archive, الدول العربية

المحاظر القرآنية.. زادٌ ثقافي في "بلد المليون شاعر" (صور)

تشكل المدارس القرآنية أو ما يعرف محلياً بـ"المحاظر" في موريتانيا، رافداً ثقافياً ما زال يساهم في ترسيخ القيم الإسلامية.

16.05.2013 - محدث : 16.05.2013
المحاظر القرآنية.. زادٌ ثقافي في "بلد المليون شاعر" (صور)

سيدي ولد عبد المالك

نواكشوط - الأناضول

تشكل المدارس القرآنية أو ما يعرف محلياً بـ"المحاظر" في موريتانيا، رافداً ثقافياً ما زال يساهم في ترسيخ القيم الإسلامية، وشيوع الثقافة الأدبية لدى أبناء البلد المعروف بـ"بلد المليون شاعر"، والبلدان الإفريقية المجاورة.

ولا تزال "المحظرة" الموريتانية، التي تقدم تعليمها مجاناً، تحافظ على خاصتها هذه محلياً و إقليمياً؛ فآلاف الأسر الموريتانية تحرص على تلقي أبنائها تعليماً محظرياً في سن مبكرة قبل التحاقهم بالمدارس النظامية.

وبحسب أولياء أمور لطلبة في "المحاظر"، فإن "الفترة التي يقضيها الطالب بالمدرسة القرآنية تشكل زاداً معرفياً أولياً يتيح للطالب حفظ أجزاء كثيرة من القرآن و يربيه على الأخلاق الفاضلة".

وينتشر في موريتانا قرابة الـ1000 من محاظر القرآن الكبيرة، فيما تتوزع نحو ألفين من المحاظر الصغيرة في أنحاء متفرقة، بحسب احصاءات غير رسمية.

ولا يقتصر الإقبال على المحاظر القرآنية على الطلاب الموريتانيين فقط، إذ شهدت خلال الآونة الأخيرة تدفقاً كبيراً من قبل طلاب وافدين من دول أفريقية مجاورة.

وعن ذلك يقول الإمام "ولد فال" القائم على محظرة "انتفاشيت" (على بعد 50 كلم شرق العاصمة نواكشوط)، إن "الطلبة الأجانب يمثلون حوالي 45% من إجمالي طلاب محظرتي البالغ عددهم قرابة 240 طالبا".

ويوضح "ولد فال"، في حديث مع مراسل الأناضول، أن "معظم الطلاب الأجانب الذين يتلقون العلم داخل محظرتي قادمون من بلدان إفريقية مجاورة كالسنغال، وغامبيا، ومالي، وغينيا كوناكري".

وعن سبب اقبال تلك الجنسيات الإفريقية على التزود من علوم "المحاظر الموريتانية"، يقول إن "القرب الجغرافي، والسمعة الجيدة للمحظرة الموريتانية، إلى جانب غزارة العلوم التي تقدمها، لعبت دوراً كبيراً في اجتذاب أولئك الطلاب".

وفيما يتعلق بالنظام التعليمي للمحظرة، يوضح "ولد فال" أن "النظام التعليمي بالمحظرة يبدأ بمرحلة تعلم الحروف الأبجدية، مروراً بتعلم القرآن وعلومه، وصولاً إلي التبحر في الفقه واللغة والشعر والبيان والمنطق ومبادئ الحساب".

ويعتبر "أبوبكر الأنصاري"، وهو طالب من مدينة كيدال شمالي مالي، أن "بيئة المحاظر الموريتانية مساعدة على التحصيل العلمي بحكم موقعها البعيد عن المدن؛ مما يجعل الطلاب في عزلة عن المشاغل التي تضيع أوقاتهم".

ويرى الأنصاري، الذي التقاه مراسل الأناضول في محظرة "انتفاشيت"، أن "ما يميز المحاظر الموريتانية أيضاً هو نظامها التعليمي المكثف والشامل".

وقد أهلت "المحاظر" في موريتانيا الكثير من أبناء البلدان الإفريقية المجاورة على مر العصور؛ فكان لأولئك الأبناء، "دور كبير في تصحيح رسالة الإسلام لدى شعوب القارة الإفريقية، وغرس بذور اللغة العربية فيها"، بحسب مراقبين لهذه المحاظر.

وتعود نشأة المحاظر القرآنية في موريتانيا إلى عدة قرون من الزمن، حيث بقيت الحاضنة المعرفية الشرعية الوحيدة، قبل أن تظهر مؤسسات علمية أخرى لاحقاً.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın