archive, الدول العربية

حضارة مسلمي الأندلس بندوة دولية في المغرب

أول ندوة دولية من نوعها تُعقد في الرباط لتدارس الإسهامات الحضارية لمسلمي الأندلس في إسبانيا وشمال إفريقيا بمشاركة خبراء دوليين وباحثين في تاريخ المنطقة من بلدان أوربية وعربية.

10.11.2012 - محدث : 10.11.2012
حضارة مسلمي الأندلس بندوة دولية في المغرب

الرباط – الأناضول

سارة آيت خرصة

تفاصيل رحلة هجرة المورسكيين (مسلمو الأندلس) من شيه الجزيرة الإيبرية (إسبانيا والبرتغال حاليا) قبل أربعة قرون، والأثر الذي خلفه تهجير المكون على النسيج الحضاري والثقافي في ضفتي المتوسط كان موضوع أول ندوة دولية من نوعها تعقد في الرباط لتدارس الإسهامات الحضارية لمسلمي الأندلس في إسبانيا وشمال إفريقيا بمشاركة خبراء دوليين وباحثين في تاريخ المنطقة من بلدان أوربية وعربية.

الندوة التي نظمتها "جمعية ذاكرة الأندلسيين المغربية" الجمعة تحت عنوان " أربعة قرون على تهجير المورسكيين ..ذاكرة مشتركة" وتستمر على مدى يومين، يناقش خلالها المحاضرون "المأساة الموريسكية في ذاكرة الإنسانية"٬ و"وصول الموريسكيين إلى المهجر"٬ إلى جانب "الدور الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي للمورسكيين في إسبانيا وفي البلدان المستقلة".

وقال محمد نجيب لوباريس رئيس "جمعية ذاكرة الأندلسيين المغربية "إن ضفتي المتوسطي في حاجة إلى إعادة قراءة لتاريخ التواجد المورسكي في شبه الجزيرة الإيبرية الذي يعد تاريخ تعايش وتلاقح ثقافي، خلف حضارة إسلامية خالدة عمرت ما يناهز تسعة قرون".

وأضاف "هذا الإسهام والإبداع الحضاري في حاجة اليوم إلى رد اعتبار بعد ما عاشه المرسكيون من مآسي خلال نكبة التهجير".

واعتبر رئيس الجمعية أن قرار الطرد الذي صدر بحق "المورسكيين" بعد سقوط آخر معاقل الحكم الإسلامي في الأندلس بمدينة غرناطة خلال القرن الثالث عشر ميلادي، وأمر الكاردينال خمينس بجمع الكتب العربية من أهالي غرناطة التي كانت مستودعا خصبا للثراث الأدبي الأندلسي، "كان دليل تعصب وأضاع  على المكتبة الإنسانية ثروة فكرية مهمة".

بدوره، أكد رئيس مجلس مدينة أورناتشوس الاسبانية "فرانسيسكو بوينا فيستا غارسيا" أن "مدن إسبانية عدة تأثرت سلبا بترحيل المورسكيين ومحاولة طمس معالم تواجدهم بشبه الجزيرة الإيبرية، حيث فقدت الحضارة الإسبانية برحيلهم مكونا أساسيا في نسيجها الاجتماعي، شكل قوة اقتصادية أسهمت في بناء حضارة ماتزال إسبانيا تفتخر بمنجزاتها".

ودعا غارسيا إلى "تكثيف نشر وإصدار دوريات وأبحاث تعنى بالمسألة المورسكية وتاريخ الأندلسيين في شبه الجزيرة الإيبرية".

واعتبرت مداخلات بعض المشاركين في الندوة أن المغرب الذي استقبل الوافدين من بلاد الأندلس بعد سقوط الحكم الإسلامي وتمزقها إلى دويلات متصارعة المغربية  (دول الطوائف)، استفاد بدوره من هذا الرافد الثقافي الذي امتزج مع المكون الأمازيغي  ليسم الثقافة المغربية بسمة التعدد والتنوع، حيث نص الدستور المغربي الجديد على اعتبار العنصر الأندلسي مكونا أساسيا داخل التشكيلة الثقافية المغربية.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın