الدبابة "ألطاي" والمقاتلة "قآن".. نموذج لتكامل صناعات الدفاع التركية (تقرير)
تسلمت القوات المسلحة التركية، أمس الثلاثاء، الدفعة الأولى من الدبابة محلية الصنع "ألطاي"، التي تمثل نموذجا بارزا لتكامل الصناعات الدفاعية في البلاد.
Kocaeli
قوجه إيلي / كوكسل يلدرم / الأناضول
** القوات المسلحة التركية تسلمت الثلاثاء الدفعة الأولى من الدبابة محلية الصنع "ألطاي" وهي نموذج بارز لتكامل الصناعات الدفاعية في البلاد** براق مرجان المدير العام لشركة "ألتيناي لتقنيات الدفاع" المطورة لأنظمة الدبابة:
- "ألطاي" مثلت الانطلاقة الحقيقية في تصميم وإنتاج أنظمة متوافقة مع المعايير العسكرية
- القدرات المكتسبة من مشروع "ألطاي" جرى استثمارها لتطوير أنظمة جديدة تُستخدم اليوم في الطائرة المقاتلة التركية "قآن" ومشاريع جوية أخرى
- تركيا باتت تبني منظومة دفاعية مترابطة تعتمد على الذات وتقلل اعتمادها على التكنولوجيا الأجنبية
تسلمت القوات المسلحة التركية، أمس الثلاثاء، الدفعة الأولى من الدبابة محلية الصنع "ألطاي"، التي تمثل نموذجا بارزا لتكامل الصناعات الدفاعية في البلاد.
فأثرها لا يقتصر على تطوير منظومات القتال البرية فحسب، بل امتد إلى مشاريع أخرى في الطيران والدفاع الجوي.
ويعود هذا إلى التقنيات التي أُنتجت لتطوير الدبابة، وخاصة أنظمة التحكم والتوجيه الدقيقة.
فتلك التقنيات باتت تُستخدم في الطائرة المقاتلة التركية "قآن"، التي تعد جوهرة الصناعات الجوية التركية.
ويمثل ذلك خطوة استراتيجية تدفع تركيا نحو الاكتفاء الذاتي الدفاعي، وبناء منظومة تكنولوجية مترابطة ومتكاملة.
وتلك الدبابة هي ثمرة سنوات من البحث والتطوير ضمن الصناعات الدفاعية التركية، وشكّلت أرضية خصبة لنقل الخبرة التقنية إلى مجالات أخرى.
فخلال مراحل تصميمها وإنتاجها، تم تطوير أنظمة تحكم دقيقة لتوجيه المدفع والأبراج، ووحدات الحركة الآلية (المشغّلات).
وطوّرت هذه الأنظمة الشركة التركية "ألتيناي لتقنيات الدفاع"، بالتعاون مع شركة "أسيلسان" التركية للصناعات الدفاعية.
وهذه الأنظمة تؤمّن استقرار المدفع أثناء الحركة، وتتيح التحكم في زوايا الرمي بدقة عالية حتى عند تحرك الدبابة فوق تضاريس وعرة.
وتمثل "المشغّلات" إحدى المكوّنات الحساسة في نظام التحكم بنيران الدبابة، إذ تعمل على ضمان التوازن والاستجابة الفورية أثناء التوجيه والإطلاق.
** نحو تفوق تقني
وقال المدير العام لـ"ألتيناي لتقنيات الدفاع" براق مرجان للأناضول، إن تطوير مشغّلات الدبابة "ألطاي" كان أول مشروع دفاعي استراتيجي للشركة.
وأوضح أنهم بدأوا العمل في هذا المجال عام 2010، بالتعاون مع شركة "أسيلسان".
وأضاف أن الشركة دخلت سابقا مجال الدفاع عبر مشروع آلي لتفكيك الذخائر.
واستدرك: لكن "ألطاي" مثّلت الانطلاقة الحقيقية في تصميم وإنتاج أنظمة متوافقة مع المعايير العسكرية.
مرجان أردف: "أنتجنا نماذج أولية للمشغّلات الخاصة بالسبطانة والبرج، وأجرينا عليها اختبارات شاملة للتأهيل وفق المعايير العسكرية".
واستطرد: "مع اكتمال التجارب الميدانية، بدأنا هذا العام مرحلة التصنيع التسلسلي لتسليم المنتجات النهائية".
ووفر هذا المشروع للشركة خبرات عميقة في تصميم الأنظمة الفرعية الدفاعية، بدءا من مرحلة التصميم النظري وصولا إلى التصنيع والاختبار، بحسب مرجان.
** خبرات وتكامل
مرجان قال إن هذه الخبرات انعكست على مشاريع لاحقة في مجالات أخرى.
وأوضح أن القدرات المكتسبة من مشروع "ألطاي" جرى استثمارها لتطوير أنظمة جديدة تُستخدم اليوم في الطائرة المقاتلة التركية "قآن" ومشاريع جوية أخرى.
وتابع: "عملنا على نقل الخبرات المكتسبة في مشغّلات الدبابات إلى تصميم مشغّلات مماثلة تُستخدم في منصات جوية".
وعدّد من هذه المنصات "الطائرة المقاتلة قآن، وطائرة التدريب حرجيت، وأنظمة المروحيات القتالية. وهي مشاريع تشترك في بنية هندسية مشابهة وتستفيد من خبراتنا المتراكمة".
وهذا التكامل بين الصناعات البرية والجوية يجسّد تطور البنية الصناعية الدفاعية في تركيا، وفقا لمرجان.
وزاد أن المعرفة التقنية أصبحت تنتقل بسلاسة من مشروع إلى آخر، ما يعزز نسبة المكوّن المحلي في الصناعات الدفاعية.
** أنظمة محلية متقدمة
وبحسب مرجان فإن المشغّلات التي طُوِّرت لـ"ألطاي" توفر دقة عالية في الحركة، إذ تتحكم في رفع السبطانة وتدوير البرج بسرعة واتزان، حتى أثناء السير في ظروف ميدانية قاسية.
وقال إن "هذه الأنظمة تعمل على تصحيح أي انحراف ناتج عن اهتزازات الحركة والتضاريس".
كذلك "تتمتع باستجابة فورية تضمن بقاء الهدف في المرمى بدقة. وصُمّمت لتكون خالية من الحاجة إلى الصيانة الدورية بعد تركيبها داخل الدبابة"، كما أردف مرجان.
وأوضح أن غالبية مكونات المشغّلات، مثل التروس ومحامل الدوران وأنظمة نقل الحركة، تُنتج محليا داخل مصانع الشركة في تركيا، باستخدام تقنيات تشغيل دقيقة.
وتابع أن عملية التجميع النهائية والتكامل تتم في مصنع الشركة بولاية قوجه إيلي (شمال غرب)، قبل تسليمها إلى "أسيلسان" لإجراء عمليات التكامل النهائية ضمن منظومة الدبابة.
** تكامل الصناعات الدفاعية
وشدد مرجان على أن مشروع "ألطاي" لا يُعتبر مجرد إنجاز عسكري، بل نموذجا لتكامل الصناعات الدفاعية المحلية في تركيا.
وتابع أن هذا الوضع يؤكد أن تركيا باتت تبني منظومة دفاعية مترابطة تعتمد على الذات، وتقلّل اعتمادها على التكنولوجيا الأجنبية.
و"ما تحقق في مشروع ألطاي لا يمثل نجاحا منفصلا، بل بداية مسار طويل من التعاون التقني والابتكار الذي يمتد من الصناعات البرية إلى الجوية والبحرية"، وفقا لمرجان.
وختم بقوله: "نحن نعمل على توسيع هذه القدرات لتخدم كل مشروع دفاعي وطني قادم".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
