إسرائيل تغلق قرى فلسطينية بالضفة إثر إطلاق نار تبين أنه نشاط صيد
غرب مدينة رام الله
Ramallah
أيسر العيس ـ زين خليل / الأناضول
أغلق الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، مداخل قرى فلسطينية غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، قبل إعادة فتحها لاحقا، بحجة إطلاق نار على حاجز عسكري في تلك المنطقة، قبل اتضاح أن الأمر عبارة عن نشاط صيد عادي وليس هجوما.
وأفادت مصادر محلية لمراسل الأناضول، بأن الجيش الإسرائيلي أغلق لعدة ساعات صباح اليوم، مداخل قرى نعلين وبلعين وخربثا بني حارث غرب مدينة رام الله، عبر إغلاق البوابات الحديدية المنصوبة عليها، ومنع الدخول إليها أو الخروج منها، قبل إعادة فتحها لاحقا.
وذكرت المصادر أن الإجراءات الإسرائيلية أعقبت أنباء متداولة عن إطلاق نار على حاجز معبر نعلين العسكري الإسرائيلي.
وأوضحت أن الإغلاق تسبب في منع تنقل سكان 13 قرية فلسطينية في تلك المنطقة من وإلى مدينة رام الله.
وبعد ساعات من الإغلاق، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتقال فلسطيني بزعم إطلاق النار على الحاجز، بعد مداهمة منزل في قرية صفّا غرب رام الله.
وقال الجيش، في بيان، إن قواته "ألقت القبض في قرية صفا على الفلسطيني الذي نفّذ في وقت سابق اليوم إطلاق نار لأغراض الصيد قرب السياج الأمني بمحاذاة حاجز حشمونائيم".
وأضاف أنه "تم توقيف المشتبه به عقب عملية رصد سريعة وتوجيه دقيق للقوات إلى مكان تواجده، حيث عثرت القوات على السلاح الذي استخدمه وقامت بمصادرته، وتم تحويل المشتبه به لاستكمال الإجراءات لدى شرطة إسرائيل".
وكان الجيش قال في بيان سابق: "نفذ مخرب عملية إطلاق نار قرب السياج الأمني قرب حاجز حشمونائيم ولاذ بالفرار، دون وقوع إصابات"، وفق تعبيره.
وأضاف: "هرعت قوات كبيرة إلى المنطقة وبدأت عمليات تمشيط بحثا عن المخرب، وفرضت طوقا على عدد من القرى في المنطقة"، قبل أن تنقل وسائل إعلام عبرية بينها صحيفة "يديعوت أحرونوت" والقناة "13" عن الجيش الإسرائيلي قوله إن إطلاق النار لم يكن هجوما، وإنما لأغراض الصيد.
ويتزامن ذلك مع مواصلة الجيش الإسرائيلي لليوم الثاني عدوانا واسعا على بلدة قباطية جنوب جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وفق مصادر محلية للأناضول.
وبحسب المصادر، دفع الجيش الإسرائيلي صباح السبت، بتعزيزات عسكرية جديدة للبلدة، وانتشرت آلياته في أحيائها، وأغلقت جرافات شوارع رئيسية مؤدية إليها بسواتر ترابية.
وبينت أن الجيش الإسرائيلي واصل فرض حظر تجوال على البلدة، واقتحم عددا كبيرا من المنازل ودمر محتوياتها، عدا عن تجريف شوارع وتخريب بنية تحتية.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال حولت منزل أحمد أبو الرُب منفذ عملية بيسان والعفولة، أمس الجمعة، إلى ثكنة عسكرية، واقتادت إليه عدة شبان ونكّلت بهم.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي اعتقل عدة فلسطينيين في قباطية، عرف منهم أحمد حسن نزال، وياسر خزيمية وفراس طالب ونِجي نزال وجعفر شبوط.
وتندرج هذه العملية ضمن سياسة العقاب الجماعي التي يعتمدها الجيش الإسرائيلي بحق البلدات الفلسطينية التي ينفذ مواطنون منها عمليات، وهي سياسة محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي، وتُعد جريمة حرب وفقا لاتفاقيات جنيف.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية الجمعة، بأن العملية جاءت عقب "تعليمات صدرت للجيش بالاستعداد لتوسيع نشاطه العسكري في قباطية"، في إطار "رسالة سياسية وأمنية تهدف إلى تحميل البيئة المحيطة بمنفذ الهجوم مسؤولية غير مباشرة، وردع عمليات مماثلة مستقبلا".
ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 21 يناير/ كانون الثاني 2025 عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية، بدأها في مخيم جنين ثم وسعها إلى مخيمي نور شمس وطولكرم.
ومنذ ذلك الحين، يفرض الجيش حصارا مشددا على المخيمات الثلاثة، ويواصل تدمير البنية التحتية ومنازل ومتاجر المواطنين، ما أدى إلى نزوح نحو 50 ألف فلسطيني، وفق معطيات رسمية.
وتكثف إسرائيل، بالتزامن، سياساتها الرامية إلى ضم الضفة الغربية، عبر هدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم وتوسيع الاستيطان، بحسب السلطات الفلسطينية، وهو ما من شأنه تقويض حل الدولتين المنصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة.
