الدول العربية, التقارير, المغرب

حرائق الواحات بالمغرب.. تهديد للطبيعة وخسائر مادية (تقرير)

شهدت الأسابيع الماضية حرائق طالت واحات بالمغرب مما يشكل تهديدا لمناطق تشكل رئة المناطق الصحراوية

Khalid Mejdoub  | 19.06.2025 - محدث : 19.06.2025
حرائق الواحات بالمغرب.. تهديد للطبيعة وخسائر مادية (تقرير) صورة تعبيرية

Rabat

الرباط / الأناضول

- شهدت الأسابيع الماضية حرائق طالت واحات بالمغرب مما يشكل تهديدا لمناطق تشكل رئة المناطق الصحراوية
ـ الباحث شكيل عالم: إهمال الواحات أحد أبرز أسباب الحرائق ويجب اعتماد الوقاية إضافة إلى التقنيات الحديثة لتجنب الحرائق
- البرلمانية نادية بوعيدا: تكرار حرائق الواحات أصبح يشكل تهديدا حقيقيا للبيئة والاقتصاد المحلي

ازدادت المطالبات بالمغرب باعتماد استراتيجية للوقاية من حرائق الواحات، خاصة بعد تسجيل عدة حرائق جنوب شرق البلاد خلال الأسابيع القليلة الماضية.

ويدق ناشطون وفلاحون ناقوس الخطر بسبب تكرار اندلاع الحرائق بالواحات، بالنظر إلى تعدد الأسباب مثل ارتفاع الحرارة والتقلبات المناخية.

** حرائق الواحات

في الآونة الأخيرة، تعرضت بعض واحات النخيل بالمغرب لحرائق جراء تغير المناخ، ما حدا بمختصين بيئيين للدعوة إلى تفعيل النشاط الزراعي والسكاني لتفادي الآثار المدمرة للجفاف على الواحات التي تبلغ نحو 15 بالمئة من مساحة البلاد، وفق تقديرات غير رسمية.

واندلع آخر تلك الحرائق في 3 يونيو/حزيران في واحة "أكادير الهنا" بإقليم طاطا جنوب شرق المغرب، ما أدى إلى تضرر وإتلاف هكتارات من الأراضي المزروعة بالأشجار، فيما ساهمت الرياح القوية بامتداد النيران إلى مساحات واسعة.

كما شهدت بعض الواحات حرائق خلال مايو/أيار، مثل واحة أكلز الواقعة بإقليم تزنيت (وسط)، وواحة فم الحصن بإقليم طاطا (جنوب شرق) وواحة الدويرة إقليم الرشيدية (جنوب شرق)، وواحة تاغجيجت بإقليم كلميم (جنوب) مخلفة خسائر جسيمة في أشجار النخيل وممتلكات الفلاحين، وسط تخوفات من استفحال الظاهرة.

الباحث الأكاديمي المغربي المتخصص في البيئة والتغيرات المناخية شكيل عالم قال إن هجرة كثير من سكان الواحات أثر علي هذه المناطق تأثيرا سلبيا.

وفي تصريح للأناضول، اعتبر عالم أن "مكوث السكان بالواحة في أوقات سابقة، كان يساهم في تنقيتها من الجريد اليابس، مما كان يجعل إمكانية اندلاع الحرائق ضئيلة جدا".

وانتقد الباحث إهمال الواحات القديمة في حين تم تشييد مناطق لغرس نخيل جديدة وإعطائها اهتمام أكثر، معتبرا أن "إهمال الواحات القديمة جعل مسألة اندلاع الحرائق قائمة".

ودعا إلى الاهتمام بالواحات القديمة، من أجل الحفاظ على بقائها، معتبرا أن حرائق الواحات ليست ظاهرة طبيعية بل لها أسباب أخرى.

وأكد الباحث المغربي ضرورة اعتماد التكنولوجية الحديثة وطائرات الكنادير (طائرات مخصصة في إطفاء الحرائق) في إطفاء حرائق الواحات.

واستدرك قائلا: "رغم ذلك، يجب اعتماد الوقاية بالواحات من أجل تجنب الحرائق".

وأوضح أن الوقاية تشمل توعية المواطنين القاطنين بالواحات بخطورة الحرائق، بالإضافة إلى تنقية الواحات لأن ذلك يساهم في إعادة إحيائها.

** تهديد حقيقي للبيئة والاقتصاد

البرلمانية عن الكتلة النيابية لحزب "التجمع الوطني للأحرار" نادية بوعيدا، حذّرت من الحرائق المتكررة التي يشهدها جنوب شرق للبلاد، ووجهت رسالة إلى وزير الفلاحة المغربي أحمد البواري، مايو الماضي، طالبت فيها بفتح تحقيق معمق حول هذه الحرائق.

وأعربت بوعيدا عن "قلقها إزاء هذه الحرائق التي أتت على مساحات شاسعة من الأشجار والنباتات، بواحة تاغجيجت وتسببت في أضرار فادحة للسكان المحليين، وهددت الثروة الغابية والإنتاج الفلاحي".

وأكدت أن تكرار هذه الحرائق أصبح يشكل تهديدا حقيقيا للبيئة والاقتصاد المحلي، "مما يستدعي اتخاذ تدابير فعالة ومستدامة للحد من هذه الظاهرة".

ووفق تقرير للمعهد المغربي لتحليل السياسات (غير حكومي)، فإن "الواحات تغطي 15 بالمئة من مجموع مساحة البلاد، ويقدر عدد سكانها بنحو مليوني نسمة"، أي ما يعادل 5 بالمئة من مجموع سكان البلاد.

وفي 16 مايو الماضي أعلنت السلطات تخصيص نحو 17 مليون دولار لتعزيز جهود مكافحة حرائق الغابات خلال صيف 2025.

وأوضح مدير عام وكالة الوطنية للمياه والغابات عبد الرحيم هومي، في بيان سابق، أن عدد حرائق الغابات المسجلة خلال عام 2024 بلغ 382 حريقا، مسجلا تراجعا بنسبة 82 بالمئة مقارنة بعام 2023.

والتهمت الحرائق العام الماضي حوالي 874 هكتارا، وتشكل الأعشاب الثانوية والنباتات الموسمية نحو 45 بالمئة من المساحات المتضررة، وفق ذات المصدر.

وتغطي الغابات نحو 12 بالمئة من مساحة البلاد، وتتعرض سنويا لحرائق تتفاوت في شدتها حسب الظروف المناخية والسلوك البشري.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.