عامان من الإبادة.. قتل ونزوح وإجهاض كوابيس النساء في غزة (تقرير)
- الجيش الإسرائيلي قتل نحو 12 ألفا و500 فلسطينية بغزة منذ أكتوبر 2023

Rabat
غزة / محمد ماجد / الأناضول
- الجيش الإسرائيلي قتل نحو 12 ألفا و500 فلسطينية بغزة منذ أكتوبر 2023- 12 ألف حالة إجهاض والنساء بغزة تضطر إلى الولادة في ظروف قاسية
- إسرائيل انتهكت خصوصية النساء إذ أصبحت الدورة الشهرية كابوسا لـ 700 ألف امرأة
- الفلسطينيات محرومات منذ عامين من برامج الفحص المبكر والعلاج لسرطان الثدي
على مدار عامين من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، لم تسلم النساء من فصولها الدامية، فقد قتل آلاف منهن، وأصيبت أخريات، وفقدن أحبة، وعشن النزوح والجوع والحرمان.
ومنذ بدء الإبادة، قتل الجيش الإسرائيلي نحو 12 ألفا و500 امرأة فلسطينية، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فيما تعيش عشرات آلاف الناجيات في ظروف إنسانية قاسية داخل مخيمات نزوح في أنحاء القطاع المحاصر.
** نزوح قاس
مع تواصل القصف الإسرائيلي واتساع رقعة الدمار، اضطرت آلاف النساء إلى النزوح والعيش في خيام أقيمت على ركام منازل، أو في ساحات المدارس والمستشفيات، أو على جوانب الطرق.
تحولت هذه الخيام إلى مأوى هش يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة والخصوصية، حيث تواجه النساء الفلسطينيات البرد القارس شتاء، والحر الشديد صيفا، وسط غياب شبه تام للخدمات الصحية والمياه النظيفة.
ومع مرور الوقت، لم تعد هذه الخيام مجرد مأوى مؤقت، بل صارت عنوانا لمعاناة متواصلة تحت القصف الإسرائيلي والتجويع الممنهج، وغياب الأمان ونقص الغذاء والدواء، جراء الحصار المطبق الذي تفرضه تل أبيب.
** 12 ألف حالة إجهاض
وإلى جانب ظروف النزوح القاسية، تتضاعف معاناة الحوامل مع انهيار النظام الصحي الذي دمرته حرب الإبادة الإسرائيلية.
فغياب الرعاية الطبية ونقص الأدوية والمستلزمات أديا إلى أكثر من 12 ألف حالة إجهاض منذ بدء الإبادة، وفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وتضطر كثير من النساء بغزة إلى الولادة في ظروف قاسية، دون وجود طواقم طبية كافية أو أدوات تعقيم، ما يهدد حياة الأمهات والمواليد على حد سواء.
ولم تتوقف المأساة عند النزوح أو المرض، إذ فقدت آلاف النساء أزواجهن قتلا أو اعتقالا من قبل الجيش الإسرائيلي، ليجدن أنفسهن في مواجهة مسؤوليات إعالة أسرهن، في ظل غياب العمل وانهيار الاقتصاد.
وتشير بيانات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إلى وجود 21 ألفا و193 أرملة بغزة، كثيرات منهن يعلن أطفالا يعانون من سوء التغذية والمرض، في وقت يصعب فيه تأمين الحد الأدنى من الغذاء أو الدواء.
ووفق المكتب ذاته، تقتل إسرائيل يوميا نحو 14 امرأة، وتحول كل يوم 29 سيدة متزوجة إلى أرملة، وتتسبب بإجهاض 16 سيدة حامل في المتوسط، ما يعكس حجم الكارثة التي تصيب النساء بشكل يومي في غزة.
كما شملت معاناة النساء في ظل الحرب الإسرائيلية الحرمان من أبسط احتياجات الحياة اليومية الضرورية.
ومع ارتفاع الأسعار وانعدام الإمدادات، تعاني كثير من النساء مما يعرف بـ"فقر الحيض"، إذ يستخدمن الملابس البالية أو قطع القماش للتعامل مع الدورة الشهرية بعد نفاد الفوط الصحية من الأسواق، وإن وجدت فأسعارها مرتفعة.
ويبلغ سعر 6 فوط صحية نحو 25 شيكلا (7.6 دولارات) بعد أن كان لا يتجاوز 2 شيكل (0.6 دولار) قبل الإبادة الإسرائيلية، وفق شهادات ميدانية، ما يزيد من معاناة النساء ويعرضهن لمضاعفات صحية خطيرة بسبب غياب النظافة والتعقيم.
وفي مايو/ أيار الماضي، قال صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) إن الحرب الإسرائيلية في غزة جلبت للنساء والفتيات "رعبا شهريا إضافيا"، إذ أصبح الحيض كابوسا لنحو 700 ألف امرأة وفتاة في ظل غياب الفوط الصحية والمياه والمراحيض والملابس النظيفة، وانعدام الخصوصية في أماكن النزوح.
وأوضح الصندوق أن غزة تحتاج شهريا إلى نحو 10.3 ملايين فوطة صحية لتغطية احتياجات النساء، لكن مع استمرار الحصار الإسرائيلي الشامل، أوشكت مستلزمات النظافة الشخصية على النفاد، ما يفاقم الأزمة الصحية والإنسانية في القطاع.
وأشار إلى أن أسعار الفوط الصحية ارتفعت إلى نحو خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب الإسرائيلية، لتصبح بعيدة عن متناول معظم الأسر، في حين لم تتضمن المساعدات القليلة التي سمح بدخولها مؤخرا إلى القطاع أي مستلزمات خاصة بالنظافة الشخصية أو الدورة الشهرية.
** مجاعة جماعية
وتحت هذه الظروف المأساوية، قالت الأمم المتحدة خلال الأشهر الماضية إن النساء والفتيات في قطاع غزة يواجهن "معاناة مهينة" نتيجة النزوح القسري والحرب.
وفي 8 أغسطس/ آب الماضي، ذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن مليون امرأة وفتاة في غزة يواجهن "مجاعة جماعية".
وأضافت الوكالة في تدوينة عبر منصة شركة "إكس" الأمريكية أن "النساء والفتيات في غزة يضطررن إلى تبني استراتيجيات بقاء متزايدة الخطورة، مثل الخروج للبحث عن الطعام والماء رغم خطر القتل أو الإصابة"، مشيرة إلى أنهن يلجأن إلى "أساليب بقاء محفوفة بالمخاطر لإنقاذ أسرهن".
** حرمان من العلاج
ومطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قالت وزارة الصحة بغزة إن الفلسطينيات محرومات منذ عامين من برامج الفحص المبكر والتشخيص والعلاج لسرطان الثدي، بسبب الحصار وحرب الإبادة الإسرائيلية.
وأوضحت الوزارة، في بيان وصل الأناضول، أن "تدمير الاحتلال (الإسرائيلي) مراكز الرعاية الأولية وأقسام الفحص والتصوير التشخيصي حرم النساء من الاستفادة من هذه البرامج".
وأشارت إلى أن المصابات اللواتي جرى تشخيصهن قبل حرب الإبادة الإسرائيلية وأثناءها لا تتوفر لهن مقومات العلاج التخصصي أو المتابعة الطبية.
وسبق أن أكد مسؤولون في وزارة الصحة بغزة إضافة إلى تقارير حكومية وحقوقية، أن كافة المستشفيات والمرافق الصحية التي ما زالت تعمل في القطاع، تقدم خدمات "جزئية" للفلسطينيين بعد خروج أقسام منها عن الخدمة، إثر تعرضها للاستهداف الإسرائيلي بالقصف والتدمير ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الصحية والأجهزة.
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار الماضي المعابر المؤدية إلى غزة مانعة دخول أي مواد غذائية أو مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وأحيانا تسمح إسرائيل بدخول مساعدات قليلة جدا لا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و173 قتيلا و169 ألفا و780 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.