فصائل فلسطينية: غارة إسرائيل على بيروت "جريمة حرب وانتهاك للسيادة"
وفق بيانات صدرت عن حركة حماس والجهاد الإسلامي والمجاهدين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولجان المقاومة
Gazze
إسطنبول/ الأناضول
اعتبرت فصائل فلسطينية، الغارة التي نفذها الجيش الإسرائيلي ظهر الأحد، على منطقة سكنية مكتظة بالمدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت، "جريمة حرب وانتهاك صارخ لسيادة لبنان".
جاء ذلك في بيانات صدرت عن حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، و"المجاهدين" والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، و"لجان المقاومة في فلسطين"، تعقيبا على الغارة التي أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة 28 آخرين، وفق معطيات وزارة الصحة اللبنانية.
ومساء الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي، اغتيال هيثم علي الطبطبائي، الذي وصفه بأنه "قائد أركان حزب الله" في هذه الغارة، دون أن يصدر أي تأكيد من الحزب بشأن هوية الشخص المستهدف.
فيما أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الهجوم تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة.
ولم يكن هذا الهجوم الأول الذي يستهدف الضاحية الجنوبية، إذ تعرضت لقصف إسرائيلي عدة مرات منذ وقف إطلاق النار في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، وكان آخرها في يونيو/ حزيران الماضي.
**موقف الفصائل
أدانت حركة حماس، الغارة الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، واصفة إياها بـ"العدوان الغادر".
وقالت الحركة، في بيانها، إن هذه الغارة تعد خرقا واضحا لسيادة لبنان، محذرة من أنها تهدف إلى جر البلد العربي والمنطقة إلى "مواجهة تخدم مصالح الاحتلال وحده".
وأشارت إلى أن استهداف إسرائيل لمنطقة مكتظة بالسكان نهارا "يعكس طبيعة الإرهاب المنظمة الذي تمارسه وقادتها المجرمون".
كما حذرت من محاولات إسرائيلية لفرض "معادلات جديدة والضغط على قوى المقاومة"، من خلال هذا الاستهداف.
وعبرت عن تضامنها مع لبنان وحقه في الدفاع عن أرضه وشعبه، مشددة على أن "دماء الشهداء ستعزز من وحدة اللبنانيين في مواجهة محاولات الهيمنة الأمريكية-الصهيونية".
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن الغارة التي استهدفت "منطقة سكنية مكتظة بالمدنيين، تشكل جريمة حرب، وتمثل تصعيدا في تمادي الاعتداءات على الشعب اللبناني وسيادته".
وأشارت في بيانها إلى أن هذه الغارة تأتي وسط استمرار إسرائيل في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار والقوانين والأعراف الدولية، وفي إطار "الضغوط التي تمارسها واشنطن على حكومة لبنان".
من جانبها، قالت "حركة المجاهدين" إن هذه الغارة تعد "انتهاكا صارخا للسيادة اللبنانية وهو جزء من الحرب الصهيونية المفتوحة على الأمة".
وأفادت في بيانها بأن هذا العدوان "انتهاك متجدد لاتفاق وقف إطلاق النار، كما يحدث في قطاع غزة، وانتهاك لكل المواثيق والأعراف الدولية".
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ارتكبت إسرائيل عشرات الخروقات بما فيه إطلاق نيران وقصف وتوغل في المناطق التي انسحب منها بموجب المرحلة الأولى من الاتفاق.
وأسفرت هذه الخروقات بمجملها منذ 11 أكتوبر، وفق معطيات وزارة الصحة بغزة، عن مقتل 339 فلسطينيا وإصابة 871 آخرين فضلا عن دمار واسع فيما تبقى من البنى التحتية بالقطاع.
وذكرت "حركة المجاهدين" أن هذه الغارة تشير إلى أن إسرائيل "مصدر الإرهاب والتخريب في المنطقة".
وحمّلت الإدارة الأمريكية المسؤولية عن تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان وقطاع غزة، حيث توفر له "الغطاء والدعم".
وأكدت الحركة على أن لبنان له الحق في "الدفاع عن أرضه وسيادته"، داعية "الأمة إلى رصف وتوحيد الصفوف في مواجهة العدو".
وفي ذات السياق، أكدت "الجبهة الشعبية" أن هذه الغارة تمثل "خرقا صارخا لسيادة لبنان، وتصعيدا خطيرا يهدف إلى جر المنطقة لمواجهة شاملة ومفتوحة".
وقالت في بيانها: "استهدف العدوان الغادر مناطق مدنية مكتظة، استكمالاً لسلسلة طويلة من الاعتداءات والجرائم التي استهدفت لبنان، وهو ما يُظهر بوضوح أنه فعل إرهاب دولة منظم ومخطط له بدقة، وقد نفذ بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة".
وعدت هذه الغارة محاولة لفرض قواعد اشتباك "جديدة" على لبنان والمنطقة، بالقوة.
وأما لجان المقاومة في فلسطين، فقالت إن هذه الغارة تأتي "امتدادا للضغوط والممارسات الإجرامية لمبعوثي الإدارة الأمريكية، التي تستهدف نزع سلاح المقاومة".
كما اعتبرتها "امتدادا لاستباحة الأراضي العربية التي تتم بدعم وتنسيق أمريكي"، مؤكدة أنه "عدوان بحق أحرار الأمة وانتهاك لوقف إطلاق النار".
**تعليقات إسرائيلية ولبنانية
وعن الغارة، قال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان: "هاجم الجيش الإسرائيلي في قلب بيروت رئيس أركان حزب الله، الذي قاد تعزيز وتسليح المنظمة".
من جهته، اعتبر الرئيس اللبناني جوزاف عون، الأحد، أن استهداف إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت، بالتزامن مع ذكرى الاستقلال "دليل آخر على أنها لا تأبه للدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها"، وفق بيان للرئاسة.
وتعليقا على الغارة، قال نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" اللبناني محمود قماطي، في تصريح صحفي، إنها استهدفت شخصية عسكرية "أساسية"، مشيرا إلى أن قيادة الحزب ستدرس كيفية الرد.
ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كثف الجيش الإسرائيلي هجماته على لبنان في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، مع تسريبات إعلامية عن خطط لشن هجوم جديد على البلد العربي.
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار، عدوانا بدأته إسرائيل على لبنان في أكتوبر 2023، وتحول في سبتمبر/ أيلول 2024 إلى حرب شاملة، وأسفر عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفا آخرين.
وخلال هذه الحرب، احتلت إسرائيل 5 تلال لبنانية في الجنوب، ونص الاتفاق على أن تنسحب منها بعد مرور 60 يوما إلا أنها تنصلت من التزاماتها، فيما تواصل إضافة لذلك احتلال مناطق لبنانية أخرى منذ عقود.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
