
سنجار / متين بولات/ الأناضول
ليلة عصيبة عاشتها الأسر التركمانية مع أطفالها الذين أجهشوا بالبكاء، عند مغادرة منازلهم من مدينة تلعفر التركمانية (70 كم شمال غربي الموصل)، نتيجة الاشتباكات التي تخوضها المجموعات المسلحة بقيادة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، حيث تمكن بعضهم من الوصول إلى قضاء سنجار التي تبعد عن تلعفر 50 كم.
وقطعت تلك الأسر مسافات طويلة سيرا على الأقدام ومعهم أطفالهم حيث استغرقت الرحلة لساعات في منتصف الليل ليصلوا إلى المناطق التي نزحوا إليها، حيث يواجه الأطفال الأمراض المعدية، ويضطرون للنوم على التراب، والأرضيات الخرسانية غير صحية، ويعانون من الإسهال، وارتفاع درجات حرارة الجسم من الحمى.
أما الأطفال المعوقين فهم في ظروف أصعب، مقارنة بأقرانهم، إذ يحاولون النوم على أرضية خرسانية، وأحيانا يواجهون مخاطر الدهس من قبل المارة، إذ يتجمع عليهم الذباب، رغم ذلك يحاولون النوم مضطرين.
وقال "زينل سفرأوغلو"، وهو أحد النازحين من تلعفر، وأب لطفلين، إنهم يعيشون أياما صعبة، مؤكدا أنه وزوجته حملوا أطفالهم على ظهورهم، وساروا على الأقدام لعدة ساعات، مشيرا أن أطفاله بكوا كثيرا لعدم تمكنهم من النوم، رغم نعاسهم، مضيفا أنهم حاولوا مواساة أطفالهم بقولهم "إنهم ذاهبون إلى سفرة"، مؤكدا أنهم لم يتمكنوا من حمل أي نقود أو أشياء معهم، لافتا أن الكل هنا يريد أن يعيش كإنسان.
وأشار "عمار محمد"، وهو أب لخمسة أطفال، أنهم ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي يعودون فيه إلى منازلهم، لافتا أنهم يواسون أطفالهم بحجة أن مغادرتهم لمنازلهم ما هو إلا مجرد "لعبة".