archive, الدول العربية

ذبح الأضاحي بالمغرب.. عادات وتقاليد خاصة

من عادات المغاربة: رش الملح على دماء الخروف لجلب البركة، وتزيين قرني الخروف بوريقات من الحناء والنعناع

26.10.2012 - محدث : 26.10.2012
ذبح الأضاحي بالمغرب.. عادات وتقاليد خاصة

سارة آيت خرصة
الدار البيضاء – الأناضول

ما أن يفرغ المغاربة من أداء صلاة العيد، حتى يسارع الكثير منهم بالعودة لبيوتهم، حيث تصير الشوارع شبه فارغة، استعدادًا لنحر أضاحي العيد وسط أجواء احتفالية تميزها عادات وتقاليد خاصة.

ولا ينتصف نهار يوم العيد إلا وقد انتهى المضحون من عملية الذبح، وبعدها تُخيم على البيوت سحابة دخان تنبعث من زناد الشواء، حيث تجهز النساء وجبة "البولفاف" التي تعتبر أول ما يتناوله المغاربة من أضحية العيد.

وحول ذلك تقول فاطمة (52 سنة) وهي ربة بيت من مدينة الدار البيضاء: ''نلف قطعًا من كبد وقلب الخروف بالشحم ثم نشويها، ونسمي هذه الوجبة (البولفاف)، وهي تؤكل مصحوبة بالشاي المغربي المنعنع، وهي الوجبة الأساسية في أول أيام العيد في المغرب".

وتروي فاطمة لمراسل وكالة "الأناضول" للأنباء بعضًا من تقاليد ذبح الأضاحي التي تدأب النساء المغربيات على الحفاظ عليها، رغم زحف الحياة المعاصرة على أبسط تفاصيل حياتهن.

وتقول: "تتحمل المرأة المغربية العبء الأكبر يوم العيد الذي يبدأ في ساعة مبكرة؛ حيث نحرص على تزيين قرني الخروف بوريقات من الحناء والنعناع، حسبما جرت عليه العادة".

وتضيف: "ترش النسوة الملح على دماء الخروف؛ اعتقادًا منهن أن ذلك يجلب البركة لبيوتهن".

ويعمد المغاربة إلى عدم أكل لحم الخروف المذبوح مباشرة في اليوم الأول؛ فبعد توزيع الجزء المخصص من الأضحية للفقراء والأصدقاء والأقارب، يقومون بتخليل نصيب أهل البيت من لحوم الأضحية بالملح وتوابل خاصة، ثم يتم تعريض هذه اللحوم لأشعة الشمس حتى تجف، وبعدها تصبح صالحة للتخزين لفترات تصل إلى شهور.

ويطلق المغاربة على هذه اللحوم المجففة اسم "القديد"، ومنها يعدون قائمة الوجبات خلال أيام العيد، وفي الأيام بل والشهور الأخرى التي تلي العيد.

وفي ساعات ما بعد الزوال في أول أيام العيد تبدأ الحياة تدب في أزقة المدينة رويدا رويدا. وفيما تواصل معظم الدكاكين إغلاق أبوابها منذ ليلة العيد، يستقر فتية على جنبات الشوارع، وقد أوقدوا كومة حطب في انتظار الزبائن، أما المهنة الجديدة فليست سوى شواء رؤوس الخراف أو ما يسمى باللهجة الدارجة المغربية "التشويط".

و"التشويط" عبارة عن تجهيز رأس الخروف وتنظيفه بالنار استعدادا لطهوه في اليوم الثاني من أيام العيد، ليقدم مبخرا في وجبة الإفطار.

عودة الحركة لشوارع الدار البيضاء تبدو بطيئة، وما إن يؤذن لصلاة العصر حتى تعج الأزقة بوفود العائلات التي تتبادل الزيارات والتهاني بالعيد، بعدما اكتفت باتصالات هاتفية أو رسائل قصيرة صباحا؛ فالكل حينها كان مشغولا بطقوس ذبح الخروف وغسل أحشائه وطهو غداء اليوم الأول الذي غالبا ما يكون خليطا من أحشاء الخروف مطبوخة مع التوابل والزيتون والبصل يسميه المغاربة "التقلية".

وتحرص بعض العائلات على الاحتفاظ بقرون أضحية العيد، فيما يصنعون من صوفه - الذي يدعى بالعامية المغربية "الهيضورة" - أفرشة تستعمل كأثاث في المنزل.

وجرت العادة في بعض المناطق المغربية على أن يرتدي شخص صوف الكبش ويجول في الأحياء وبين الأزقة لجمع الصوف في مهرجان كرنفالي يدعى "بوجلود".

ولا تخلو هذا المهرجان من أجواء مبهجة، وتصاحبه أهازيج شعبية.

ولا تقل فرحة الصغار بالأضحية في المغرب عن فرحة الكبار.

وحول ذلك تقول فاطمة: "العيد عيد الأطفال؛ حيث نقدم لهم بعض اللحم ويقومون بطهوه بمساعدتنا في طاجين (إناء خزفي) صغير يقتنونه قبل العيد بأيام".

كما تعد قرون الأضاحي وسيلة جديدة للهو الأطفال مع أقرانهم في العيد؛ فبعد غسل القرون وصبغها بألوان مختلفة يستعملها الأطفال في لعبة تشبه في مبادئها لعبة "البولينج".

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın