Quds
زين خليل/الأناضول
وجهت السفارة الأمريكية في إسرائيل رعاياها بتوخي الحذر عشية انطلاق "مظاهرة مليونية" لليهود المتشددين (الحريديم) في القدس، قد تشهد اشتباكات مع الشرطة.
جاء ذلك في بيان نشرته السفارة، مساء الأربعاء، بحسابها على منصة شركة "إكس" الأمريكية.
وينظم الحريديم "مظاهرة مليونية" عند مدخل القدس الغربية ظهر الخميس، رفضا للتجنيد بالجيش الإسرائيلي، واحتجاجا على اعتقال عدد من طلاب المدارس الدينية المتهربين من الخدمة العسكرية، وفق إعلام عبري.
وقالت السفارة الأمريكية في بيانها: "من المتوقع أن تشهد القدس مظاهرات حاشدة يوم الخميس 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2025، في منطقة جفعات شاؤول قرب جسر الأوتار، تبدأ حوالي الساعة 12:00 ظهرًا (09.00 تغ)، مع توقع اضطرابات مرورية واسعة النطاق من الصباح حتى وقت متأخر من المساء".
وأضافت: "قد تكون الاحتجاجات الكبيرة غير متوقعة، وقد تؤدي أحيانًا إلى مناوشات بين المشاركين والسلطات، لذا يُنصح بتوخي الحذر".
ودعت رعاياها إلى "متابعة وسائل الإعلام المحلية للاطلاع على آخر المستجدات والتحذيرات المرورية"، و"تجنب التواجد بالقرب من المظاهرات والاحتجاجات".
وقالت إنها "ستواصل متابعة الوضع الأمني وتقديم معلومات إضافية عند الحاجة".
ويواصل "الحريديم" احتجاجاتهم ضد التجنيد في الجيش عقب قرار المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية) في 25 يونيو/ حزيران 2024، بإلزامهم بالتجنيد ومنع تقديم مساعدات مالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
ويشكل "الحريديم" نحو 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ويرفضون الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، مؤكدين أن الاندماج في المجتمع العلماني يشكل تهديدا لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
ويعلو صوت كبار الحاخامات، الذين ينظر إلى أقوالهم باعتبارها فتوى دينية "للحريديم"، بالدعوة إلى رفض التجنيد، بل و"تمزيق" أوامر الاستدعاء.
من جانبها، قالت هيئة البث العبرية الرسمية، إن الشرطة تستعد لـ"مسيرة المليون" المقرر إقامتها في القدس، الخميس، مشيرة إلى إغلاق متوقع لطرق ابتداء من الساعة 12 ظهرا، بما في ذلك الطريق السريع رقم "1" الذي يربط بين القدس وتل أبيب.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إنه من المتوقع أن يشارك في المظاهرة التي ستقام في الشوارع القريبة من مدخل القدس نحو نصف مليون من الحريديم من مختلف التيارات.
وأضافت "على غير العادة، ستُوحّد المظاهرة فصائل عديدة داخل المجتمع الحريدي، وستُقام احتجاجًا على اعتقال طلاب المدارس الدينية".
وستتزامن المظاهرة، مع اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان)، المتوقع أن يناقش مشروع قانون بشأن الإعفاءات العسكرية، سيقدمه رئيس اللجنة، بوعز بيسموث، من حزب الليكود، وفق إعلام عبري.
وتضغط الأحزاب الدينية التي استقالت من الحكومة منتصف العام الجاري، لتمرير مشروع قانون التجنيد الذي يمنح متدينين إعفاءات من الخدمة العسكرية، والذي تطلق عليه المعارضة "قانون التهرب" من الخدمة العسكرية.
وعلى مدى عقود، تمكن اليهود "الحريديم" من تفادي التجنيد عند بلوغهم سن 18 عاما، عبر الحصول على تأجيلات متكررة بحجة الدراسة في المدارس الدينية، حتى بلوغهم سن الإعفاء التي تبلغ حاليا 26 عاما.
وتتهم المعارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسعي لإقرار قانون يعفي "الحريديم" من التجنيد، استجابة لمطالب حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراه" اللذين انسحبا في وقت سابق من العام الجاري من الحكومة، لكنهما يستعدان للعودة فور إقرار قانون يلبي مطالبهما.
