الدول العربية, فلسطين

جيش إسرائيل يشن "عملية عقابية جماعية" ضد قباطية شمالي الضفة

مدعيا أن منفذ عملية دهس وطعن في شمال إسرائيل ينتمي إليها

Said Amori, Aysar Alais  | 26.12.2025 - محدث : 26.12.2025
جيش إسرائيل يشن "عملية عقابية جماعية" ضد قباطية شمالي الضفة

Quds

القدس، رام الله / الأناضول

شرع الجيش الإسرائيلي، الجمعة، في تنفيذ عملية عسكرية واسعة ببلدة قباطية شمالي الضفة الغربية المحتلة، مدعيا أن منفذ حادثة الدهس والطعن التي وقعت في مدينة بيسان شمالي إسرائيل في وقت سابق اليوم، ينحدر من البلدة.

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه بدأ عملية عسكرية في منطقة قباطية لإحباط ما وصفه بأنه "إرهاب"، على حد زعمه.

وأشار إلى أن عساكره "يقومون حاليا بتنفيذ تفتيش عملي دقيق في منزل الشخص الذي نفذ الهجوم (في بيسان) بوقت سابق اليوم".

وتندرج هذه العملية ضمن سياسة العقاب الجماعي التي يعتمدها الجيش الإسرائيلي بحق البلدات الفلسطينية التي ينفذ مواطنون منها عمليات، وهي سياسة محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي، وتُعد جريمة حرب وفقا لاتفاقيات جنيف.

وفي السياق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأن العملية جاءت عقب "تعليمات صدرت للجيش بالاستعداد لتوسيع نشاطه العسكري في قباطية"، في إطار "رسالة سياسية وأمنية تهدف إلى تحميل البيئة المحيطة بمنفذ الهجوم مسؤولية غير مباشرة، وردع عمليات مماثلة مستقبلا".

وأضافت الهيئة أن الجيش نفذ انتشارا واسعا داخل البلدة ومحيطها، شمل فرض إغلاقات مؤقتة، ونقاط تفتيش، ومداهمات لعدد من المنازل.

وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية تعتزم فرض طوق أمني متحرك على قباطية لعدة أيام، يتضمن تشديد القيود على حركة الدخول والخروج.

من جهتها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة إن قوات الجيش اقتحمت منزل عائلة منفذ العملية، الذي عرّفته باسم أحمد أبو الرُّب (37 عاما)، واعتقلت والده يونس أبو الرُّب.

كما لفت موقع واللا العبري، نقلا عن مصدر عسكري إسرائيلي لم يسمه، إلى أن قوات هندسية بدأت مسح "منزل المنفذ" تمهيدا لهدمه، في إطار سياسة العقاب الجماعي.

وبحسب الموقع ذاته، شرعت القوات الإسرائيلية أيضا في التحقيق مع أفراد من عائلة المنفذ عقب اقتحام منزلهم في البلدة.

ويحظر القانون الإنساني الدولي بشكل صريح تدابير العقاب الجماعي بحق السكان المدنيين على جرائم لم يرتكبوها، بما في ذلك المادة 33 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تنص على "حظر العقوبات الجماعية، واعتبارها ضمن جرائم حرب".

من جانبها، أفادت مصادر محلية في قباطية للأناضول، بأن نحو 44 آلية عسكرية وعدة جرافات اقتحمت البلدة مع فرض حظر تجوال فيها، وانتشار الجنود في شوارعها، فيما اعتلى قناصة أسطح عدد من المباني.

وبينت المصادر أن القوات الإسرائيلية أغلقت طرقا رئيسية تؤدي إلى البلدة.

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي اقتحم منزل عائلة منفذ العملية واعتقل والده وشقيقه، فيما فتحت مروحية عسكرية نيران رشاشاتها في مناطق مفتوحة بالبلدة.

وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي عزمه تنفيذ عملية عسكرية في قباطية، بزعم أن منفذ حادثة الدهس والطعن التي أسفرت عن مقتل إسرائيليين اثنين وإصابة اثنين آخرين ينتمي إلى البلدة.

وقال الجيش، في بيان، إن التحقيق الأولي أظهر أن منفذ العملية "مقيم غير نظامي تسلل إلى داخل إسرائيل قبل عدة أيام"، فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن الهجوم وقع في منطقتي بيت شان والعفولة.

وعقب العملية، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تعليماته للجيش "بالتحرك بقوة وفورا ضد قباطية"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 21 يناير/ كانون الثاني 2025 عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة الغربية، بدأها في مخيم جنين ثم وسعها إلى مخيمي نور شمس وطولكرم.

ومنذ ذلك الحين، يفرض الجيش حصارا مشددا على المخيمات الثلاثة، ويواصل تدمير البنية التحتية ومنازل ومتاجر المواطنين، ما أدى إلى نزوح نحو 50 ألف فلسطيني، وفق معطيات رسمية.

وتكثف إسرائيل، بالتزامن، سياساتها الرامية إلى ضم الضفة الغربية، عبر هدم منازل الفلسطينيين وتهجيرهم وتوسيع الاستيطان، بحسب السلطات الفلسطينية، وهو ما من شأنه تقويض حل الدولتين المنصوص عليه في قرارات الأمم المتحدة.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.