الدول العربية, التقارير, قطر

جامع المدينة التعليمية بقطر.. تحفة معمارية تزدان بالأصالة والحداثة (تقرير)

لوحة معمارية رائعة، أنشأتها قطر من خلال "جامع المدينة التعليمية" بالعاصمة الدوحة، منذ عقد من الزمن عبر تصميمات غير تقليدية للمساجد، تتزين بمنارتين قل نظيرهما بالمنطقة العربية.

İbrahim Khazen  | 01.05.2025 - محدث : 01.05.2025
جامع المدينة التعليمية بقطر.. تحفة معمارية تزدان بالأصالة والحداثة (تقرير)

Ad Dawhah

إبراهيم الخازن/ اللأناضول

- منذ عقد من الزمن تشهد الدوحة تصميمات غير تقليدية للمساجد
- أقيم الجامع وسط المدينة التعليمية على خمسة أعمدة كبيرة ترمز لأركان الإسلام
- تضم حديقة الجامع نباتات ورد ذكرها في القرآن
- تعد منارتا الجامع من أطول المنارات في المنطقة إذ يصل طول كلّ واحدة منهما إلى نحو 90 متراً

لوحة معمارية رائعة، أنشأتها قطر من خلال "جامع المدينة التعليمية" بالعاصمة الدوحة، منذ عقد من الزمن عبر تصميمات غير تقليدية للمساجد، تتزين بمنارتين قل نظيرهما بالمنطقة العربية.

بين أجواء ذلك الإبداع المعماري الإسلامي، يقف هذا الصرح بحسب مشاهدات للأناضول، وسط المدنية التعليمية الأبرز بالبلاد كمحط زيارات من السياح والزائرين من المواطنين والمقيمين يحمل مكانة لافتة بقطر.

وتحتضن المدينة التعليمية التي يتواجد الجامع بداخلها منذ 2015، بحسب وسائل إعلام قطرية عدداً من فروع جامعات عالمية مختلفة، من قبيل "جورج تاون" الأمريكية، ويمثل الجامع جزءاً من كلية الدراسات الإسلامية التابعة لجامعة حمد بن خليفة القطرية.

ونالت كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة التي تحتضن الجامع، جائزة الفن المعماري الأمريكية، لفئات المباني التعليمية والفن المعماري الثقافي والمؤسسي عام 2017.

الجامع الذي يشتهر باسم "ذو المنارتين" يجسد معلما بارزا من معالم الهندسة المعمارية في المنطقة العربية، فهو مستوحى من الثقافتين العربية والإسلامية، ممزوجتان بإطار عصري جديد في لوحة فنية مدهشة.

ويتميز الجامع بمنارتيه (مئذنتيه) المزيّنتين بخط عربي كتب باللون الأسود على خلفية بيضاء، صنعت منهما صورة جمالية ومعمارية أنيقة.

وصمم المآذن المهندس المعماري، الخطاط العراقي طه الهيتي، وتتميز بالخط العربي الذي يمتد رأسيا إلى الأعلى لجذب أنظار الزوار إلى السماء.

** خمسة أعمدة

وأقيم الجامع على خمسة أعمدة كبيرة تمثل أركان الإسلام الخمسة، (الشهادتان والصلاة والصوم والزكاة والحج) التي كتبت واضحة وبالخط العربي.

وبحسب الإعلام القطري، كتب على العمود الأوّل آية "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً"، وعلى الثاني "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً".

أما العمود الثالث فكتب عليه "فاعلم أنّه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات"، وعلى الرابع "يا أيّها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتّقون"، فيما كتب على الخامس "خذ من أموالهم صدقة تطهّرهم وتزكيهم بها، وصلّ عليهم إنّ صلاتك سكن لهم والله سميعٌ عليم".

كما زُيّن المحراب بحروف من ذهب خُطَّت بها آية "فَوَلِّ وجهك شطر المسجد الحرام، وحيث ما كنتم فولّوا وجوهكم شطره".

وبحسب معلومات الإعلام القطري، تعد منارتا الجامع من أطول المنارات في المنطقة، إذ يصل طول كلّ واحدة منهما إلى نحو 90 متراً، وهما تشيران إلى اتّجاه الكعبة، قبلة المسلمين.

ويتّسع الجامع داخليا لـ1800 مُصلّ يقسمون إلى 1500 في الطبقة الأولى للرجال و300 في الطبقة الثانية للنساء، ويُضاف إلى هؤلاء 1800 مُصلّ آخر في الساحة الخارجيّة للمبنى.

ويضم الجامع حديقة القرآن النباتية، التي تحتوي على نباتات ورد ذكرها في القرآن الكريم، بالإضافة إلى نباتات محلية في قطر، كما تكتنفه من كل الجوانب، أشجار الزيتون الكثيفة التي ترمز للسلام.

كما يتميز بأربعة ينابيع للمياه متدفقة من الحدائق المحيطة، تمثّل أنهار الماء واللبن والخمر والعسل، المذكورة في القرآن، والتي وعد الله بها أهل الجنة.

وصمم الجامع المهندسان المعماريان علي مانجيرا، وأدا يفارس برافو

وقال مانجيرا الذي ينحدر من خلفية إسلامية في تصريحات سابقة أوردها إعلام قطري، إن "هذا العمل لا يشبه أيّ مشروع آخر شاركنا فيه حتى الآن".

وتابع: "أحد الأشياء التي أردنا القيام بها هو إنشاء مبنى معاصر تعكس هويته الإسلام وتتوافق مع الحداثة، لكنّنا أردنا كذلك التأكد من أنّنا نجذب الأشخاص أصحاب النظرة التقليدية".

وأضاف: "الطريقة التي بدأنا بها ذلك هي استخدام الخط الإسلامي وآيات مختلفة من القرآن الكريم، وإبرازها في نسيج المبنى والهدف من ذلك هو تمكين الأفراد من ربط الحداثة بالآيات والعمارة، وإظهاره مبنى معاصراً، لكنّه يحمل رسالة من صميم التقاليد الإسلامية".

وأردف أن جامع المدينة التعليمية "مبنى حديث مبنيّ على مبادئ راسخة: مكان للتعلّم والصلاة، ومكان للكليات حيث يمكن للأفراد دراسة الإسلام".

وتابع مانجيرا: "كذلك خصّصنا مساحة للتعلّم، ووضعنا المسجد في جهة والفناء في المنتصف. وهذا هو التصميم الأساسي نفسه لهذا المبنى التاريخي، لكنّني أشعر بأنّ تسلسل المساحات تجعله معاصراً".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın