كاتبة مصرية: أردوغان قادر على حل المشكلة الكردية
الصحفية والمؤرخة المصرية من أصل كردي درية عوني أعربت عن سعادتها بمواقف أردوغان المختلفة تجاه القضايا العربية والإسلامية

كوثر الخولي
القاهرة - الأناضول
أكدت الصحفية والمؤرخة المصرية من أصل كردي، درية عوني، على قناعتها أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان "قادر على حل المشكلة الكردية بشكل جذري".
وفي مقابلة خاصة لوكالة الأناضول للأنباء، أعربت عوني عن شعورها بـ"السعادة" لمواقف أردوغان تجاه القضايا العربية والإسلامية، متمنية "أن تحل مشاكل الأكراد في عهد أردوغان الذي يقدره الجميع".
وتبدي عوني استعدادها للتعاون مع حكومة أردوغان في حل المشكلة الكردية، واصفة خطواته في هذا السياق بـ"المطمئنة".
وتستشهد بعدة خطوات اتخذها أردوغان مثل "تدريس اللغة الكردية في المدارس، وإعلان القيادة التركية فتح حوار مجتمعي من أجل حل مشاكل الأكراد في تركيا"، داعية السلطات إلى "توجيه مزيد من التطمينات وتقديم الضمانات الكافية لحل المشكلة".
وتقول مؤلفة كتاب "الأكراد من أتاتورك إلى أوجلان" إن "كل كردي يتمنى أن يعود مواطنًا له حقوقه كسائر المواطنين على أرض تركيا"، متمنية أن تكرم تركيا والدها المؤرخ المصري من أصل كردي "محمد علي عوني" والمولود في تركيا في العام 1897، وأن يحضر الاحتفال أتراك وأكراد.
ورغم مرور 60 عاماً على وفاة أبيها، لم تنس ابنته الصحفية والمؤرخة "درية عوني" ذكراه، بل تعمل جاهدة على توثيق وترجمة أعماله، حالمة بأن يلقى أبوها التكريم الذي يليق به من تركيا، وأن تترجم كتاباته للغة التركية واصفة نفسها بـ"العاشقة لتركيا".
في منزلها بحي الزمالك، أحد الأحياء الراقية في غرب مدينة القاهرة، تعيش الصحفية التي عملت في وكالة الأنباء الفرنسية، تقلب ذكريات "خبطاتها الصحفية" في فرنسا والعراق ومصر، والتي جعلت اسمها يتردد بقوة في أروقة الصحافة العالمية؛ فقد كانت أول صحفية أنثى تتواجد على الجبهة لتغطية حرب العراق وإيران، وحواراتها المثيرة للجدل مع الأمير أحمد فؤاد، الابن الوحيد للملك فاروق والذي أطاحت به ثورة 23 يوليو 1952، وغيرها من الحوارات.
وتحكي درية عوني للأناضول بفخر عن أبيها الذي انتقل إلى جوار ربه وهي صغيرة، ولكنها تصر أن تبقى "ابنة صالحة" تجمع ميراث أبيها الفكري، والذي تعتبره ميراثاً للإنسانية، فتقول "أرسل جدي عبد القادر عوني والذي كان يعمل مفتياً بمدينة سُوَيرَك، من أعمال ديار بكر، جنوب شرق تركيا، ابنه إلى مصر ليكمل دراسته بالأزهر الشريف، بعد أن أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في معاهد تركيا".
وتمضي قائلة: "وقد حصل والدي على الشهادة العالمية، والتي تعادل الآن شهادة الدكتوراه، وقد نالها في مدة 6 سنوات بدلاً من 12 عاماً وهي المدة المقررة عادة لطلاب الأزهر الشريف في هذا الوقت".
وتستطرد، وهي ترتشف الشاي الكردي "عمل أبي في الديوان الملكي في عهد الملك فؤاد الأول ليشرف على قسم الوثائق والفرمانات الخاصة بتاريخ مصر منذ عهد محمد علي باشا والمدونة باللغة التركية القديمة (العثمانية)، وأشرف على توثيقها بعد ترجمتها للغة العربية".
وتذكر أن والدها كان له الفضل في توثيق وترجمة "وثائق عابدين" والتي تحكي تاريخ مصر في العصر الحديث، وذلك بسبب إجادته للغات التركية والفارسية والعربية والكردية.
وتضيف "عندما تمت خطبة الأميرة فوزية أخت الملك فاروق إلى شاه إيران رضا بهلوي في الأربعينيات من القرن الماضي، كلف القصر الملكي والدي بتدريس اللغة والحضارة الفارسية للأميرة فوزية، وقد أعطاها أربعين درساً في الفارسية، ومنحه شاه إيران وساماً فارسياً رفيعاً تقديراً له علاوة على وسام النيل الذي منح له من مصر".
وتذكر الوثائق التاريخية أن المؤرخ محمد علي عوني عُهدت إليه مهمة الإشراف على مكتبة القصر الملكي في عابدين في القاهرة، بالإضافة إلى مسئولية حفظ الفرمانات "الأوامر" والوثائق الرسمية التي يرجع تأريخها إلى محمد علي بك الكبير، ومن أشهر أعماله؛ ترجمة كتاب "الشرفنامة" للبدليسي من الفارسية للعربية، وترجمة كتاب "خلاصة تأريخ الكرد وكردستان" لمحمد أمين زكي من الكردية للعربية.
تزوج محمد علي عوني وهو في منتصف الأربعينات من امرأة مصرية، وأنجب منها ثلاثة أولاد (ولدان وبنت)، وعاش في القاهرة حتى توفاه الله في عام 1952 عن عمر ناهز 55 عامًا.
وتذكر درية عوني أباها بفخر قائلة "من المواقف التي قام بها والدي وتأثرت كثيراً بها طوال مشواري الصحفي، حينما طلب الملك فاروق منه أن يثبت بالوثائق انتماء جذور الملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه كان يريد إعلان نفسه خليفة للمسلمين، وهو ما رفضه والدي، رغم أن الملك عرض عليه ألف فدان، وقال والدي له: كيف أثبت ذلك ووالدتك نازلي هي حفيدة سليمان باشا الفرنسي الذي استعان به محمد علي في إدارة شؤون البلاد في القرن التاسع عشر".
فما كان من الملك إلا أن غضب على أبي، وأحضر عالم دين أعطاه ألف فدان وبالفعل أعلن انتماء الملك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قامت الثورة وأخذوا من هذا العالم ممتلكاته، على اعتبار أنه استفاد من منصبه أثناء عهد الملك فاروق، وقد توفي والدي قبل الثورة بـ11 يوماً، وفعل ما يرضي ضميره، على حد روايتها.
وحول تكريمها من شخصيات كردية في القاهرة أبريل/ نيسان الماضي تقول "رأى المكرمون أني كتبت الكثير من المقالات في الصحف العربية والمصرية والفرنسية عن مشاكل الأكراد في العالم العربي، كما قمت بالتعريف برموزها وعلمائها وأدبائها ومثقفيها للعرب".
وعن الأسباب التي دفعتها لتأليف كتابها "الأكراد في مصر عبر العصور" والذي صدر في القاهرة عام 2011، وأهدته الكاتبة لثورة 25 يناير، تقول عوني "هذا الكتاب يلقي الضوء على ما قدمه الشعب الكردي للحضارة الإسلامية والعربية ولمصر"، مشيرة إلى أن المؤرخين في العصر الحديث قلما يذكرون أصل مشاهير الأكراد الذين عاشوا في مصر وخدموها بإخلاص، ويكتفون بذكر بلد الجنسية.
وتنفي عوني أن يكون في مصر ما يسمى بـ"الجالية الكردية"، كما تردد بعض وسائل الإعلام، مؤكدة "كل المصريين الذين ترجع أصولهم إلى الأكراد، هم من سلالة عشرات الزيجات بين الكرد والمصريين، فأصبحت دماؤهم مصرية".
الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.