وشابة من مختلف الجمعيات والمنظمات الكاثوليكية في لبنان في عملية تنظيم هذا القداس.
وأشاد بقرار البابا أن تكون بيروت ضمن جولته الخارجية الأولى، مضيفا أن الزيارة تأتي "لما للبنان من مكانة ودور".
وتابع: "لبنان ما زال وطن الرسالة، وطن التعايش، وطن الشباب، ووطن الإنسان الذي لا يستسلم".
وفي إشارة إلى شعار الزيارة، قال عاقوري إن "طوبى لفاعلي السلام، تعني طوبى لمن يعيش هذا السلام الإلهي ويحمله للآخرين، ليملأ به بيته ومجتمعه، ومنه إلى العالم".
جدير بالذكر أن البابا ليو الرابع عشر، ليس أول من يصر على زيارة لبنان رغم الوضع الأمني الهش، فقد أجرى سلفه الراحل بنديكتوس السادس عشر زيارة مماثلة في سبتمبر 2012، في وقت كانت فيه تداعيات الحرب في سوريا تلقي بثقلها على البلاد.
ورغم الإعلان المسبق عن موعد الزيارة، صعدت إسرائيل غاراتها ضد لبنان، وارتكبت أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع "حزب الله" منذ نوفمبر 2024، باغتيالها رئيس أركان الحزب هيثم علي الطبطبائي، بقصف استهدف ضاحية بيروت الجنوبية الأحد.
ووفق خبراء تحدثوا سابقا للأناضول، فإن إسرائيل أرادت إحراج "حزب الله" باغتيالها الطبطبائي، ودفعه إلى الرد، لاختلاق ذريعة بغرض شن غارات واسعة داخل الأراضي اللبنانية، غير آخذة بالحسبان زيارة البابا التي يريدها الفرقاء اللبنانيون أن تمر بسلام.
كما يأتي اغتيال الطبطبائي تزامنا مع استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق أخرى في لبنان، لا سيما الجنوب، في إطار خروقات متواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، والذي أنهى عدوانا بدأته في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وتحول في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة، خلفت أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف مصاب.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
