بحلولها الذكية.. شركات تركية في قلب الابتكار الدفاعي الغربي (تقرير)
- شركات تركية عرضت تقنيات مسيّرة وذكاء اصطناعي في إطار "مبادرة الابتكار المتواصل" لحلف الناتو
Istanbul
إسطنبول/ كوكسل يلدريم/ الأناضول
- شركات تركية عرضت تقنيات مسيّرة وذكاء اصطناعي في إطار "مبادرة الابتكار المتواصل" لحلف الناتو- شركات مثل أسيلسان وهافلسان وتوبيتاك ساكه وداسال قدّمت مشاريع تقنية بالتعاون مع شركاء دوليين
- المشاركة ترسخ مكانة تركيا كمصدر تكنولوجي وشريك ابتكاري في منظومة الناتو الدفاعية
- شركة داسال للطيران استعرضت طائرات مسيّرة متطورة مخصصة لرصد الألغام الطافية داخل الموانئ
- "هافلسان" قدمت حلولا مبتكرة تعتمد على تقنية النطاق فائق الاتساع لتنظيم عمل أسراب المسيرات
- أما شركة "أسيلسان"، فقدّمت أنظمة ملاحة ذكية موجّهة للمركبات تحت الماء
في خطوة تعكس تصاعد الطموحات التركية داخل المنظومة الدفاعية الغربية، شاركت شركات ومؤسسات رائدة في قطاع الصناعات الدفاعية التركي في فعالية ميدانية نظّمها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لتقديم حلول تكنولوجية مبتكرة في إطار "مبادرة الابتكار المتواصل" التي يقودها الحلف.
وأقيمت الفعالية في الفترة ما بين 13 و17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بكلية الملاحة البحرية في جامعة إسطنبول التقنية، بمشاركة واسعة من ممثلي الناتو وشركاء دوليين، لاستعراض التجارب الحية والتقنيات المتقدمة التي طورتها الشركات المشاركة وتقييم جاهزيتها، بما يعزز التعاون الدفاعي متعدد الجنسيات.
لم تقتصر المبادرة على عرض التكنولوجيا، بل مثّلت تطبيقا عمليا لرؤية تركية تسعى إلى تعزيز الحضور داخل المنظومات الدفاعية المتقدمة، ليس فقط كمستخدم، بل أيضا كمطوّر وشريك في صياغة الحلول المستقبلية للتحديات الأمنية العالمية.
مشاركة تركية واسعة في بيئة الابتكار الدفاعي
وجاءت الفعالية بتنسيق من رئاسة الصناعات الدفاعية التركية، وشهدت مشاركة 50 مؤسسة، بينها 13 تركية، في المرحلة الختامية من برنامج مكوّن من أربع مراحل تُعرف بمرحلة "التجربة والعرض"، الهادفة إلى تطوير أدوات جديدة لمواجهة التحديات الأمنية الحديثة.
ومن أبرز الجهات التركية المشاركة، شركات أسيلسان وهافلسان وتوبيتاك ساكه وداسال، التي قدّمت مشاريع تقنية بالتعاون مع شركاء دوليين، لتؤكد من جديد قدرة تركيا على التفاعل الفعّال مع بيئات البحث والتطوير متعددة الجنسيات.
مسيّرات "داسال" تكشف الألغام وتقرأ البيئات البحرية الحساسة
شركة داسال للطيران عرضت طائرات مسيّرة متطورة مخصصة لرصد الألغام الطافية داخل الموانئ، مزودة بأنظمة كشف دقيقة للتعامل مع البيئات البحرية المعقدة.
وقال المدير العام للشركة، مراد قوج، للأناضول، إن المشاركة في هذه الفعالية جاءت بعد تجارب ميدانية على مدار العام في البرتغال وكندا، إلى جانب أنشطة افتراضية متقدمة.
وأكد أن التواجد ضمن إطار الناتو لا يوفّر فقط منصة لاختبار التقنيات، بل يُعدّ بوابة إلى سوق دفاعي ضخم ورفيع المستوى.
وأشار إلى أن التعاون ضمن بيئة متعددة الجنسيات يعزّز من كفاءة الفرق الفنية ويُضيف إلى القيمة التصديرية للمنتجات التركية، معتبرًا أن اجتياز معايير الناتو التقنية يُعدّ شهادة جودة تفتح أبواب الأسواق العالمية.
"هافلسان": تموضع دقيق يتجاوز حدود الأقمار الصناعية
من جانبها، قدّمت شركة "هافلسان" حلولا مبتكرة تعتمد على تقنية النطاق فائق الاتساع، التي تُستخدم لتحديد المواقع النسبية بدقة عالية، وهي ميزة حيوية عند تشكيل أسراب من الطائرات المسيّرة وتنظيم حركتها داخل البيئات المعقّدة.
وذكر مهندس الأنظمة في الشركة، أسعد سرهات سوجو، أن هذه التقنية توفّر بديلا آمنا وفعالا عن أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية في حال تعطلها، مضيفا أن النظام يتيح تنفيذ عمليات إقلاع وهبوط دقيقة، وتنسيق أسراب من الأنظمة غير المأهولة تعمل بتناغم عالي.
هذه القدرات تؤسس لبنية تحتية أكثر استقلالا في العمليات العسكرية، خصوصا في السيناريوهات التي تشهد تشويشا أو هجمات إلكترونية على شبكات الملاحة التقليدية.
**"أسلسان": الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الملاحة تحت الماء
أما شركة "أسيلسان"، فقدّمت أنظمة ملاحة ذكية موجّهة للمركبات تحت الماء، تقوم على الدمج بين بيانات المستشعرات باستخدام خوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة.
وصرّح سرتاش جاكر، رئيس فريق تطوير الخوارزميات بالشركة، أن هذه الأنظمة قدّمت أداء يفوق الحلول التقليدية، مشيرا إلى أن التجارب ضمن بيئات محاكاة عالية الدقة أثبتت قدرتها على إتمام مهام طويلة المدى بمستوى عال من الدقة والاعتمادية.
هذا التطوير يعكس تركيزا متزايدا في الصناعة الدفاعية التركية على تعزيز قدرات التشغيل المستقل للأنظمة الذكية، خاصة في البيئات التي يصعب التحكم فيها بشريا أو تكون فيها الاتصالات محدودة.
**"توبيتاك ساكه": الذكاء الاصطناعي في قلب الاستخبارات الدفاعية
في سياق متّصل، قدّم مركز "توبيتاك ساكه" مساهمته في رصد الألغام الطافية ضمن مجموعة "الروبوتات والذكاء الاصطناعي"، حيث تولّى الفريق تحليل الصور الجوية التي التقطتها الطائرات المسيّرة، وتقديم تقارير استخباراتية أولية إلى شبكة اتصالات الناتو.
وأوضح طلحة قرقماز، رئيس وحدة تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالمركز، أن هذه المعلومات مكّنت الجهات المشاركة من تحديد المواقع المشتبه بها بسرعة، مضيفًا أن المركز استعرض كذلك نماذج تجريبية لمحاكاة سلوك الطائرات والصواريخ في البيئات القتالية.
ويأتي هذا التطوير في إطار توجّه أوسع نحو بناء أدوات تحليل تكتيكي تُستخدم لدعم قرارات المصمّمين العسكريين وخطط الانتشار العملياتي، بما يرسخ مكانة تركيا كمصدر تكنولوجي وشريك ابتكاري في منظومة الناتو الدفاعية.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
