الدول العربية, التقارير

أبو عبيدة.. رحيل ملثم أرّق إسرائيل طوال عقدين (بروفايل)

- حذيفة الكحلوت، اسمه وصورته ظلا طي الكتمان لعقدين من الزمن

Ramzi Mahmud, Mohamed Majed  | 29.12.2025 - محدث : 29.12.2025
أبو عبيدة.. رحيل ملثم أرّق إسرائيل طوال عقدين (بروفايل)

Gazze

إسطنبول / الأناضول

- حذيفة الكحلوت، اسمه وصورته ظلا طي الكتمان لعقدين من الزمن
- ولد "أبو عبيدة" في العام 1984 بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة
- نشأ في أسرة فلسطينية محافظة وهو أب لعدد من الأبناء
- برز أول مرة في أكتوبر 2004، وترأس الإعلام العسكري في "كتائب القسام"

رغم أن اسمه الحقيقي وصورته ظلا طي الكتمان لعقدين من الزمان، إلا أن صوته فقط كان كفيلا في كل مرة يطل فيها على الشاشة بأن يؤرق إسرائيل، لذا لم يكن مستغربا أن تضعه على رأس قائمة أهدافها.

هو "أبو عبيدة"، متحدث "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، الذى عرف بصوته الحاد وكوفيته الحمراء وعصبته الخضراء التي لا تفارقه في بياناته المصورة، ولطالما انتظرها وتابعها الملايين عبر العالم.

ومساء الاثنين، أعلنت "القسام" عن مقتله ونشرت اسمه الحقيقي وهو حذيفة سمير عبد الله الكحلوت، إضافة لصورته، مشيدة بمسيرته ودوره الإعلامي الكبير.

وقالت "القسام إنه قاد منظومة إعلامها "بكلِ اقتدار، ونقل للعالم مجريات طوفانِ الأقصى في أبهى حللها، وبطولات مجاهدي غزة".

أبوعبيدة، الذي اغتالته إسرائيل، لم يكن مجرد لقب إعلامي عابر، بل تحول خلال نحو 20 عاما مضت إلى أيقونة مرتبطة بمواجهة إسرائيل وجيشها.

لم تبالغ العديد من التقديرات بالذهاب إلى أنه خلال عامين من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، كان لقب "أبوعبيدة" الأكثر انتشارا وتداولا ليس فقط على مواقع التواصل، ولكن في كافة أرجاء إسرائيل، كما في فلسطين والدول العربية والإسلامية.

وكان الإعلان عن موعد ظهوره يثير ترقبا واسعا لمعلومات "شديدة المصداقية" تتعلق بخطوة مصيرية تخص الحرب وما يتعلق بها من هدنة أو تهدئة أو تبادل لأسرى أو ما يتعلق بتطور في حياة قادة القسام أو أسرى إسرائيل.

كل ما سبق جعل أبو عبيدة، الذي حاز عدة توصيفات منها "صوت غزة" و"صوت المقاومة"، من أكثر الشخصيات الغامضة والبارزة في نفس الوقت بالمشهد الفلسطيني.

على مدى نحو عقدين، تحول الرجل إلى الصوت الإعلامي الأبرز للمقاومة ووجهها الإعلامي وأحد أيقوناتها، في وقت تواصل فيه تل أبيب ادعاء استهدافه واغتياله في غزة.

وفي 29 أغسطس 2025، نشر أبو عبيدة آخر تدوينة له على منصة "تلغرام"، متوعدا إسرائيل بدفع ثمن خطة احتلال مدينة غزة من "دماء جنودها"، مؤكدا أن الأسرى الإسرائيليين سيكونون في مناطق القتال مع عناصرها، وفي ظروف المخاطرة والمعيشة نفسها.

وكان آخر ظهور مصور له في 18 يوليو/ تموز 2025، قال فيه إن الفصائل الفلسطينية جاهزة لخوض "معركة استنزاف طويلة" ضد إسرائيل.

** النشأة والتعليم

التحق أبو عبيدة مبكرا بصفوف "حماس" وكتائبها العسكرية، مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية بالعام 2000، وبرز دوره وتدرج في مهامه الميدانية والإعلامية.

ولد بالعام 1984 في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، ونشأ أيضا في المخيم وسط أسرة فلسطينية محافظة، وهو أب لعدد من الأبناء، وتلقى تعليمه في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

وتابع دراسته العليا في الجامعة الإسلامية بغزة، حيث حصل على درجة الماجستير في تفسير القرآن الكريم.

** الظهور الأول

برز أبو عبيدة إعلاميا لأول مرة في أكتوبر/ تشرين الأول 2004، خلال معركة "أيام الغضب" التي استمرت 17 يوما، إذ عقد أول مؤتمر صحفي لـ"كتائب القسام" أعلن فيه عن سير المواجهات ضد الاجتياح الإسرائيلي شمالي القطاع.

ومنذ ذلك التاريخ، أصبح الواجهة الإعلامية للقسام، وارتبط اسمه بإعلاناتها عن العمليات العسكرية والتصدي للتوغلات الإسرائيلية.

** الدور الإعلامي

بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة بالعام 2005، تولى أبو عبيدة، رسميا منصب الناطق الإعلامي لـ"كتائب القسام".

وبصفته رئيس دائرة الإعلام العسكري، أشرف على أقسام عدة، منها التوثيق والتصوير، والعمليات النفسية، وإدارة المنصات الإعلامية، وإصدار البيانات المرئية والمكتوبة.

ورغم مكانته البارزة، فقد عرف بندرة ظهوره الإعلامي، إذ كان يعيش في ظروف أمنية مشددة ويتجنب الاحتكاك المباشر بالناس، لتفادي استهدافه من قبل إسرائيل.

** في واجهة الحروب

ارتبط ظهوره في الحروب المتتالية على غزة بالرسائل الميدانية من قلب المعركة، وغالبا ما كان الإعلان عن خطاب مرتقب له يسبق الكشف عن إنجاز عسكري.

من أبرز إعلاناته:

ـ 2006: إعلان أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

ـ 2014: إعلان أسر الجندي الإسرائيلي شاؤول أرون خلال معركة حي التفاح شرقي مدينة غزة.

ـ ظهر في جولات القتال الأخيرة وهو يستعرض نماذج من الأسلحة المصنعة محليا وبقايا آليات إسرائيلية مدمرة.

** العقوبات الأمريكية

في 2024، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أبو عبيدة، معتبرة نشاطه جزءا من ما وصفته بـ"دعم الإرهاب"، فيما اعتبر الفلسطينيون تلك العقوبات "ملاحقة سياسية" تضاف إلى الملاحقات الإسرائيلية.

** الإرث الرمزي

على مدار نحو عقدين، شكل أبو عبيدة "صوت القسام" في الساحة الإعلامية، وأصبح ظهوره مقترنا بالتهديدات والوعود بالرد، ما جعل شخصيته هدفا دائما للتحريض الإسرائيلي، ومحورا رئيسيا في حرب الرواية بين إسرائيل و"كتائب القسام".

وفي 31 أغسطس الماضي أعلنت إسرائيل اغتياله، غير أن حركة "حماس" التزمت الصمت حينها، فيما قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إنه "تم القضاء عليه"، دون تأكيد فلسطيني آنذاك.

وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش استهدف أبو عبيدة في عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام (الشاباك).

وأضاف نتنياهو: "في عملية مشتركة استهدف الشاباك (جهاز الأمن العام) والجيش الناطق باسم حماس أبو عبيدة".

وعلى مدار أشهر الإبادة الإسرائيلية في غزة، وحتى 29 أغسطس، ظهر أبو عبيدة بين الحين والآخر عبر تسجيلات مصورة أو صوتية وبيانات مكتوبة، متحدثًا عن "عمليات نوعية" ينفذها مقاتلو حركة "حماس" ضد الجيش الإسرائيلي.

وتوعد أبو عبيدة، أكثر من مرة القوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع بمزيد من الخسائر جراء مواصلتها الإبادة، ويعرف عنه أنه يتحدث اللغة العربية بطلاقة، ويتميز باللثام الذي يغطي معظم ملامح وجهه.

ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بوساطة مصر وقطر وتركيا ورعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضمن خطة وضعها تتضمن عدة مراحل.

وأنهى اتفاق وقف النار إبادة جماعية إسرائيلية بغزة استمرت عامين منذ 8 أكتوبر 2023، بدعم من واشنطن خلفت أكثر من 71 ألف قتيل فلسطيني وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، مع تكلفة إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın