archive, الدول العربية

دواجن غزة.. تعاني الموت البطيء

بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء وعمليات القصف الإسرائيلية للقطاع

05.07.2012 - محدث : 05.07.2012
دواجن غزة.. تعاني الموت البطيء

مصطفى حبوش

غزة- الأناضول

تتناثر حبيبات العرق "المرهقة" عن جبين المربي الكهل محمد السحار بينما يتنقل بين 6 آلاف دجاجة بخفة ملفتة، محاولاً جمع بيضها قبل أن تفسده حرارة شمس الظهيرة، ويفسد معه شقاء موسم كامل من العمل.

 ولا يكاد السحار ينتهي من جمع البيض، وتوزيع الأعلاف وفتح قنوات المياه لإطعام الدجاج، حتى يبدأ بعمل آخر في سباق مع الزمن قبل أن تدق عقارب الساعة الثالثة ظهراً بتوقيت غزة (الواحدة بتوقيت غرينتش) وينقطع التيار الكهربائي ويَفسُد كل شيء.

 ولم يعد الكهل الغزّي -الذي يملك مزرعة لتفقيس (تخصيب البيض لإنتاج صغار الدواجن) وتربية الدواجن في قطاع غزة- يبني آمالاً كبيرة على تحقيق أرباح وفيرة هذا العام فانقطاع الكهرباء لفترات طويلة، وارتفاع أسعار الأعلاف، ينذر بالأسوأ دائمًا.

 ويقول السحار: "لم نعد نعلق آمالاً كبيرة على إنتاج مزارع الدواجن، فالعقبات باتت كثيرة جداً وبدلا من تضاعف الأرباح أصبحت تتضاعف الخسائر وتتراكم الديون".

 ويضيف في حديثه لمراسل وكالة "الأناضول" للأنباء "المشكلة الأكبر لدينا هي انقطاع الكهرباء لساعات طويلة تمتد لأكثر من 16 ساعة يوميًا، ما يؤدي إلى خفض منسوب الإنتاج من البيض، والدجاج اللاحم لأكثر من 40%".

 ويوضح أنه عندما تنقطع الكهرباء تتوقف إضاءة المزارع فيتوقف الدجاج عن الأكل وبدلا من أن يصبح جاهزًا للبيع في 40 يوماً تزيد هذه المدة لـ47 يوماً ما يتسبب بخسائر كبيرة بسبب الارتفاع والانخفاض المفاجئ بأسعار الدواجن.

 ويقول "بلغت خسائرنا في العام الماضي أكثر من 700 ألف شيكل إسرائيلي (18 ألف دولار أمريكي) بسبب موت أعداد كبيرة من الدواجن في فصل الشتاء بعد توقف التدفئة عن المزارع نتيجة انقطاع الكهرباء المتكرر".

 "لا يتوقف تأثير انقطاع الكهرباء على موت الدجاج في فصل الشتاء وقلة الإنتاج في الصيف ويمتد إلى فساد كميات كبيرة من البيض المعد للتفقيس في حال توقف التدفئة عن الفقاسات بشكل مفاجئ"، حسب السحار.

 ويكمل قوله "نحاول قدر المستطاع أن نشغّل مولدات الكهرباء الاحتياطية بالوقت المناسب لتزويد الفقاسات بالكهرباء اللازمة لعملية التدفئة لكن في بعض الأحيان لا نتمكن من ذلك ما يؤدي لفساد البيض، حيث إنه في بداية العام الجاري فسدت لديّ أكثر من 3000 بيضة في يوم واحد بسبب التأخر في تشغيل المولد الكهربائي".

  ويتابع السحار: "منذ فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2007 بدأت آمالنا تتبعثر وتذوب كحبات البرد وجاءت الحرب عام 2008-2009 لتدمر كل شيء وتتضاعف خسائرنا، وبعد قصف محطة توليد الكهرباء، ودخول القطاع بأزمة انقطاع متواصل للكهرباء لم يبق لنا إلا أن ندعو الله بالرحمة".

ويشير إلى أن خسائره بلغت نتيجة تدمير آليات الجيش الإسرائيلي مزرعته في حرب عام 2008-2009 أكثر من 200 ألف شيكل (نحو 5.5 ألف دولار أمريكي).

 وشنّت إسرائيل حربًا على قطاع غزة في 27 ديسمبر/كانون أول استمرت 22 يومًا دمرت خلالها العشرات من المصانع ومزارع الدواجن والأبقار ما تسبب بخسائر فادحة قدرت بأكثر من 3 ملايين دولار أمريكي، وفق إحصائية رسمية.

 ويقول مسئول ملف المزراع الحيوانية في وزارة الزراعة في قطاع غزة محسن أبو النعيم إن وزارته تبذل قصارى جهدها لخدمة المزارعين.

 ويوضح المهندس أبو النعيم لـ"الأناضول" للأنباء أن وزارة الزراعة بغزة قدمت تعويضات جزئية لخسائر المزارعين في الحرب، مشيراً إلى أن هناك مشروعًا كبيرًا لتعويض أصحاب مزارع الدواجن في الأيام المقبلة سيشتمل على بناء مزارع جديدة لهم.

 من جهتها، تؤكد سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في قطاع غزة أن الكميات التي تسمح بإدخالها السلطات الإسرائيلية على معبر كرم أبو سالم بشكل يومي لا تكفي لتشغيل كافة مولدات محطة الكهرباء ما يجبرنا على قطع التيار في أوقات محددة.

 وتفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على قطاع غزة جوًا وبحرًا وبرًا، عقب سيطرتها على غزة، بذريعة منع إدخال أي مواد قد تُستخدم لأغراض عسكرية.

مح/صغ

 

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın