بمحطات عائمة.. الطاقة التركية تسهم في تنمية إفريقيا (تقرير)
في وقت تتزايد فيه الحاجة العالمية إلى مصادر طاقة مستدامة وموثوقة، تبرز تركيا كشريك فاعل في دعم التنمية بقارة إفريقيا من خلال حلول عملية ومبتكرة.
Istanbul
إسطنبول/ فردوس يوكسل – خندان قازانجي/ الأناضول
** المسؤولة في شركة "كار باور شيب" زينب يلماز للأناضول:- "كارباور شيب" توفر الكهرباء لثماني دول إفريقية ونتلقى طلبات جديدة
- "نستطيع تلبية احتياجات الطاقة في أي دولة خلال أسبوع أو أسبوعين فقط من بدء التشغيل
- أنشطتنا لا تقتصر على الطاقة ونهتم بالتنمية المجتمعية ونقدم منحا دراسية للفتيات في إفريقيا
- بالنسبة لنا دعم تعليم الفتيات لا يقل أهمية عن توفير الكهرباء
في وقت تتزايد فيه الحاجة العالمية إلى مصادر طاقة مستدامة وموثوقة، تبرز تركيا كشريك فاعل في دعم التنمية بقارة إفريقيا من خلال حلول عملية ومبتكرة.
ومن بين أبرز النماذج التي تجسد هذا الدور التركي مشروع محطات الطاقة العائمة "باور شيب" الذي يزوّد ثماني دول إفريقية بالكهرباء بأسعار مناسبة، مما يعزز الاقتصادات المحلية ويرسخ حضور تركيا في القارة كقوة تنموية ناعمة.
وقالت زينب يلماز، رئيسة مجموعة العمليات التجارية في شركة "كار باور شيب" التابعة لمجموعة قره دنيز التركية القابضة، إن الشركة تسهم في دعم اقتصادات الدول الإفريقية من خلال تزويدها بالكهرباء بأسعار مناسبة ودون الحاجة إلى تمويل إضافي، مشيرة إلى أن الطلب على التعاون مع تركيا في مجال الطاقة يتزايد باستمرار من مختلف دول القارة.
وفي حديثها للأناضول على هامش منتدى الأعمال والاقتصاد التركي الإفريقي، الذي عُقد في إسطنبول في 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تحت شعار "تعزيز العلاقات التركية الإفريقية من أجل مكاسب مشتركة"، أوضحت يلماز أن الشركة توفر الكهرباء لثماني دول إفريقية عبر محطات طاقة عائمة تعرف باسم "باور شيب".
وأضافت: "نستطيع تلبية احتياجات الطاقة في أي دولة خلال أسبوع أو أسبوعين فقط من بدء التشغيل، ولدينا القدرة على تشغيل محطاتنا بسرعة كبيرة بفضل خبراتنا التقنية".
وذكرت أن الشركة تنشط حاليًا في 18 دولة في أمريكا اللاتينية وآسيا والشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الشركة بدأت العمل الشهر الماضي في العراق.
ولفتت إلى أن الطلب العالمي على الكهرباء يتضاعف بوتيرة متسارعة بسبب الاستخدام المتزايد لمراكز البيانات والذكاء الاصطناعي، والأجهزة التكنولوجية.
**نموذج تركي مبتكر لدعم اقتصادات إفريقيا
وأشارت يلماز إلى أن الزيادة المتسارعة في الطلب العالمي على الكهرباء تفوق قدرات الإنتاج الحالية، وأن الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة لا يكفي وحده لتلبية احتياجات الاقتصادات المتنامية.
وأضافت: "نقوم بإنتاج الطاقة، باستخدام الوقود السائل في الأسبوعين الأولين، ثم نتحول إلى الغاز الطبيعي، وفي غضون سنتين أو ثلاثة يمكن أن نستخدم مصادر الطاقة المتجددة لضمان مزيج طاقي متنوع ومتوازن".
وأوضحت أن الشركة تمتلك استثمارات تفوق 2000 ميغاواط في ثماني دول إفريقية، وتواصل تلقي طلبات جديدة من دول أخرى في القارة.
ولفتت يلماز إلى أن انبعاثات الكربون في كل الدول الإفريقية الـ54 لا تتجاوز 3.5 بالمئة من الإجمالي العالمي، وأن القسم الأكبر من هذه الانبعاثات يأتي من دول صناعية كبرى مثل الولايات المتحدة والصين.
وتابعت: "رغم ذلك واجهت القارة لسنوات طويلة صعوبات في الحصول على التمويل لأي مشروعات غير مشروعات الطاقة غير المتجددة".
وأشارت إلى أن ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في إنتاج الطاقة عقب الحرب الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا، وانخفاض الموارد الكهرومائية بسبب تغير المناخ صعبت هذا الوضع أكثر.
وأكدت يلماز أن "كار باور شيب" تقدم نموذجًا مبتكرًا للاستجابة لهذه التحديات.
وزادت: "نقول للدول الإفريقية إننا سنوفر كهرباء موثوقة وبأسعار مناسبة خلال أقل من شهر، ومن دون الحاجة لأي تمويل مسبق. وهذا يسهم في إنعاش اقتصاداتهم بسرعة".
** قوة ناعمة لتركيا في إفريقيا
ووصفت زينب يلماز مشروع "باور شيب" بأنه إحدى أبرز أدوات القوة الناعمة لتركيا في إفريقيا، مؤكدة أن الشركة تسهم في تعزيز صورة تركيا الإيجابية من خلال مشاريعها التنموية والإنسانية.
وتابعت: "المهندسون الأتراك، والصناعة التركية ونظام التمويل التركي، جميعها تقف وراء هذا المشروع. نرفع علم تركيا على سفننا ونفخر بأننا نوفر الكهرباء لأكثر من نصف السكان في بعض الدول الإفريقية، وبأن اقتصاد هذه الدول يعتمد على الكهرباء التي توفرها شركة تركية".
وأشارت إلى أن أنشطة الشركة لا تقتصر على تزويد الدول بالطاقة فحسب، بل تولي اهتمامًا بالتنمية المجتمعية في الدول الإفريقية.
وذكرت أن الشركة تقدم منحا دراسية للفتيات في الدول الإفريقية، وموّلت حتى الآن تعليم أكثر من 3 آلاف فتاة إفريقية في إطار برنامج منح دراسية أطلقت عليه "Girl Power" (قوة الفتاة).
وختمت يلماز بالقول: "بالنسبة لنا، دعم تعليم الفتيات لا يقل أهمية عن توفير الكهرباء. فهما معًا يمثلان الطاقة الحقيقية لمستقبل إفريقيا".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
