إسطنبول/ الأناضول

أكد رئيس غرفة تجارة إثيوبيا سبسيب أبافيرا أباجوبير أن تركيا تضطلع بدور مهم في إحلال السلام والاستقرار في إفريقيا، مشيدًا بجهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تقريب وجهات النظر بين إثيوبيا والصومال.

جاء ذلك في حديثه لوكالة الأناضول على هامش منتدى الأعمال والاقتصاد التركي الإفريقي الذي عُقد الأسبوع الماضي في إسطنبول، بمشاركة الرئيس أردوغان، واستضافة وزارة التجارة التركية بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي وتنظيم مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركية.

وأشار أباجوبير إلى أن المحادثات التي استضافتها أنقرة بين أديس أبابا ومقديشو في ديسمبر/كانون الأول الماضي ساهمت في تهدئة التوتر بين البلدين بعد الأزمة التي أثارتها اتفاقية إثيوبيا مع إقليم "أرض الصومال" الانفصالي مطلع يناير/كانون الثاني 2024، والتي منحت أديس أبابا حق استخدام سواحل الإقليم لأغراض تجارية وعسكرية.

وقال أباجوبير: "أدى الرئيس أردوغان دورًا متميزًا في إصلاح الخلاف بين الدولتين وإرساء السلام والأمن، وهذه التطورات الإيجابية ستعزّز مستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية، لأن بيئة التجارة تحتاج إلى الاستقرار".

**التنمية في إفريقيا تمر عبر التجارة لا المساعدات

وأوضح المسؤول الإثيوبي أن تنمية القارة الإفريقية تتطلب نهجًا قائمًا على التجارة بدل الاعتماد على المساعدات الخارجية.

وقال: "في الماضي كان الخبراء القادمون من الدول المتقدمة يركّزون على المساعدات أكثر من التجارة، لكن اليوم يجب أن يكون التركيز على النمو القائم على التجارة والاستثمار".

وأضاف أن دول إفريقيا بحاجة إلى شراكات حقيقية مع الدول المتقدمة لدعم القطاعات الإنتاجية، مشددًا على أن هذا التوجه يمثل الطريق الصحيح لتحقيق التنمية المستدامة.

**التعاون بين تركيا وإفريقيا هو "المفتاح"

وأشار أباجوبير إلى ما جاء في كلمة الرئيس أردوغان خلال المنتدى حول أهمية تعزيز التعاون بين تركيا ودول إفريقيا، مؤكدًا أن هذه الرؤية تمثل مبدأ جوهريًا لمستقبل العلاقات الإفريقية التركية.

وقال: "ما قاله الرئيس أردوغان صحيح تمامًا، فالتعاون هو المفتاح. هذا التعاون ضروري للغاية، خصوصًا لإثيوبيا والدول النامية، لأنه يتيح تبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا".

وأضاف أن التعاون بين الدول المتقدمة والنامية، وكذلك بين الدول النامية نفسها، يعدّ أساسًا لتحقيق التكامل الاقتصادي في القارة.

**علاقات قوية بين تركيا وإثيوبيا

وأكد أباجوبير أن العلاقات بين حكومتي تركيا وإثيوبيا قوية ومستقرة منذ سنوات طويلة، مشيرًا إلى أن بلاده تنفّذ إصلاحات اقتصادية وهيكلية شاملة في إطار خطة التنمية الوطنية.

وأوضح أن الحكومة الإثيوبية أطلقت برنامج "منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية" وتسعى كذلك للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، ما يهيئ بيئة استثمارية جاذبة للقطاع الخاص.

**دعوة للمستثمرين الأتراك

ودعا رئيس غرفة تجارة إثيوبيا المستثمرين ورجال الأعمال الأتراك إلى الاستثمار في بلاده، قائلًا إن الظروف الحالية مواتية للغاية لجذب الاستثمارات التركية، خصوصًا في قطاع النسيج.

وأضاف: "نرحب بالاستثمارات في مجالات الزراعة، والتعدين، والسياحة، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتحول الرقمي، ونقدّم الدعم الكامل لذلك".

وختم أباجوبير بالقول إن الدور التركي في دعم السلام والتنمية في إفريقيا يعزز العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين ويفتح آفاقًا أوسع للتعاون الاقتصادي في المستقبل.